شبكة ذي قار
عـاجـل










قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )


لم تكن يوما الخيانة هي طبيعية ومنطقية وسنة من سنن الحياة بل كانت وستبقى على طول الدهر طارئة وغريبة وشاذة وعمرها قصير وروادها قليليون لانها ضد اراد الله والطبيعة والقوانين البشر ، وتبقى مدانة ومرفوضة وكالشوكة في بستان من الورود ، ولكن في نفس الوقت يحتاج الانسان للتضادات ليعرف قيمة وعظمة وفضل الوطنية والاخلاص والشرف والامانة وهذه هي ارادة الخالق حين اوجد الليل لنعرف النهار والشر لنقدر الخير والنار لنفوز بالجنة بعد رضا الله والناس التي وعدت للمؤمنين ذلك هو الفوز العظيم .


تسجل لنا ذاكرة التاريخ عن الخونة الذين تخلد ذكراهم في السجل الاسود لتاريخ الامم والانسانية ، وليس هنا بصدد استعراض اسمائهم ، لان من لايقرأ التاريخ ويأخذ منه العبر والدروس لن يستحق ان يصبح ويتبوء مكانة ضمن عائلته وعشيرته وجمهوره في منطقته ، واكيد وجوب المعرفة الواسعة لمن ينتمي الى حزب مبدئي يحمل مشروعا لنهضة الامة والا كيف يستطيع ان يقود الجماهير ويفجر طاقاتها لانها الهدف والوسيلة في آن واحد.


ان للخيانة مستويات اقلها حقيرة ولها الوان انقاها مؤذية ومضرة ، وهي لاتحصل بمستوى واحد ولون واحد ولكنها تتدرج وتتصاعد وتنمو وتترعرع في بيئة خصبة تصنعها ظروف ذاتية وموضوعية داخلية ويساهم بها افراد وجماعات وحاكم وسلطة ، وعوامل خارجية تكون محدودة التأثير وتنتعش في حالتين الاولى التقصير والحرمان المتعمد من قبل الدولة اتجاه الافراد في الحقوق ، والحالة الثانية التسلط والارهاب والمطاردة وكبت الحريات واستخدام القوة الفرطة في فرض ارادات مرفوضة ، وفي كلتا الحالتين لم يكن مبرر لان يتجة الانسان السوي صاحب المبادىء الوطني المخلص الى الخيانة ، واكثر الذين ينزلقون هم من المنتمين الى تيارات واحزاب ولدت ونمت خارج ارض الوطن وتحمل افكار واهداف وتوجهات بعيدة عن الوطن بحيث يصبح المنتمي لها ، له استعداد وقابلية ان يُستخدم كعميل ضد وطنه وشعبه بسبب ضعف النازع الوطني والقومي والديني ولاحظنا ان معظم الخونة الذين اتوا مع الاحتلال هم من لديهم اكثر من جنسية تبعا لتبعية الاحزاب ، ومن الاحزاب الدينية الطائفية مثل حزب الدعوة العميل والمجلس الاسلامي الاعلى ( قوات بدر ) والحزب الاسلامي ( الاخوان المسلمين ) وحزب الفضيلة وغيرها ، واليسارية الانتهازية مثل الحزب الشوعي العراقي ( جماعة حميد مجيد ) وشخصيات هربت من العراق ولقت ضالتها ان تحصل على جزء من الكعكة بعد الاحتلال مثل عدنان الباججي وعناصر مجرمة مطلوبة للقانون بارتكابها جرائم ضد الشعب والدولة وهم كثرُ .


واذا استعرضنا كم من الاعداء الذين استقدمتهم القوات الغازية مازالوا في العراق او تغير حالهم المالي اومكانتهم الاجتماعية ، لقد تخلت عنهم امريكا وعادوا الى الارصفة والتشرد لانهم لايستطيعون ان يعيشوا في بيئة نظيفة ، وكم منهم انزوا وركنوا في الزوايا المظلمة واصبحوا نكرة كالخفافيش لاتظهر في النهار تخشى النور ، والباقي من بقى يتقوي بالاجنبي ويستمد قوته منه بعد تقديمه التنازات ويخشى ان يتخلى عنهم وينال قصاص الشعب وهو اتي لامحال بأذن الله .


اما كيفة العلاج والتعامل مع الحالة من اجل ان لايخسر الوطن المزيد من ابنائه المطلوب منا جميعا كل حسب موقعة وتشكيلة ابتداءا من الحكومة ( ولو لانتفائل بها ) ان تضع حقوق المواطنين نصب عينها وترعى الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني وتسمع كل ما يطرح من اراء وافكار والاسراع بوضع العلاج وايجاد الحلول قبل ان تتفاقم المشكلة وتتعقد ويستحيل حلها وعندها تتم الخسارة ليس للافراد المنزلقين بل لكل قطاعات الشعب بل المجتمع بأسرة ونقول الوطن كله ، لان البيئة واحدة والسماء واحدة والهواء هو نفسه اذا ما حصل التلوث اصاب الضرر الكل بدون استثناء عاجلا ام اجلا .

 

 





السبت ١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.