شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ وقت مبكر من عقد السبعينيات ، حذر العراق ونبه العرب من مؤامرة تستهدف الأمة العربية ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،يقود هذه المؤامرة لوبي اسمه ( الرجعية العربية ) ، ويضم هذا اللوبي رؤساء وملوك وزعماء دول عربية وشخصيات سياسية وفكرية كبيرة وأحزاب عربية وحركات رجعية مرتبطة باجندة خارجية ، وتعرضت هذه النظرية الى نقد عربي وعالمي شديد، حتى صارت وما زالت تندرا للبعض وسبة يلقونها على العرب بأنهم يؤمنون بنظرية المؤامرة ، وهاهي نظرية المؤامرة تتجلى بأبشع صورها القبيحة وتتجسد على شكل فوضى أمريكية خلاقة في المنطقة العربية تحديدا ، فمن تدمير العراق بحجة أكذوبة أسلحة التدمير الشامل، الى تدمير ليبيا و تدمير مصر وتونس واليمن ولبنان وسورية ، وتأجيج الصراع الطائفي والعرقي والقومي والمذهبي وإشعال الحرب الاهلية الطائفية فيها ، أليست هذه هي معنى نظرية المؤامرة ،ف ما هو الهدف من وراء هذه النظرية الصهيوامريكية - إيرانية ، الهدف أصبح واضحا جدا ولا يستطيع احد نكرانه حتى وان كان ( متامركا - متصهينا ) ، وهو السيطرة على منابع النفط العربي كله في المنطقة ، وضمان امن إسرائيل الى الأبد من خلال إخراج الجيوش العربية ( الجيش العراق والمصري والسوري ) من دائرة التوازن الإقليمي والدولي ، وهو ما تحقق بالحرف الواحد على ارض الواقع ، فما ينكر هذا إلا خائن وعميل ( ولو هاتان الصفتان أصبحتا فخرا للبعض وانتم تعرفونه ويتباهون بها ) ، فالذي جرى ويجري في العراق كان بتخطيط أمريكي – صهيوني - إيراني معلن ومكتوب بمجلدات وليس سرا ( الثار البابلي وتدمير بابل / العراق أمريكيا - والثار الفارسي المجوسي القادسيتان تاريخيا ) ، وما جرى في ليبيا كان غربيا وأمريكيا للاستحواذ على النفط وليس سواه وتحجيم الدور الليبي المؤجج لروح القومية العربية لدى العرب ، لكن ما جرى في مصر وتونس ، يختلف كليا ،

 

إذ كان الهدف منه الإساءة واستعداء العالم لرسالة الإسلام السمحاء التنويرية الإنسانية / من خلال تنصيب ( الإسلام السياسي لأهداف سلطوية ومنافع دنيوية في الحكم لحركات وأحزاب اسلاموية وليست إسلامية ) تؤدي وأدت الى نفور الشعب العربي من حكم الاسلامويين والثورة عليهم ، وهكذا الآن في العراق الذي يشهد تناميا سلبيا جدا ورفضا حادا لحكم الاحزاب الاسلاموية ومشتقاتها السنية والشيعية وغيرها ، أما في سوريا فيتم تنفيذ سيناريو غزو العراق بعد التمهيد له وإيقاع نظامه في الفخ الإيراني – حزب الله ، كما وقع العراق في فخ الكويت ، والهدف دائما تفتيت وتقسيم وتقزيم المنطقة على الأسس الطائفية والعرقية والاثنية والقومية ، ولكن وهذا الأهم ، هل تتوقف الحرب على سوريا وإسقاط نظامها قريبا جدا الى هذا الحد ، أم أن هناك بقية للسيناريو الملعون.

 

بكل تأكيد مازال تطبيق السيناريو في المنتصف، إذ إن الغرب وأمريكا لا يمكن أن يقبل بشريك نفطي على النفط العربي ، وهو إيران التي تتخذ من منصة مضيق هرمز فزاعة لأمريكا والغرب تهدد بغلقه متى تشاء ، لذلك والحصار الدولي على إيران قد فعل فعله لولا حكومة المالكي وتعاونها مع حكام طهران لتخفيف الحصار لانهارت إيران منذ سنتين ، ومع هذا إيران الآن في أسوء حالاتها الاقتصادية وما انهيار عملتها الى أدنى مستوى في تاريخا إلا دليل على اقتراب انهيارها كليا ، ولهذا هي تعمل بكل قوتها الدينية والعسكرية والسياسية ، لاحتواء أزمتها القاتلة مع أمريكا والغرب بسبب برنامجها النووي العسكري ، الذي يهدد الأمن القومي العالمي بأكمله ، ولولا ظهور الأزمة السورية وثورتها لكانت إيران وملاليها تترنح أمام الحصار وثورة شعبها قبل عامين ، فالهدف القادم بعد إنهاء وإسقاط نظام بشار الأسد الكيماوي ، ستكون إيران وملاليها حتما ، وضمن مشروع برنارد لويس التقسيمي ، وبعده تركيا ودول الخليج العربي كله ، إذن نظرية المؤامرة أثبتت فاعليتها على الارض وهي تتجسد على شكل غزو همجي واحتلالات وتدمير دول بأكملها وقتل شعوبها بدم بارد ، فهل يخرج علينا احد ، ويقول نظرية المؤامرة أكذوبة عربية ، كما نقول نحن الفوضى الخلاقة ديمقراطية أمريكية أكذوبة أمريكية بامتياز انطلت على الآخرين في المنطقة وصدقوها ، وهاهم الآن يدفعون ثمنها انهارا من الدماء .. نظرية المؤامرة حقيقة يؤكدها الواقع العربي الكارثي .. ويكذبها أعداء العروبة والإسلام .. عجبي ؟؟.

 

 

 





الاثنين ١٩ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.