شبكة ذي قار
عـاجـل










1- هي مقايضة تمت بين طرفين، أمريكي وإيراني، وكل الأطراف الأخرى لم تكن تعني شيئاً ، لا مجلس الأمن الدولي ولا القانون الدولي ولا مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ، ولا حتى مجموعة دول ( 5+1 ) ، على وجه التحديد، التي لا تملك تفويضاً دولياً، كما لا تمتلك ضمانات تتعلق باحتمالات التراجع او الاختلال بالالتزامات .. إيران، وكما يعرفها الجميع، تستطيع ان تتخلى عن التزاماتها بتخريج الصراعات الداخلية ومماحكات ولي الفقيه.. والترويكا الاوربية تستطيع هي الاخرى ان تتملص او تعيد ترتيب اوراقها في ضوء النتائج ولا إحراج يمكن توقعه مادامت برلماناتها لم تصادق على الاتفاق بشأن الملف النووي الايراني، كما هو معروف على مستوى الاتفاقات الثنائية والدولية التي تشترط بعد التوقيع بالاحرف الاولى المصادقة عليها كما هو حال سالت 1 وسالت 2 التي انجزت سياسياً وتقنياً وقانونيا .. كل هذا ليس موجوداً على طاولة المفاوضات التي استمرت، وهي لعبة كبرى، قرابة اكثر من اثني عشر عاماً من المماطلة والتسويف، ليس لشيء أنما لتمرير اجندات سياسية- استخبارية تعمل بنشاط في المنطقة وعلى ارض الواقع .

2- امريكا تعرف انها لن تخوض حربا برية لا في العراق ولا في غيره .. وايران تعلم ذلك ايضا، وأمريكا بحاجة الى قوات ارضية تحسم لها الموقف على الارض .. وايران لديها خياران :

الأول- ويسمى ( الحشد الطائفي ) الذي تريد ان يحل محل اي قوة نظامية اسمها الجيش في العراق .. هذا الحشد الطائفي الخالص كان قد دعا اليه ( علي السيستاني ) وهي حشود مليشية غير قادرة من الناحية العملية على الحسم ولا تمتلك ( القدرات ) العسكرية، لا هي ولا الجيش العراقي المليشي، الذي تراجعت ( قدراته ) بتخطيط ايراني لكي تمارس ايران الصفحة الثانية التي تتعلق بموضوعة الحرب وحسمية الصراع، وخاصة على ارض دولة فاشلة ( سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ) بكل المقاييس .. وهذا الفشل هو الاخر مدروس بعناية فائقة .. لأن امريكا وايران لا تريدان دولة معافاة تعتمد على السياقات الوطنية في البناء والتطور.

الثاني- وهو إذا فشلت قطعان ( الحشد الطائفي ) في حسم المعا رك .. فأن ايران ستنفذ تدخلها العسكري النظامي المباشر.. والذي نراه في هذه الظروف تدفق الدروع الايرانية الى منطقة ديالى بعد ان أوقفتْ حشود ( الجيش العراقي والحشد الطائفي ) عند خط معين ريثما تصل دروع ايران العسكرية داخل الاراضي العراقية لخوض معارك ( التحرير ) .. وهذا يدعونا لنتفحص هذان الخياران:

- على الرغم من انهما خيارين يخصان ايران في قرارها .. إلا انهما قرارين يتعارضان مع القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ ميثاق الامم المتحدة – حتى وان تحدث حيدر العبادي رئيس الوزراء عن اتفاق أمني بين بغداد وطهران- فأن هذا الأتفاق لا يكتسب الشرعية لأعتبارات عديدة منها: ان العراق ما يزال محتلاً من قوة اجنبية هي امريكا ومحكوم باتفاقية الأطار الأستراتيجي ( المعقودة اساساً بين واشنطن وطهران ) ، وان حكومة العراق هي حكومة احتلال ( ألعوبة ) حسب التوصيف الأمريكي ولا تمثل الشعب العراقي وتفتقر الحالة التمثيلة الكاملة والشاملة للشعب .

القانون الدولي ومبادئ ميثاق الامم المتحدة تمنع التدخل بأي صيغة كانت ولأي غرض او مقاصد من شأنها ان تسوغ التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى .

