شبكة ذي قار
عـاجـل










كل هذا الخلط الاعلامي والسياسي والدبلوماسي لم يكن عبثا ومن دون تسيير وتنظيم محكم . ويخطأ من يظن ان الامور تفلت ولا يتم التحكم بها او انها تبدو وكأنها تسير بطريقة عشوائية ما.


كثيرون هم اطراف اللعبة من داخل العراق ومن خارجه والمايسترو الاول سيبقى امريكيا واسرائيليا وله مساعدوه المكلفون على ضبط ايقاع الحدث وخاصة ايران وادواتها المحلية والاقليمية وبقية الجوق العربي والتركي.


ومن يظن ان المالكي الذي انطلق من واشنطن وبعدها طهران مدشنا حملته الدموية العسكرية على محيط واسوار بغداد ليوسعها نحو المحافظات الست المنتفضة مرددا شعار " مكافحة الارهاب" ومنع تدويله والتهديد بأخطاره فهو واهم، ان لم يكن ساذجا سياسيا .


الازمة اليوم بكل ابعادها تتم عبر ادارة وقيادة مركزية دولية لها. فلا المالكي ولا قيادات مليشياته الا جزء من الكومبارس وليسوا هم قادة اللعبة أو مسيروا الحملة ضد " الارهاب" الذي بات يتشكل وينحل ويختفي ويظهر كالاشباح . ولا "القاعدة" ولا حتى " داعش" هما فقط اهداف الحملة القائمة اليوم كما يبدو لكثير من المراقبين وانما تكون " داعش" المفترضة ووجودها مجرد مشجب لتعليق كل الآثام والجرائم والعنف ، لهذا يخطأ الكثيرون من يظنون ان " القاعدة" و " داعش" وغيرهما هما اصل المشكلة او انهما باتا اليوم " الحمل الضعيف " المطلوب ذبحه على مذبح الارادات الدولية وصراعاتها الاقليمية.


بعد اكثر من شهر من بدء الحملة اعلاميا وسياسيا والتبشير لها بحملة مكثفة من الاعلام والتحركات السياسية الدولية وبعد اسبوع من بدء تنفيذها العسكري والامني على الارض تتم العمليات المنسقة بين كثير من الاطراف عبر عمليات عسكرية وصفقات مشبوهة لاجتياح العراق شمالا وجنوبا ويجري تجييش الاحقاد الطائفية والتعبئة بالتهويل والتخويف لاشغال الناس بأهوال القيامة القادمة وتغييب ادوار الاطراف الفاعلة لحل مثل هذه الازمة الا وهي قوى الشعب العراقي الوطنية.


الولايات المتحدة قدمت المعلومات والطائرات بطيار ومن دون طيار تنطلق من مطارات داخل العراق وخارجه وسخر الاعلام الواسع حول العمليات وكلفت اطراف بتنفيذ طريقة اعداد الطبخة والمدعوين اليها وخاصة ايران التي اعلنت منذ فترة استعدادها لسحب ما سمته المقاتلين الاجانب من سوريا لتمهيد الظروف المواتية لنجاح صفقات مؤتمر جنيف ، 2 ، روسيا باركت ودعمت وارسلت الاسلحة والطائرات المطلوبة لقوات المالكي وكذلك فعلت الولايات المتحدة ، وكان على الادوات المحلية والاقليمية ممثلة بنظام المالكي والمليشيات الطائفية على طرفي معادلات العنف في العراق ومنها " القاعدة" و " داعش" ان تقوم جميعا بدور المنفذ والحضور في الساحات المطلوب ان تكون مكانا للمسرح المطلوب تحريكه ، وهكذا تم التحضير للاجهاز على الانتفاضة العراقية والتخطيط الواسع لضرب مواقع المقاومة العراقية والعمل بسرعة وبقسوة لانهاء الاعتصامات الجماهيرية والتنسيق المبكر والاتفاق بشكل شبه نهائي على نتائج المحاصصة الموزعة في الحكومة القادمة وتوزيع الرئاسات الثلاث في العراق بعد انتخابات الربيبع القادم في العراق.


وفي كل هذا يستمر التآمر وفي تغييب ارادة الشعب العراقي وطموحاته في التغيير الحقيقي والخلاص النهائي من تبعات الغزو والاحتلال.


ان ما يجري في وطننا اكبر من لعبة توم وجيري في مطاردة " القاعدة" و "داعش" فما يجري في سوريا فوي العراق هي حالة متلازمة ومتناسقة لتنفيذ مخططات الشرق الاوسط الجديد.


وقد اعذر من انذر
وان غدا لناظره قريب.

 

 





الاربعاء ٧ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.