شبكة ذي قار
عـاجـل










يمثل الوطن العربي بالنسبة للغرب وفي المقدمة منهم أمريكيا منطقة عالمية مهمة من نواحي كثيرة منها كثرة ثرواته الطبيعية وموقعه المتميز على خارطة الكرة الأرضية حيث أن هذا الموقع يربط أكبر ثلاث قارات في العالم هي أوربا وآسيا وأفريقيا وتربط ما بين محيطات العالم . والأهم من ذلك أن وحدة أقطار هذا الوطن بدولة واحدة يُعرّض أطماع الطامعين من دول الغرب في سرقة ثروات العرب للخطر . وكان ذلك من أهم الأسباب التي دفعت أمريكيا في تكوين الحشد الدولي لاحتلال العراق وإسقاط نظام البعث الذي كان يدعو لوحد الأمة العربية بجميع أقطارها لتكوين الدولة العربية الواحدة من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي ، تلك الدولة التي لا تنظر لدول العالم نظرة أطماع وتَمَيّز كما تنظر دول الغرب لباقي دول العالم . بل تتعامل هذه الدولة العربية من خلال المصالح المتبادلة المشروعة ولا تكون علاقاتها عدوانية مع بقي دول العالم إلّا في حالة الاعتداء عليها .. وقد كان ذلك أيضاً في ذهن الغرب منذ زمنٍ بعيد وكان سبباً في تقسيمه الوطن العربي بعد الحرب العالمية الأولى إلى الأقطار التي نعرفها الآن وفق اتفاقية سايكس بيكو . كما كان ذلك سبباً في زرع الكيان الصهيوني في فلسطين ليصبح عازلاً للأراضي العربية في كلٍ من آسيا وأفريقيا بعد الحرب العالمية الثانية ...


إما إيران فتوافق دول الغرب وبالأخص أمريكيا التي تُعتبر زعيمة لهذه الدول . وتنطلق إيران في نظرتها للوطن العربي من خلال حلمها القديم في بناء إمبراطوريتها الفارسية المجوسية التي دمرها العرب في عهد الخلفاء الراشدين .. وكانت دعوة نظام البعث للوحدة بين الأقطار العربية الخطر الذي حرك نظام الملالي بعد أن أسقط الغرب لنظام الشاه محمد رضى بهلوي الذي عقد اتفاقية عام 1975 مع نظام البعث . فجاء الغرب بخميني ليؤسس نظام ولاية الفقيه ويندفع لاحتلال العراق قي الثمانينيات من القرن الماضي بالاتفاق مع أمريكيا والكيان الصهيوني الذي له ذات الأهداف في احتلال الأراضي العربية . وحينما اندحرت قوات الفرس في 8 / 8 / 1988 دخلت أمريكيا على الخط وحشدت قواتها وحاملات طائراتها في الخليج العربي بالتعاون مع بعض الشيوخ فيه وفي مقدمتهم شيوخ الكويت الذين ساعدوا هذه القوات عن طريق إدخال القوات الأمريكية للكويت بحجة تدريب الجيش الكويتي وقيام القوات الأمريكية مع الجيش الكويتي بالمناورات التدريبية على الحدود مع العراق ولولا تصدي العراق لهذه القوات المشتركة لكان الأمريكان كانوا قد احتلوا العراق منذ عام 1991 من القرن الماضي ... وكان دور نظام ولاية الفقيه في ذلك الوقت دوراً خبيثاً كان من أبرز ما فيه اعلانه الوقوف كذباً ضد الأمريكان وكان من نتائج ذلك سرقة طائرات العراق المقاتلة التي كانت تقصف حاملات الطائرات الأمريكية التي إنتشرت في الخليج العربي وتستقرب المطارات الإيرانية لتحط فيها خوفاً من استهدافها من صواريخ العدو الأمريكي بعد أن أخذ العراق إشارة الرضى من إيران بذلك . ومن الجانب الآخر قام النظام الإيراني الصفوي بإدخال عصاباته الصفوية لتقوم بقتل العراقيين فيما أسمتها المليشيات الصفوية بالانتفاضة الشعبانية وذلك بهدف اشغال القوات العراقية لكي لا تكون بتلك القوة التي تتصدى بها للقوات المعادية ....


وتعيد أمريكيا نفس اللعبة التي مارستها في اتفاقها مع الكويت عام 1990 في تدريب الجيش الكويتي لتعيد قواتها الأرضية اليوم إلى العراق بحجة توجيه الجيش الميليشياوي الصفوي في قتاله مع ثوار العراق في عهد الصفوي حيدر العبادي بعد هزيمة جيشه بضربات ثوار العراق .....


إن علاقة أمريكيا بإيران اتسمت بسريتها منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي ولحد الآن . وكانت أسباب هذه السرية هي التحايل في التآمر على العراق والوطن العربي في آنٍ واحد ... وأمريكيا وإيران مستمرتان في خداع العرب والعالم بأنهما مختلفتان في أمور كثيرة وفي مقدمتها الموقف مما يجري في العراق من تدخل قواتهما ضد ثوار العراق الذين دمروا قوات حكومة الاحتلال ومليشياتها الصفوية التي أرادوا بها إخضاع شعب الرافدين ، ولكنهم خسئوا أمام إرادة هذا الشعب الذي دمرت كل المعتدين عبر التأريخ ، وفي مقدمتهم مجوس الفرس ...


وأخيراً نقولهاً لكلٍ من أوباما وخامنئي بأنكما واهمان في تصوركما بأنكما تخدعان شعب الرافدين بالكذب الذي لا ينطلي على حتى البسطاء من الناس .... وستطردون من أرض الحضارات بإذن الله الذي لا يسمح أن تدنسه أقدام المجوس ... وستدمر قوات صهاينة الأمريكان على هذه الأرض الطاهرة ... وسيتحرر العراق بضربات ثواره البسلاء إن شاء الله .... والله أكبر ...






الاثنين ٢ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.