شبكة ذي قار
عـاجـل










أي عالم هذا الذي نحياه اليوم؟ عالم بلا ضمير، وبلا أخلاق، متوحش لا عدل فيه ولا سياسة ولا قانون. إنسانيته مصطنعة، ومثله مموهة، وقيمه مبتذلة، وثوابته مقلوبة، سنطرح قضايا وسنتحدث بالأرقام وبالشواهد لبيان زيف الدعاوى، وأساليب التدليس والتضليل والخداع الإعلامي، يتحدثون بالحرية ولا حرية إلا لهم، يقتلون ويدمرون ويحتلون وعلى الآخرين الصمت إن لم يكن التأييد لما يفعلون، ديمقراطيون ويغيبون ثلاثة أرباع العالم بمساندتهم للحكام الطغاة على شعوبهم المغلوبة ظلما وعدوانا، عالم مزيف لا يقيم وزنا للحقوق، ولا يعترف إلا بهمجية القوة، شرائعه شرائع الغابة، السيد من له مخالب وأنياب، ينادون بالسلام ولا يؤمنون به، سياستهم سياسة القطب الواحد يتحكمون ولا يرعون لمن لا ينحني لهم إلاّ ولا ذمه، يعرفنا الله بهم إذ يقول:”كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ”التوبة 9


العالم الغربي اليوم، أوروبا وأمريكا هم الأقوى ما داموا قادرين على صنع السلاح وتوريده، لهم حق استغلال الآخرين وابتزازهم وتدمير بلادهم، وعلى الجميع أن يقبلوا ويرضخوا لقراراتهم، لهم حق امتلاك أسلحة دمار شامل ولا يحق لغيرهم، يغزون ويحتلون ويدمرون تحت مظلة مجلس الأمن أو خارجها، ولا يحق لغيرهم المطالبة ولو بالتعويض عن جرائم أصابتهم وحرمات انتهكت لهم، ومظالم ضد الإنسانية ارتكبت بحقهم ، جنود العالم الغربي لهم الحصانة يقتلون ويغتصبون ويعذبون بلا مساءلة فهم محصنون، العالم الغربي هو الأغنى يملك التكنولوجيا ويستثمرها للسيطرة على الأرض والسماء والبحار ويمتص دماء الشعوب الفقيرة الضعيفة، العالم الغربي أوربا وأمريكا يملكون الغالبية في مجلس الأمن لهم حق الرفض والقبول في القرارات الحاسمة، وللأغلبية الضعيفة الرجوع إلى الهيئة العامة وقراراتها غير ملزمة، عالم متجبر متكبر متغطرس. يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول، يدعي محاربة الإرهاب وهم أول من نظم الإرهاب وآزره وسانده، ويرهبون الآخرين بقاذفاتهم وببوارجهم وأسلحتهم، يدعون البراءة والتعالي عن الطائفية وطائفيتهم مقيتة لا تدانى ولا تماثل. وهذه أمثلة:


بلغ عدد المسيحيين في العالم نحو ملياري ونصف المليار يشكلون 30% من سكان العالم، وعدد المسلين في العالم نحو ملياري مسلم ويشكلون 25% من سكان العالم، بينهم نحو 400 مليون عربي، وعلى الرغم من أن عدد المسلمين لا يقل عن عدد المسيحيين إلا بمقدار 5% فقط نجد أن أعضاء مجلس الأمن الأساسيين الذين بيدهم الربط والحل من دول العالم المسيح الغربي، وليس بينهم مسلم واحد فأي عدالة هذه التي يتحدث عنها الغرب؟ أي عيش مشترك؟ وأي تلاقح وتفاهم للحضارات؟ وأي توزيع للصلاحيات والمسؤوليات؟ ألا يسأل العالم نفسه أين مثل وقيم الديمقراطية الرشيدة العادلة التي يدعون إليها من هذا التمثيل الظالم المجحف بحق العالم الإسلامي؟


وكان عدد اليهود في فلسطين عام 1914 خمسا وخمسين ألفا، غالبيتهم مهاجرين من روسيا وبولندا ورومانيا وليسوا من السكان الأصليين، يشكلون نسبة 8% من عدد السكان العرب المقيمين في فلسطين التي تسمى “إسرائيل” اليوم، وعدد العرب 640 ألف نسمة ونسبتهم 93%، تزايد عدد اليهود إلى أكثر من الضعف وأصبحت نسبتهم 17% مقابل 83% للعرب في عام 1931، وتضخمت زيادة اليهود إلى 650 ألف يهودي مقابل مليون ونصف عربي فلسطيني بنسبة 31 % لليهود و69% للعرب عام 1948، وفي مايو عام 2005بلغ عدد سكان “إسرائيل” نحو سبعة ملايين كما نشرها المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاءات منهم خمسة ملايين وربع المليون يهودي، ويشكلون 80%، بينما يشكل العرب 20% من السكان. ألا يسأل العالم المتحضر علميا، كيف تزايد عدد اليهود قياسا بعدد العرب الذي تناقص وانقلبت المعادلة خلال نصف قرن؟ من أين جاء اليهود وإلى أين ذهب العرب الفلسطينيون، لماذا هجرة اليهود إلى فلسطين مباحة ومغرية، وهجرة العرب إلى الغرب مقننة، عن أي أمم متحدة يتكلمون؟ وعن إي حقوق الإنسان يتحدثون؟ وبأي لغة ومعيار إنساني يقيمون المعادلة الظالمة ويفكون رموزها؟


تحرق أو تفجر كنيسة في العراق أو مصر أو يقتل مسيحي ضمن فوضى عارمة هم يصنعونها فتقوم الدنيا لديهم ولا تقعد.. احتجاجات وتصريحات وتتحرك المنظمات، تستنكر وتحذر، ومساعدات مادية وتسهيل هجرة، ويباد شعب مسلم في منمار بعشرات الآلاف بل مئات الآلاف تحرق مدنهم بالكامل ويحرقون معها وكأن شيئا لم يكن. يسقط قتيل أو يجرح متظاهر في البحرين يعترضون ويدعون إلى عدم استخدام القوة المفرطة، يسمونها قوة مفرطة، ويستعمل الأسد القوة المفرطة حقا صواريخ وطائرات ومدافع على مدى سنتين، ويشيح الغرب بوجهه ولا نسمع إلا الجعجعة، لماذا هذا التمييز ولمصلحة من؟ نترك للقارئ الحكم وند عوه للمتابع فللحديث صلة.

 

 





الخميس ٢٣ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. عمران الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.