شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر اليوم الذكرى العاشرة للعدوان الأميركي الأطلسي الصهيوني الصفوي الغاشم على العراق،ففي مثل هذا اليوم العشرين من آذار عام 2003، ارتكبت الولايات المتحدة الامريكية،ابشع جريمة في التاريخ المعاصر، عندما بدأت غزوها البربري للعراق قبل عشرة سنوات خلت،بالقصف الوحشي بالصواريخ،والطائرات،ومختلف انواع السلاح،الذي اقترن بالعدوان البري الواسع، الذي احتلت به العراق في التاسع من نيسان عام 2003.


لقد قاوم أبناء جيشنا الباسل،وشعبنا العراقي البطل المعتدين الغزاة، في معركة أم قصر، والناصرية، وفي معركة المطار في بغداد، مقاومة بطولية نادرة لا يمكن ان توصف الا بأنها ملحمة اسطورية. فبالرغم من اختلال التوازن في التسليح،فان العراقيين النشامى واجهوا بصدورهم العامرة بحب العراق،القنابل النووية التكتيكية التي استخدمها المحتلون الامريكان الأوغاد،فمرغوا بهذا الفعل البطولي الأغر،غطرسة الامريكان الغاشمة، وسفهوا تبجحهم الكاذب بان العراقيين سيستقبلونهم بالورود،بتلك الاهانة المذلة،التي لم يعرفوا نظيرها من قبل،يوم رشق العراقي البطل منتظرالزيدي المجرم بوش بفردتي حذائه، وما يعنيه هذا الفعل البطولي المتميز من ثار للكرامة في الثقافة العراقية، فرد الاعتبار للكبرياء العراقية بصاعين.


لقد دمر المحتل الامريكي الغاشم كل مقومات الحياة في العراق،فسقط الآلاف من الشهداء،وتشرد الملايين،وترملت الاف النساء، وحل المجرم بريمر سيء الصيت كل مؤسسات الدولة العراقية، وشجع نهب المتاحف وإحراق المكتبات، ومصادرة كل المنجزات التي حققها الشعب العراقي بعرقه على مدى عقود، على يد نظامه الوطني، وامعنت قوات الاحتلال في الشعب العراقي قتلا وإذلالا، ومارست معه كل اشكال الاعتقال، والتعذيب،واغتصاب النساء،في أبشع جريمة عرفتها الإنسانية في تاريخها.


لقد تأكد للعالم بشكل لا يقبل اللبس عدم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وتهاوت كذبة علاقات العراق المزعومة مع تنظيم القاعدة ، وسقطت كذبة الحرية والديمقراطية،وافتضح امرالانتهاكات الصارخة التي تعرض لها الشعب العراقي على يد المستعمرين الأمريكان،فبانت أكاذيب ألمحتل،ومن ثم فقد ثبت ان الغرض من الاحتلال هو السيطرة على ثروات العراق،وفي المقدمة منها النفط، بالإضافة إلى إنهاء الدور الوطني والقومي للقطر العراقي.ولذلك كله فلا يزال الاحتلال مستمراً بأشكال وصور مختلفة، منها هيمنة الشركات الأمريكية والغربية على الثروات النفطية العراقية بصورة مطلقة،وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على القرار السيادي للعراق، بعد أن جرى تكبيله باتفاقيات أمنية واقتصادية، حيث تعمد المحتل ان يجعل من العراق ساحة للقتل والعنف الطائفي، باعتماد المحاصصة الطائفية البغيضة ، وفتح أبواب العراق أمام المليشيات الإرهابية المسئولة عن التفجيرات الإجرامية الدموية التي يتعرض لها العراقيون الأمنون على امتداد أرض الوطن،فغاب عنه الأمن والاستقرار، وتفشى الفساد السياسي والاداري، وسرقة المال العام،وعم الفقر،والتسلط، وساد التناحر بين أطراف العملية السياسية.


ولا جرم ان تلك الموبقات التي خلفها الاحتلال الأمريكي، تمثل في حقيقتها جريمة كبرى،ترقى في اضرارها البليغة على الشعب العراقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهو ما يعني في عرف القانون الدولي جريمة حرب شنت على العراق، دون أي مبررات شرعية،وبالتالي فان المحتل الامريكي الذي ارتكب هذه الجريمة بدون تفويض من احد،يتحمل هو، ومن حرض عليها،او ساهم فيها،المسئولية كاملة،جنائيا وأخلاقيا.


ان تزامن تصاعد التظاهرات والمسيرات الشعبية في العديد من المدن العراقية،في الأنبار، والموصل ،وديالى ،وكركوك ،والبصرة وغيرها من المحافظات، والتي مضى عليها أكثر من ثلاثة اشهر،تعكس رفض الشعب الظلم والاستبداد،وكل اثار الاحتلال الامريكي وتجلياته، بعيداً عن الاصطفافات الطائفية، أو التخندقات العرقية،في انتفاضة مستمرة، حتى تتحقق مطالب المتظاهرين من كل تلك المظالم،ويخلص العراق من كل مخلفات وتركات المحتل،ليواصل مسيرته الوطنية والقومية، واستعادة دوره الحضاري،والإنساني في الساحة الدولية.

 

 





الخميس ٩ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب هداج جبر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.