شبكة ذي قار
عـاجـل










مع تناقص المدة الزمنية الفاصلة عن انتهاء الولاية الدستورية لرئيس الجمهورية،ليس ما يشير حتى اللحظة ،ان هذا الاستحقاق سيعبر بسلاسة ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي منتصف ليل 24/25 أيار. وحتى صعود الدخان الابيض من مداخل كواليس السياسة الداخلية والخارجية،تكثر التفسيرات والاجتهادات والقرارات المتباينة لمواد الدستور وهنا لا بد من توضيح بعض المسائل :


المسألة الاولى : ان المجلس النيابي لن يكون قبل الايام العشرة الاخيرة في حال انعقاد حكمي ،لأن رئيس المجلس بادر بدعوة المجلس للانعقاد لغرض انتخاب رئيس للجمهورية،وبالتالي لم تعد المادة 73 واجبة التطبيق.


المسألة الثانية : ان المجلس النيابي،هو في دورة انعقاد عادية،وله صلاحية التشريع الا في الجلسة التي تكون منعقدة لانتخاب رئيس للجمهورية،بحيث يتحول عندئذ الى هيئة ناخبة وعليه فإنه تبقى للمجلس صلاحية التشريع خلال الايام العشرة الاخيرة.


المسألة الثالثة : ان حلول الاجل النهائي للمهلة الدستورية دون التمكن من انتخاب رئيس للجمهورية،لا يصح فيه القول بحصول فراغ في السلطة التنفيذية،لانه بعد الطائف اصبحت السلطة التنفيذية مناطة بمجلس الوزراء، وما يصح قوله هو الشغور أو خلو موقع الرئاسة الاولى،كما نص عليه الدستورفي المادة(62)وهو خلو سدة الرئاسة لاي علة.والعلة هنا،عدم التمكن من انجاز الاستحقاق الدستوري في موعده.


المسألة الرابعة : انه لا يمكن الاستناد الى الفتوى التي عُمل بها بعد اتفاق الدوحة،هي اعتبار ان خلو الرئاسة من شأنه تعليق المهل،والتي أفسحت المجال لتجاوز الفقرة الثالثة من المادة(49)من الدستور. والسبب بسيط،وهو ان انقطاع المهل يرتبط بتوفر أسباب القوة القاهرة،وهو الغير قائم في الواقع الراهن،لأن الاستحقاق الدستوري محدد موعده،ومن كان يرغب بالترشح من الذي نصت عليه المادة (49) فقرة ثالثة،ان تكون استقالته او انقطاعه او احالته على التقاعد حاصلة قبل سنتين،وبالتالي فإن الامر يتطلب تعديلاً دستورياً وفق الاليات الدستورية المنصوص عنها وان تعديل الدستور سواء سنداً للمادة 76 او 77 يفترض ان يتم أثناء الولاية الطبيعية لرئيس الجمهورية كي يصار الى نشره وفق أحكام (79)،ولذلك فإنه اذا لم يعدل الدستور خلال الولاية العادية،فإنه لا يعود بالامكان تعديله،لسببين الاولى،اشكالية النشر،والثانية ،لأن مجلس الوزراء الذي تنتقل اليه صلاحية رئاسة وكالة ،يمارس تلك الصلاحية في النطاق الضيق لتصريف الاعمال،وتعديل الدستور هو من القضايا الجوهرية التي لا تندرج تحت عنوان تصريف الاعمال لحسن سير المرفق العام.


المسألة الخامسة : اذا انقضت المهلة ولم ينتخب رئيس للجمهورية وفق الاليات الدستورية،هل يبقى المجلس النيابي يمارس دوره الاساسي،كسلطة رقابة وتشريع؟؟


رأينا ، انه يبقى للمجلس سلطة رقابة على أعمال السلطة التنفيذية باعتبارها أصبحت مناطة بمجلس الوزراء بعد الطائف، وأيضاً سلطة التشريع في العقد العادي وايضاً في عقد استثنائي اذا ما طلب مجلس الوزراء ذلك عملاً بقاعدة الفصل بين السلطات من ناحية،ولكون انعقاد العقود العادية واختتامها يجريان حكماً في المواعيد المبينة في المادة 32 من الدستور.


المسألة السادسة : ان ما يقال عن تعطيل النصاب بأنه يندرج تحت عنوان الممارسة الديمقراطية هو قول يندرج تحت عنوان الاسقاط السياسي ولا أساس دستورياً له.


لأن انتخاب الرئاسة لا يندرج ضمن الاعمال التشريعية العادية للمجلس وبالتالي فإن انتخاب رئيس للجمهورية وان كان يتم عبر آليات محددة في الدستور،الا انه في بعده الفعلي هو قضية وطنية لأنه يرتبط بالموقع السياسي والدستوري الاهم في الدولة،ولأن الشغور في هذا الموقع وان نص الدستور على تحديد آلية للتعامل معه،الا ان توزيع مواقع السلطة في هرمية الدولة(وبغض النظر عن الرأي في طبيعة النظام) هي قضية ميثاقية،والميثاق له أرجحية معنوية على كل القوانين ومنها الدستور وبالتالي فإن تعطيل النصاب تحت عنوان ممارسة حق دستوري هو عمل لا دستوري لا بل انه بدعة دستورية.


على هذا الاساس،نرى ان تعطيل النصاب لا يندرج ضمن آليات العمل الديمقراطي،وحصول هذا الامر المتكرر يبيّن ، ان عدم تمكين المجلس من الالتئام بنصاب دستوري، هو اسقاط لدور المجلس أولاً،وعدم تقديم نفسه بأنه يمثل ارادة شعبية صحيحةثانياً،وبالتالي اقتصار دوره على تمهيد الارضية لنصاب سياسي ثالثاً.


ان هذا ان دل على شيء،فإنما يدل،على ان دور المجلس النيابي يقتصر على شكلية التظهير الدستوري للنصاب الاساسي في انتخاب الرئاسة،وهو النصاب السياسي،والذي ما يزال يطبخ على مواقد مجالس الظل في الداخل والخارج.هذا حال كل بلد يقع على خط تقاطع الاستراتجيات الاقليمية والدولية المتقابلة ولا تتوفر له ركيزة الموقع الوطني الجاذب.






الجمعة ٩ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب المحامي حسن بيان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.