شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أحد عشر عاماً على غزو العراق واحتلاله، ها هو المشهد العسكري والأمني والسياسي، يتكرر من خلال الحملة العسكرية والأمنية التي تشن ضد مدن وقرى غرب العراق وشماله ووسطه. وأن الحجة التي استحضرتها أميركا لشن عدوانها، تستحضر اليوم في خطاب المالكي، مضاف إليها المحفزات المذهبية والطائفية.


وكما ثبت، وباعتراف أميركي صريح، بأن مبررات شن الحرب على العراق لم تكن صحيحة، فإن السلطة الحاكمة تستحضر مقوله مواجهة الإرهاب لتبرير عدوانها على جماهير العراق وقواه الوطنية علها بذلك، توفر تغطية سياسية للحرب المفتوحة على الحراك الشعبي.


إن من يقارب الأبعاد الحقيقة للعدوان الأميركي لإحدى عشرة سنة خلت، وأبعاد الحملة العسكرية على الأنبار والفلوجة تحديداً ومناطق عراقية أخرى، يرى بأن هذه الحملة، لا تستهدف ما يسميه المالكي قوى إرهابية، بل تستهدف الحالة السياسية الوطنية التي أفرزها الحراك الشعبي تحت عناوين مشروعه الوطني.


إن الاحتلال الأميركي، الذي هدف إلى إسقاط النظام السياسي الوطني، وتقويض مقومات الدولة العراقية عبر ضرب مؤسساتها الارتكازية وخاصة مؤسسة الجيش، لم يستطع أن يقوض إرادة شعب العراق في مقاومته ولهذا عمد المالكي وبدعم إيراني واضح لإكمال تنفيذ ما عجز عن تنفيذه المحتل الأميركي، فكان أن اصطدم بالحراك الشعبي الذي نزل إلى الساحات والميادين حاضناً مشروعاً سياسياً وطنياً، بالاستناد إلى الزخم السياسي والنضالي الذي أفرزته فعاليات مقاومة الاحتلال الأميركي.


وكما وجد المحتل الأميركي نفسه أمام مأزق سياسي حاد، لعدم قدرته على إطفاء جذوة المقاومة الوطنية، فإن الإفراز السياسي لهذا الاحتلال، يواجه نفس المأزق وهو يواجه قوى المشروع الوطني، وأن أبرز تجليات هذا المأزق، عجزه عن إطفاء جذوة الثورة الشعبية التي انطلقت ضد ممارسات الأجهزة والميليشيات السلطوية، وانفجار المنظومة السياسية لما يسمى بالعملية السياسية من داخلها، وسعي المالكي ومن يقف وراءه لتحميل المسؤولية إلى قوى خارجية.


إن حزبنا، حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وفي مناسبة مرور أحد عشر عاماً على العدوان على العراق، إذ يدين بشدة هذه الحملة العسكرية والأمنية التي ينفذها المالكي وزبانيته ضد شعب العراق الصامد الصابر وما يرتكب من مجازر بحق المدنيين ونموذجه الصارخ المجزرة التي ارتكبتها ما يسمى بقوات سوات في الحويجة صيف العام الماضي وما تتعرض له اليوم الفلوجة، فإنه يحيّ هذه الثورة الشعبية التي تعم سائر مناطق العراق، ضد نظام الفساد والإفساد السياسي والمالي، والارتهان للنظام الإيراني الذي يسعى للامساك بكل المفاصل السياسية والأمنية والاقتصادية العراقية واستعمال أرض العراق منصة للانقضاض على العمق القومي العربي.


وعليه فإن الحزب وفي هذه المناسبة إنما يؤكد على ما يلي:


أولاً: إن الصراع الدائر في العراق حالياً، ليس كما يصوره المالكي بأنه صراع مع القوى الإرهابية، والحزب يدين الإرهاب بكل أشكاله وكل قواه، بل هو صراع بين قوى المشروع الوطني التي هزمت المحتل الأميركي وتعمل لإعادة بناء العراق على قواعد المساواة في المواطنة والديموقراطية والتعددية السياسية، وبين قوى المشروع الطائفي – التقسيمي الذي يشكل المالكي واجهة سياسية له، ورافعته الفعلية النظام الإيراني.


ثانياً: إن ما يتعرض له العراق من مخاطر، لا تهدده بذاته وحسب، بل الأمن القومي العربي برمته، وعليه فإن القوى الحريصة على تحصين الأمن القومي من الاختراقات المعادية، عليها أن تنتصر لقوى المشروع الوطني في العراق، وان تخرج عن صمتها وتطلق الموقف الذي يتلاءم وضرورات إنقاذ العراق من مخاطر التقسيم الكياني والتفتيت المجتمعي، وأن ألف باء ذلك هو فك الحصار الإعلامي عن فعاليات القوى الوطنية العراقية في مواجهتها لمشروع الهيمنة الإيرانية.


ثالثاً: إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي لعلى ثقة بأن قوى المشروع الوطني العراقي وفي الطليعة جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بكل أطرافها، قادرة على استيعاب واستقبال كل معطى سياسي يعارض ويقاوم نهج سلطة المالكي بكافة ارتباطاتها، لتأمين أوسع اصطفاف سياسي وشعبي حول شعار وحدة العراق وعروبته، وانطلاقاً من قاعدة أن لكل مرحلة معطياتها، وهذه المعطيات المشدودة إلى الأهداف الوطنية هي التي تحدد صيغ العلاقات والتحالفات السياسية في الداخل ومع الخارج.


رابعاً: إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وهي تشدد على أن يبقى الحراك الشعبي بكل تعبيراته النضالية مشدوداً لعناوين المسألة الوطنية، تدعو إلى توفير أوسع دعم سياسي ومادي لقوى الثورة العراقية في مواجهة طغمة سياسية تحركها خلفية العداء للوطنية العراقية وخلفية الحقد على القومية العربية.


في هذه المناسبة، التي أدت سياقات أحداثها، إلى انطلاق المقاومة الوطنية العراقية، كحركة نضال وطني بأبعاد قومية، تتعزز الثقة لدى جماهير الأمة بالانتصار على أعدائها المتعددي المشارب و المواقع، لأن العراق الذي انتصر وهزم الاحتلال الأميركي، ويخوض اليوم وأد المشروع المذهبي – الطائفي المحمول على الرافعة – الإيرانية سيرسم معالم مستقبل عربي جديد، والقول الفصل فيه هي لقواه الوطنية والقومية وليس للقوى المعادية المهددة لوحدة العراق وتماسك نسيجه الاجتماعي،


تحية لشعب العراق وثورته الشعبية، وتحية لقوى مشروعه الوطني ومقاومته البطلة، وتحية لشهدائه وكل مناضليه.


تحية لشهيد الحج الأكبر، شهيد الحزب والوطن والأمة الرفيق القائد صدام حسين،


تحية لقيادة الحزب المناضلة وعلى رأسها الأمين العام للحزب القائد العام لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الرفيق عزة إبراهيم الدوري


وتحية للأسرى والمعتقلين والحرية لهم وفي الطليعة منهم الرفيقان طارق عزيز وعبد الغني عبد الغفور


تحية لكل الذين يقاومون ويعملون على إسقاط العملية السياسية، وحتى يعود العراق العربي، واحداً موحداً حراً ديموقراطياً.


تحية لكل شهداء الأمة العربية والحرية لكافة المعتقلين والأسرى في سجون العدو الصهيوني وأنظمة الاستبداد العربي.


القيادة القطرية
لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في  ١٧ / أذار / ٢٠١٤

 

 





الاثنين ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.