شبكة ذي قار
عـاجـل










في البداية ,,تحية لكم أيها العراقيون الأبطال ...
تحية لكم أبتداءاً من صناديد الانبار وانتهاءا لكل عراقي أصيل على وجه المعمورة ,,,
تحية لكم يا رجال الله على أرضه ..


تحية لكم يا من تقفون اليوم على خطوط المواجهة على امتداد أرضنا الوطنية ..
هذه المنازلة التي انتظرها شعب العراق والشرفاء من أبناء الأمة العربية المجيدة ..
على مدى سنين طوال من المنازلة الكبرى مع قوى الشر والاستكبار و الاستعمار العالمي,,,
تحية لكم على بطولاتكم التي سطرتموها على امتداد أرضنا الطاهرة ...


و التي على عادة منازلاتكم وعلى مدى التاريخ ,,
لقنتم بها دولة الفرس وصبيانها وعملائها , دروسا في البطولة والفداء والذود عن شرف العراق والأمة,,


فالمواجهة اليوم ,,ليست مع أفراد و تشكيلات تدعي أنها عراقية.. لأنها تسمت زورا بجيش العراق..
بل هي منازلة مع منظومات و أطماع و امتداد لقوى الاستعمار والشر العالمي اليوم ,,
والتي التقت مصالحها وأطماعها على جمجمة الجسد العربي ,, الذي هو العراق...


هي منازلة مع دولة الفرس و جيوشها و اذرعها وعملائها وطموحها الاستعماري
الذي توهم خلال السنين الماضية ,, انه ابتلع العراق و استعبد اهله ..
بعد ان جلس دهالقة العرش الفارسي في قلب بغداد ,,
و عادوا بتاج كسرى ليحكموا أمة العرب من العراق و من عاصمة العروبة بغداد ,,


و هي منازلة كذلك مع كيان بني صهيون ومنظوماتها و اذرعها وعملائها,,
والتي ما فتأت تحارب العراق و تخطط لتفتيته و محوه من خارطة الوجود السياسي العربي والشرق الأوسطي ..
لضمان تسيدها على أرض العرب و شعوبه ,,
وهي تعلم علم اليقين ,, ان زوالها وانكسارها لن يكون إلا على أيديكم يا أبطال العراق
وهذا هو قدرها وقدركم وحكم الله عليها ووعده بعد ما أفسدت في الارض ,,
وبعد ما توهمت انها اليوم اقوى ما يكون ,, بعد ما علت و اعتلت عرش المنطقة بمعونة صنيعتها الصفوية الجديدة,,
و بعد حالة الانبطاح العربي المخزي خلال السنين الماضية من بعد احتلال وتدمير بغداد ..


وبعد هذه الانتفاضة والثورة المباركة العظيمة ,,
التي اشرقت شمسها اليوم من ارض الانبار ,,
ستحاول كل قوى الشر العالمي ,, بمؤسساتها و امبراطورياتها و شخوصها الاستخباراتية والاعلامية والاقتصادية ,,
الوقوف في وجه ثورتكم يا أبناء العراق ,, لتدميرها ,, او احتوائها ,
او حتى تغيير مسارها ..
وستسخر كل الامكانيات ,,
لوأد اي تقدم او انتصار لهذه الثورة قد يكون له تبعات ,,


تبعات قد تنهي وجودهم وطموحهم ومشروعهم الذي أسسوا أركان بنيانه في عاصمة العروبة بغداد ,
وكلكم يعلم اليوم ,,
حجم المؤامرة و حجم التواطئ الصهيوني الصفوي الغربي
على تدمير العراق والمنطقة ..
لعلمهم المسبق بان الخطر الأكبر عليهم هو في وجود عراق قوي ,,يقوده أبناءه الشرفاء
لأنه يمثل طليعة الوجود العربي القومي الإسلامي ..
فوجود عراق عربي إسلامي حقيقي ذو إرادة عروبية و وطنية أصيلة ..
سيكون عمق للوجود القومي العربي الإسلامي ,,
وسيقطع ويقتلع أطماع و اذرع المد الاستعماري الصهيوني الصفوي ,,


وكلنا يعلم كيف ان قوى الاستعمار العالمي قد تواطأت مع دولة الفرس ومشروعها "الابن الشرعي للمشروع الصهيوني "..
في تدمير سوريا و غضت الطرف على ما تفعله إيران ومليشياتها من فسادا وقتل و تدمير ..
لان ذلك يصب في صميم المخطط لتفتيت وتدمير الوجود العربي ..
و أخفاء أي وجود له من الخارطة السياسية في المنطقة ,,
ولذلك نحن نعيد التأكيد لما قلناه دائما سابقا,,
ان نهاية المشروع الصفوي الصهيوني في احتلال وتدمير الأمة ,,
لن يكون إلا على ارض العراق ,,