- هنا .. لا نجد اي رد فعل من لدن مجلس الامن الدولي ولا اي رد فعل امريكي او اوربي ولا حتى من جامعة الدول العربية ودول الجوار الاقليمية .. وهذا يدل على ان القانون الدولي ميثاق الامم المتحدة مغيبان تماماً بقرار سياسي امريكي، على الرغم من المخاطر التي تنجم عن هذا التدخل من تدمير ومجازر وابتلاع أراضي وطنية عراقية وفرض سياسة الأمر الواقع عسكرياً، التي لا يقرها القانون الدولي ونظام العلاقات الدولية.. فضلاً عن احتمال إتساع دائرة الصراع لتشمل عدداً من دول المنطقة.. الأمر الذي ستتضرر من جرائه مصالح كافة دول العالم وفي مقدمتها الدول الأوربية وامريكا ودول المنطقة.!!

- إن سكوت مجلس الأمن الدولي ازاء الخرق الإيراني سيشكل سابقة يمكن أن تستخدمها أي دولة حين تتدخل في المسائل التي تخص جوارها دون محاسبة أو عقوبات أو رادع .

- إن نتائج الصمت الدولي الرسمي وغيره سيشجع إيران وأي دولة أخرى التي لها دوافع توسعية أن تستغل فرصة مماثلة تنطوي على رضا منظمة الأمم المتحدة ، لتنفيذ اهدافها في التوسع الأقليمي على حساب جاراتها .. عندها تمسي العلاقات الثنائية والدولية محكومة بشريعة الغاب .

- إن سكوت الجامعة العربية هو خرق لميثاق العرب جميعاً، الذي يدعو أمينها العام حالياً إلى تفعيل ( معاهدة الدفاع العربي المشترك ) ، هذا السكوت ينطوي على إهانة للدول العربية وللشعب العربي وهو يرتب سابقة ستنسحب على أي دولة عربية في قابل الأيام.. الأمر الذي يستوجب وفقاً للميثاق الدعوة إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب للتباحث حول صيغة موحدة لقرار عربي موحد يضع حداً لتمادي إيران في سياستها العدوانية على العراق واقطار الوطن العربي.

3- إيران لن تجرؤ على الدخول بقطعات دروعها العسكرية النظامية إلى اراضي العراق لولا التنسيق العسكري- الأستخباري بين أمريكا وإيران ( أمريكا وحشد طيرانها في السماء ، وإيران وحشد قواتها على الأرض ) لمقاتلة شبح اسمه ( الأرهاب ) وهو في حقيقته القوى الوطنية والقومية والأسلامية، التي ترفض الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني المستشري في العراق .. [ صرح رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي .. أن التدخل الإيراني في العراق هو الأوضح منذ عام 2004 وقد يكون إيجابياً ]، وهو الأمر الذي ينطوي على عدم اعتراض امريكا على السلوك العسكري التدخلي الإيراني في العراق، بالضد من سياقات مجلس الأمن والقانون الدولي .. فلا يحق لأمريكا أن تعطي موافقتها لدولة على اجتياح الحدود السيادية لدولة أخرى بما يحقق لها مصالحها واهدافها .. كما أن ليس من حق إيران أن تتجاوز على حقوق الدول الأخرى تنفيذاً لرغباتها ولرغبة أمريكا بما يتعارض مع أركان النظام الدولي القائم على الميثاق والقانون الدولي.

المطلوب الأن .. التحرك السريع لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية يمهد لجلسة طارئة لقمة مصغرة تفرضها الظروف الخطيرة الراهنة لأستدراك النتائج التي يمكن ان تترتب جراء ما يسفر عنه التدخل العسكري السافر في العراق .. الأمر يستوجب قراراً عربياً جماعياً رادعاً لوقف التمدد الإيراني وعدم الأنتظار ما تسفر عنه جهود المراوغات الأمريكية المخادعة التي اوصلت المنطقة إلى ما هي عليه .. الأنتظار لا ينفع ، والأتكال على الغير لا ينفع ، والأعتماد على النفس بجمع الكلمة المؤثرة والقاطعة هو الذي سيضع الحالة عند حدودها .. وحين تكون القرارات مشفوعة بمقاطعات جدية اقتصادية ومالية وسياسية واتصالات وطيران ومصارف وتمثيل دبلوماسي .. ستفكر كل دول العالم عندئذٍ بمصالحها وحجم هذه المصالح .. اما معالجة الأمر ببيانات الأستنكار والأحتجاج فلا تحصد الدول العربية وقياداتها غير الأستهزاء والذل والخيبة .!!






السبت ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.