شبكة ذي قار
عـاجـل










سنذهب الليلة مذهب التكرار ، علّ التكرار ينفع وينجع ويرتع . إنّ الأمريكان إذا دخلوا بلاداً أفسدوها . لولا الأمريكان لما انزرعت في بلاد ما بين القهرين ، الطائفية والقاعدة والتكفير . لولا أمريكا الوغدة لما أنرشّت ربع أرض العراق ، باليورانيوم المنضّب والفسفور الأبيض . لولاهم السفلة ، ما كانت إيران تمرح وتسرح وتقتل وتثقّف على الكراهية والضلالة بأرض الرافدين . لولا الأمريكان ، لما مات من العراقيين أزيد من مليونين ، بين حصار همجيّ متوحش ، وغزو واحتلال . لولاهم الحرامية ، لما تمت سرقة ونهب عشرات آلاف القطع والأختام واللوحات والمخطوطات والآثار القديمة التي من أشهرها المعلن ، الأرشيف البابلي اليهوديّ . لولا أمريكا لما حدثت واقعة الكويت . لولاهم الجبناء ، لما خسرنا أرضاً ونفطاً ومياهاً وسماءً لصالح الكويت . لولا السافلة ، لما تقسّمت البلاد العزيزة إلى كردستان وشيعستان وسنّستان . لولا الأمريكان ومن والاهم ، لما صار العراق ممرّاً ومقرّاً للمخدرات السائحة من الشرق . لولاهم الكلاب ، لما عرّشت البلاد على قائمة الدول الأفسد على سطح الأرض . لولا سلطة وسلطان دولارهم القويّ ، لما سكتت وتواطأت الأغلبية المريحة من الأدباء والفنانين والكتّاب . لولاهم أبناء وبنات المواخير ، لما كانت نسبة السرطان ببلدي ، على هذا المستوى المرعب . لولاهم المنغلة ، لما كانت بلادي تحوي بجوفها ، هذا الحشد الضخم من الفاسدين الحرامية المزورين المرتشين القتلة الخائنين الله والناس . لولا أمريكا أم الثلاث ورقات ، لما صارت الناس تأكل وتشرب وتتخفف وتنام ، فلا تزرع ولا تصنع ولا تخلق . لولاهم ومن والاهم ، لظلّ الحلم قائماً بوطن حر واحد جميل سعيد كريم راسخ ماجد عالم متحضر . لولاهم نتاج الحرام ، لما ساح من عيون واجساد العراقيين ، بحر دمعٍ ودمْ . لولاهم أبناء الشوارع ، لما ضرب الرعبُ مشارق الأرض ومغاربها والمنحنيات . لولاهم فوائض البشر ، لما قامت ببغداد العباسية وشاطىء دجلتها ، محمية خضراء مثل جنة ، وعلى مبعدة من أسوارها البائنة ، سطور من مكبّات نفايات . لولاهم القساة مصصة الدم والنفط ، لما كنا نصحو على ألف مصيبة ، ونتناوم ونتناوح على ألفين .


ألآن – أحبتي – سأفكّ التشابك بين الرؤى واحتمالات الزعل والّلبس والخلط ، فأكتب وأعترف بقوة ، أنني أحبّ وأعشق وأهيم بالأمريكي ، الشاعر العالم الموسيقي القاص الروائي الناقد المهندس الطبيب الفلكي الرسام المغني الممثل الهوليودي ، وأيضاً الأمريكية الحلوة التي تمتلك وبعلها ، مزرعة عنب ومعصرة ومخمرة ، تنشتل ببابها حانة صغيرة حميمة ، وإذ تحسّ ببعض صداع أو تعب ، تقوم أيها المسافر وحدهُ ، فتطبق مركوبك السيار بباب المزرعة الحانة ، فيقنصك البعل السمين الأحمر بإبتسامة ضخمة ، والبعلة بوجهٍ رحيم ، وقبل أن تطبع مؤخرتك على كرسيّ مؤقت ، تكون البعلة قد صبّتْ وعمّرت لك كأس نبيذ عنب طيب ، وطلبت منك تشممه فإن زكى في خشمك ، فأكرعه جميعاً ، فإن استأنست وتلذذت وتتيمتَ ، فإبتع منه زجاجة ، وإن لم يعجبك بسبب من قوة ذائقتك ، وعبقرية خشمك ، فاترك الحان والمكان من دون أن تدفع فلساً واحداً ، مزفوفاً بنفس ما استقبلت به من رحمة وآدمية ، وسيكون بمستطاعك قنص جملتهم الأخيرة :


أيها السيد النبيل ، نرجوك أن تمر بنا كلما جاءت بك الأيام صوب هذا الدرب الطويل !!


أنا أريد أمريكا – كلّها – أن تصير هكذا ، فإن لم تستطع ، فثلاثة أرباعها ، فإن لم تقدر ، فنصفها وهو أضعف الإيمان ، وإن لم يحدث أيّ من هذا ، فليتحمّلوا قصف حروفي والذين معي من القوم المجروحين المقهورين المعذبين في الأرض . ألمخلص علّوكي .


alialsoudani2011@gmail.com

 

 

 





الاثنين ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب علي السوداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.