ومن ذلك نقول ,, ستكون حربنا اليوم هي اخطر من إي حرب أخرى ,,
لأنها حرب إثبات الوجود للهوية العربية القومية ,, على يد أبناء العراق ,,


وهي حرب يقودها العراق وثواره وابناءه الشرفاء نيابة عن الامة العربية بكل اقطارها و شعوبها ,
ولان نهاية المشروع الصفوي الصهيوني في العراق ,,
سيكون هو بمثابة الضربة القاضية لمشروعهم التوسعي في سوريا وفي كل الأراضي العربية الأخرى وأولها البحرين والخليج,,


لذلك فما يحدث اليوم في العراق ,, سيؤثر ويحدد بشكل كامل مجرى الأحداث في المنطقة وسيعيد رسم الخارطة السياسية في المنطقة ,,
لذلك سيكون حجم المؤامرة و التواطىء على العراق وثورته المباركة اكبر مما يتصوره احد,,
فلا يتصور احد من أبناء العراق وثواره الابطال بان قوى الشر والاستعمار ,,
ستترك أبناء العراق الأخيار او تتيح لهم الفرصة ليعيدوا تصحيح المسار ويطهروا العراق من الاستعمار و مخلفاته ,,
ومن يظن ذلك فهو واهم اشد الوهم ,,


فبعد ما استباحوا العراق بكل ما اؤتوا من قوة وحققوا حلمهم الازلي بتدميره وانهاء وجوده ,,
وجعلوه خاضعا بكل ما يمثله العراق ’’ من امكانيات ’’ ومن خلال صبيانهم العملاء ..
و بعد ما رقصت الكلاب فرحا على أشلائنا ..
و شربت قوى الكفر كؤس الخمر من دمائنا ..
وناموا رغدا ,, على ضفاف انهارنا ,,
ضنا منهم انهم قد انهوا وجودنا وحضارتنا و تاريخنا ,,
بعدما نحروا رجالنا و ابطالنا ,,
و فرحوا وتراقصوا طربا ,,ضننا بأنهم قد كسروا صولجان ملكنا الى الأبد


لكن يأبى الله ,, ويأبى التاريخ ,, وتأبى الحضارة ,, ويأبى الرجال
إلا ان يبعثهم الله الى الحياة من جديد ,,
ليلقنوا أعداء الله الدروس ويذيقوهم الويلات ,,
ولتشرق شمس بابل من جديد ..
و لذلك فمن المنطقي ان تكون ردة الفعل منهم على قدر الصدمة الموجعة التي ذاقوها على يد إبطالنا ,,
وسنرى المؤامرات ,, والتضليل ,, والخداع ,, وشراء الذمم ,, و التدخل المباشر "العسكري و غيره"
من ايران وامريكا و الصهيونية ,,


و سنسمع الاصوات الضالة ,, من داخل العراق وخارجه ,, والابواق الاعلامية الرخيصة ,,
التي تواطأت وتتواطىء منذ البداية لأحتواء الثورة العراقية الكبرى ,,
واختزالها في تنفيذ مخطط التقسيم والتفتيت من خلال الاقاليم ..
وسنرى دخول أطراف و منظمات نشأت كردة فعل طبيعية على غطرسة قوى الاستعمار خلال العقود الماضية في منطقتنا العربية الاسلامية ,,


والتي استخدمتها قوى الاستعمار كبعبع و ذريعة في الحرب العالمية القائمة اليوم والتي اسموها الحرب على الارهاب ,,
لمحاولة تشتيت الانتباه و تحويل مسار الثورة وثوارها الى الاتجاه الخاطيء ,,
و سنرى محاولات كبرى لتحويل منهاج الثورة العراقية الى النهج الطائفي الذي رسموه للثورة السورية ,,
ليصب في مصلحة التقسيم والتفتيت الذي يتأملوه للعراق و لامة العرب ,,


وكلنا يرى حجم الانحراف الخطير في منهاج الثورة السورية ,,


بعد ما كانت ثورة تحررية ضد الظلم والطغيان ,, لكل نسيج الشعب السوري على اختلاف طوائفه وانتماءاته ,,
تحولت بعد ثلاث سنوات من المؤامرات و التزييف للحقائق والتواطؤ ,,
الى حرب البسوها جلباب الطائفية ,,


وأصبحت سوريا ساحة حرب لتصفية الحسابات بين الأطراف الإقليمية ,,
و اصبح المفقود الوحيد فيها هو الشعب السوري ’’ وهو الوحيد من يدفع الثمن الباهظ اليوم ,,
على حساب وجوده ومستقبله و كرامة ابناءه ,,


