شبكة ذي قار
عـاجـل










أن أرتكاب أية جريمة مهما كانت جسامتها ونوعها, سواء كانت سياسية,او عادية , مهما كان نوعها ,وشخصية مرتكبها ,تخضع لأختصاص المحاكم الوطنية, طالما إرتكبت على أقليم الدولة , اوعلى مصالحها طبقا لمبداء سيادة الدولة ,لهذا فأن أختصاص النظر في الجنايات الدولية يعود أساسا للمحاكم الوطنية ,وأن المحاكم الدولية ليست سلطة قضائية فوق سلطة الدولة القضائية ,وانما تعد سلطة مكملة لسلطة المحاكم الوطنية, وهذاما أكده نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية في المادة الاولى اذ نص ـ ان أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع الدولي بأسره يجب ان لا تمر دون عقاب ويجب مقاضاة مرتكبيها على نحو فعال من خلال تدابير تتخذ على الصعيد الوطني وكذلك من خلال تعزيز التعاون الدولي وان تمارس كل دولة ولايتها القضائيه الجنائية على أولئك المسؤولين عن إرتكاب جرائم دوليةـ وعلى ذلك فأن المحكمة الجنائية الدولية تعد امتدادا للمحاكم الوطنية.من ذلك نرى بأن نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية قد أعطى الحق للدول لمملرسة ولايتها القضائية الجنائية على كل من برتكب اي فعل من الافعال المدرجة في المواد (6, 7, 8 ) من نظام روما الاساسي وتقديمه للمحاكم الوطنية لمقاضاته عن تلك الجرائم التي ارتكبها, وهذا مااكده قانون العقوبات العراقي اذ نص في المادة السادسة ,على سريان أحكام هذا القانون على جميع الجرائم التي ترتكب في العراق.


لو احصينا جرائم نوري المالكي ضد شعب العراق وخاصة المحافظات المنتفضة فأنها كثيرة لاتحصى ولاتعد وتعبر عن حقده على شعب العراق بكل مكوناته, والتى كانت أنتهاكا سافرا لقواعد القانون الدولي والافعال الواردة في مواد النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية.


منذ بداء الاعتصاماتات السلمية للمطالبة بالحقوق المشروعة للمحافظات المنتفضه ولحد الان يقوم المالكي وجيشه فى ارتكاب العديد من المخالفات الجسيمة والتى تدخل فى اطار جرائم الحرب التي عدتها اتفاقيات جنيف والمادة الثامنة من النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية, فالمالكي وجيشه قام ودون تفرقه بقصف العديد من المدن مستهدفه المدنين مثل مدن الفلوجة والحويجة والانبار وبيجي وتكريت والموصل وابوغريب واليوسفية وغيرها من مناطق العراق التى لم تسلم من القصف العشوائي الذي اسفرعن موت العديد من الاشخاص وكلهم من المدنيين,كما نفذت هجمات ضد الممتلكات المدنية كالمدارس,والاماكن الدينية,كالمساجد ,والمستشفيات ,ووصل التدمير الى الممتلكات الضرورية للحياة المدنية ,كمحطات مياه الشرب ,ومحطات توليد الطاقة الكهربائيةالتى ادت الى انقطاع الكهرباء ومياه الشرب عن اغلب هذه المدن والنواحي مما تسبب بموت كثير من الاطفال وكبار العمر بسبب الحر والعطش.وكل ذلك تكون مخالفة صريحة للمادة الثامنة من نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية بمعاملة المدنين والممتلكات المدنية والتي تعتبر جريمة حرب.


واستخدام أسلحة او قذائف او مواد او أساليب حربية تسبب بطبيعتها اضرار زائدة او آلاما لا لزوم لها,او تكون عشوائية بطبيعتها تشكل مخالفة للقانون الدولي للمنازعات المسلحة, فأن كل هذه الافعال والانتهاكات والبراميل المتفجرة التى قام بها المالكي وجيشه تدخل ضمن جرائم الحرب التي يعاقب المسؤولين عنها امام المحاكم المختصة


اضافة لجرائم الحرب فأن المالكي وجيشه قد ارتكب مجموعه من الافعال تدخل ضمن الجرائم ضد الانسانية بسب منهجيتها واتساع نطاقها وموجه ضد مجموعة من السكان المدنيين عملا بسياسة دولة او منظمة تفضي بارتكاب هذا الهجوم او تعزيزا لهذه السياسة,كما حصل في الحويجة, وجامع سارية,والزركة من جريمة قتل عمد للمعتصمون السلميون والتي تعتبر جريمة ضد الانسانية وفق المادة7/1 من نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية,وما حدث للمعتقلين في سجون المالكي من حرمان شديد لحريتهم وتعذيبهم,وحرمانهم من حقوقهم المعترف لهم بها حسب أتفاقيات جنيف,والاعتقال التعسفي والاغتصاب والاستعباد الجنسي وغيرها من الجرائم التي وقعت في سجون المالكي وجيشه وبعلم منهم وموافقتهم ,مما يجعل هذه الجرائم جريمة ضد الانسانية ومخالفة صريحة لأحكام المادة (7)من نظام روما الاساسي.


كل هذه الجرائم وغيرها لاتعفي المالكي ولا قادته ولاجيشه ولاتمر دون عقاب ويجب مقاضاتهم ومحاكمتهم امام المحاكم المختصة فكيف ذلك:


فقد رسم قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي الطريق لتحريك الدعوى الجزائية فنص بالمادة1/1على أنه(تحرك الدعوى الجزائية بشكوى شفوية او تحريرية تقدم الى قاضي التحقيق او المحقق او اى مسؤول في مركز الشرطة او اى من أعضاء الضبط القضائي من المتضرر من الجريمة او من يقوم مقامه قانونا او اي شخص علم بوقوعها او باخبار يقدم الي أي منهم من الادعاء العام.ما لم ينص القانون على خلاف ذلك,ويجوز تقديم الشكوى في حالة الجرم المشهود الى من يكون حاضرا من ضباط الشرطة ومفوضيها).


وبضوء ذلك يكون من حق أي متضرر تضرر من جرائم المالكي وقادته وجيشه تحريك الدعوى الجزائية ضدهم الى المخولين بموجب هذه المادة في مناطق سكناهم والمطالبة بإحالتهم الى القضاء لنيل جزائهم العادل,والمطابة بالتعويض عما أصابهم من ضرر وقع عليهم من جراء هذه الجرائم.


( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) سورة الأنفال






الاربعاء ٢٤ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب المحامي الدكتور ابو نور نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.