شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا أقدمت أميركا على إرسال قوات برية إلى العراق فان هذا يعني بدءا أن اوباما قد خضع لليمين الأمريكي المتطرف الصهيوني بعد أن أبدى بعض التمنع ومحاولات باهتة لتقديم نماذج غزو غير عسكري أغرت الأمريكان بعض الوقت بقلة الخسائر ووفرة المردودات .فالصقور الصهاينة الذين ظل يكررون قناعاتهم العدوانية من أن سحب القوات من العراق في نهاية 2011 كان خطأ فادحا ويعزون الاندحار المتواصل للعملية السياسية الاحتلالية ومنتجاتها إلى ذلك الانسحاب. هذا اليمين هو نفسه الذي قرر غزو العراق واحتلاله تحت ذرائع ثبت بالقاطع بطلانها وكذبها وهو يشهد فشل الغزو والاحتلال في تحقيق كامل أهدافه وتبقى قناعاته الإجرامية تسيره بافتراضات جلها خاطئ ومنها إن شعب العراق سيخضع في نهاية المطاف للقوة الأمريكية المحتلة الغاشمة ويترك المشروع الأمريكي يسير بلا حواجز ولا عقبات ولا موانع .


عودة القوات الأمريكية إن حصلت فهي غزو جديد للعراق هدفه الأول حماية العملية السياسية الأمريكية الإيرانية التي تنفذ مشروع الاحتلال الأمريكي الايراني الصهيوني لتقسيم العراق والإمعان في تدميره والمضي في نهب ثرواته وإفقار شعبه وإدامة الفتن الطائفية والعرقية التي بثها ونماها وعمقها الاحتلال المجرم باستخدام ذراعه الفارسي الإيراني وأعوانه .


بعض دلالات العودة المحتملة للحلف العدواني المجرم التي يتوجب الوقوف إزاءها من الجميع وأولهم أميركا والتابعين لها من فاقدي الشرف والإرادة :


1- إن غزو البلدان بالجيوش وتغيير أنظمتها الوطنية بقوة السلاح قد يحقق قدرا من النجاح الآني من حيث حصول فعل اغتيال النظام لكنه لم ولن يحقق أغراضه الأبعد قليلا من أرنبة أنوف المجرمين.


2- إن فكرة إقامة جيش بديل للجيش الوطني بعد الغزو أثبتت فشلها الذريع بكل ما تطلبته من كلف باهضة وهي مؤشر على فشل أخلاقي وسياسي أيضا. وسيؤول مشروعهم في تأسيس ما أسموه بالحرس الوطني إلى نتائج أخس من سابقاتها .


3- إن الاعتماد على الإرهاب بقتل الناس واجتثاث الفكر والإقصاء والتهجير وقطع الأرزاق لا ينتج غير رد فعل مدمر وعصي على الاحتواء.


4- إن اعتماد العملاء والخونة وشذاذ الآفاق واللصوص في إدارة البلد المحتل لا تحقق للمحتل أغراضا بعيدة الأمد بل قد تأتي بنتائج غير ما خطط له ويريده لان العملاء عادة ليس لهم عهد وقد كان ازدواج ولاءهم وبالا على خطط الاحتلال الأصلية .


5- إن الاحتلال بهدف التدمير ونهب الثروات وتغيير البنية الاجتماعية الأصيلة ببني طائفية وعرقية لا يمكن أن يعمر طويلا وقد ينتهي بكوارث اقتصادية وهزائم عسكرية منكرة على الغازي المحتل قد تزيد على ما يحل بالبلد وشعبه.


العدوان والغزو الجديد سيجد حاله أمام عراق مختلف و وضع مقاوم جديد هو الآخر مختلف , قوي ومؤهل ومسلح جيدا بفضل غنائم الثورة, وستواجه القوات الغازية مصيرا لم ولن يخطر في بال المخطط الأمريكي, مع إدراكنا إنهم ما عادوا يهتموا لمصير جنودهم كثيرا ,غير إن قدرات فصائل الثورة ستبيدها إبادة كاملة كما يحصل الآن مع قوات النخبة التي أسستها في العراق وتقف على قدرات تدريب ومهارات عالية وأسلحة متطورة ومن بين الأحدث في العالم فضلا عن التعصب المذهبي الأعمى الذي يسبغ عقيدتها نية والمذهبية وعليه بنيت عقيدتها العسكرية الحاقدة في معارك صلاح الدين والانبار وجنوب بغداد مثلا. بكلمة أخرى إن القوات البرية لن تحقق أهداف ثابتة مستقرة على الأرض وإنها ستكون أمام إرادة ثائرة لم تألفها من قبل في سنوات الغزو السابق و وحدة عمل مقاوم أيضا لم تكن قائمة بهذا المستوى المهم من قبل. ونحن إذ نسوق هذه الحقيقة فإننا ننظر إليها من زاوية ما على انها نصيحة خالصة لوجه الله ليكفونا شرورهم وينجوا من تربصنا بهم .


إن هول ما أوقعته أميركا وإيران من شرور وفتن على أرضنا قد ولد نقائضه وهي استحقاقات رد الفعل الوطني العراقي المشروع وقد تعاظمت قدرات الرد والمواجهة خلال السنوات الاثنى عشر المنصرمة من خلال فشل مشروع الاحتلال على الأرض في كل شيء وإنجابه لكل ما هو إجرامي وفاسد وتدميري يحفز في الإنسان الرفض والقرف من سفالة ما أنتج ودناءته وانحطاطه. كما إن طلائع الشعب قد أعادت ترتيب أوراقها وأوضاعها الداخلية الذاتية والموضوعية وأصبحت أكثر قدرة على التأثير ايجابيا في الحشد الجماهيري المضاد لمنتجات الاحتلال العرقية والطائفية والفساد والخيانة بما في ذلك تغذية الثوار والمقاومين بادوات الجهاد الأساسية.






الاحد ٢٥ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.