ومن ذلك كله ,, نقدر حجم الطموح و التدخل الاستعماري لدولة الفرس والصهيونية,
و حتى الاطراف الاقليمية اللاعبة على الساحة العربية ,,
والتي تريد تصفية الحسابات مع اطراف اقليمية اخرى على حساب ارض العراق و وجوده و تاريخه ومستقبله ,,
لذلك فالمسئولية التاريخية الكبرى هي على عاتق ابناء العراق اليوم ,, بكل مكوناته وانتماءاته ونسيجه الاجتماعي ,,


لإسقاط المراهنة على تحويل مسار الثورة ,,
الى ما اسقطوا به كل الثورات العربية الأخيرة من كوارث ,,
و التنبه الى حجم الأطماع الفارسية والصهيونية في العراق ,,
و العمل على قطع الأذرع الفارسية في العراق بشكل مباشر ,,
سواءا كانت أشخاص او جماعات أو أحزاب,, وبدون الانشغال بمسائل فرعية وجانبية ,,
وخصوصا الذين يقفون اليوم مابين صفوف الثوار من طرف ,,
ويتحالفون مع إيران واحزابها ويشاركونهم العمل السياسي من طرف آخر ,,
 

لينتظروا نتائج ما تأول اليه المعارك ,, فان كانت في صالح الثوار فلقد كانوا ينادون بمظلوميتهم ,, وان كانت في صالح الدولة الفارسية وصبيانها فهم معهم ..
وكذلك قطع دابر كل من ينادي بمخطط التقسيم والإقليم ,, والذين الى يومنا هذا يعتلون المنابر والاعتصام ,, ويرفعون شعار المظلومية ,,


ليحققوا مكاسب رخيصة على حساب العراق وتاريخه ووحدته ودماء أبناءه ,,من الاحزاب المتحالفة مع ايران وعملائها ,,
و الذين بدل إن ينادوا اليوم بالنفير النفير ,, وحي على الجهاد ’’بعد كما انطلقت شرارة التحرير على ربوع ارض العراق ,,, نراهم الى يومنا ينادون ,,سلمية ..سلمية ,, والاقليم هو الحل ..
يريدون تخذيل الناس ورد الثورة الى اعقابها ,,


فهولاء هم اول من سيكونون سيوفا في وجه المشروع الثوري التحرري العراقي والعربي,,
الذي انطلق لتحرير العراق كله ,, وارجاعه الى مساره الحقيقي على يد ابناءه الشرفاء,,
ولدحر الاستعمار الصفوي الصهيوني على أرضنا ,,
 

ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقهم ,, إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان .. و الهنات هي الفتن..


فالثبات على الحق و رص الصفوف
و تطهير الصف من العملاء و اهل الاغراض و الاغواء والاطماع ,,
هو اول مراتب ودرجات النصر ,,


وطرد المتخاذلين من الصفوف من اوليات العمل الجهادي اليوم ,,
وما اكثرهم على الساحة اليوم ,,
فهولاء كالخنجر الذي يطعن في صفوف اهل الحق ..
ونتذكر معركه اليرموك عندما سمع سيف الله خالد_ابن_الوليد
احد جنود المسلمين يقول :ما أَكثر الرومَ ، وما أقلَّ المسلمين!


فغضب خالد غضبًا شديدًا، و احمر وجهه ، واهتز وهو يقول له : بل ما أقل الروم ، وأكثر المسلمين !!
لا يُنصَرُ الناسُ بالعدد، وإنما يُنصَرون بنصر الله لهم، ويُخذَلون بخذلان الله لهم !
والله لوددت أن يضاعفوا العدد فى سبيل أن يكون "الأشقر" سليمًا !
والأشقر هو فرس سيدنا خالد_بن_الوليد ولكنه كان مريضًا فى هذه الموقعة فلم يحارب عليه فيها ..


وكان يقصد خالد_ابن_الوليد ان الأشقر فرسه يعادل جيش الروم كله !


هكذا كانوا أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ،
كانوا لا يهابون ولا يخافون إلا الله .. ولا يخشون في الله لومة لائم .ولا يحيدهم عن الحق شي ,, حتى لو تزحزحت الجبال.. ولهذا نجحوا في قيادة الأمة وجمع شملها,,
امتد ملكها بين الشرق والغرب,,


وهذا ما يجب علينا الإيمان به والعمل من خلاله في ثورتنا اليوم,,


في سبيل عراقنا ومستقبله ووجوده وتحرره وفي سبيل تحرير كل ارض مستباحة من ارض أمتنا العربية,,
و التي هي مسئولية تاريخية وربانية أناطها الله بأهل العراق ..لأنهم طليعته العروبية والإسلامية ..


يتبع






السبت ٣ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.