شبكة ذي قار
عـاجـل










يعيش البعثيون اليوم العام الثامن والستون من حياة حزب البعث العربي الاشتراكي ففي 7 نيسان عام 1947 شهدت الأمة العربية ميلاد هذا الحزب العظيم كرد طبيعي لحالة التجزئة والتخلف والعديد من ألأقطار العربية تعيش تحت ألاستعمار ومنذ هذا التاريخ والحزب يخوض حرب ضروس مستمرة الى يومنا هذا ولن تتوقف حتى تتحقق الوحدة والحرية والاشتراكية وطرد الاستعمار من الأرض العربية .

فالاستعمار والرجعية العربية والأنظمة القطرية هي العائق أمام تقدم الأمة ونهضتها ووحدتها فمن الطبيعي أن يجد البعث في طريقه وفي مسيرته النضالية تحديات خطيرة مما جعله يخوض معارك خطيرة ومتتالية فمنذ أن تحققت ثورة 17/30 من تموز عام 1968 في القطر العراقي وهو يخوض المعركة تلو الأخرى بدون توقف فكانت المعركة الأولى هي تأميم النفط ثم جاءت القادسية الثانية بقيادة الشهيد صدام حسين ثم أم المعارك وما تلاها من حصار دام أكثر من عقد من الزمن الى أن جاءت معركة الحوا سم التي أجبرت الحزب على خوض معركة أخرى أكثر خطورة هي المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي وكل قوى الشر التي جاءت معه . ففي كل هذه المعارك يقدم البعث قوافل من الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد صدام حسين .

فالبعث قدم ثمنا باهظا لم يقدمه أي حزب آخر في هذا الزمن من أجل الأمة العربية ومن أجل مبادئ البعث العظيم. ففي هذا الزخم من التضحيات وفي هذا الكم الهائل من التحديات بقي البعث صامدا مستمرا في نهجه وباقيا على عهده فاستمرار البعث بهذه الصلابة والإصرار فمن الطبيعي أن يسقط الضعفاء ولا يبقي إلا ألأصلاء المؤمنون بالله والوطن والأمة وعلى هذا الأساس سيبقى البعث مادامت الأمة باقية ومادام يستمد قوته من عقيدته ونضاله وعلى الخييرين من أبناء الأمة .

ان ما يحدث اليوم على أرض العراق من تدمير للحياة مست البشر والحيوان والعمران و الطبيعة نجد رفاقنا بقيادة المجاهد عزت ابراهيم حفظه الله ورعاه يصرون على بقاء الحياة على أرض الرافدين وهم يقودون مقاومة تزرع يوميا الأمل للشعب العراقي خاصة والأمة العربية بصفة عامة التي تنحني أمام هؤلاء الأبطال الذين يدافعون عن شرف العروبة في الوقت الذي يهرول البعض من ابناء الأمة للخيانة مجانا بدون مقابل لصالح الأجنبي . فالواقع المر الذي تعيشه الأمة العربية اليوم من حروب داخلية واقتتال بين الإخوة والتمزق الذي يهدد كيان الأقطار العربية وبروز الطائفية والتطرف في الدين والإلحاد على حد سوى هو نتيجة حتمية لغياب العراق عراق البعث الذي كان يمثل صمام الأمان الذي يصد كل المؤامرات على الأمة وكان الحامي للبوابة الشرقية للوطن العربي أمام أطماع النظام الفارسي الإيراني الصفوي الذي اصبح اليوم يجول ويصول في الكثير من العواصم العربية يزرع الفتنة ويتحالف مع أمريكا والكيان الصهيوني لتعميق حالة التجزئة والتخلف في الوطن العربي . الشعب العربي اليوم يدرك أكثر من أي وقت مضى أن الأنظمة القطرية لا يمكن لها الصمود أمام التحالفات الدولية والإقليمية التي تسببت في خلق الصراع الدموي في الكثير من الأقطار العربية مما خلق حالة الانقسام العمودي والأفقي في المجتمع حتى اصبح المواطن يبحث عن ملجأ يحتمي فيه جراء نار الفتنة التي أتت على الأخضر واليابس .

البعث أدرك منذ ولادته خطورة الصراع العرقي والديني فاشر الى أن قوميتنا متحررة من التفرقة الدينية والعنصرية باعتبارها مدخل للتفرقة واعتبر أن الوحدة العربية هي عامل قوة وضمان للأمن القومي ومن هنا يجوه البعث نداءه الى كل الخييرين من ابناء الأمة العربية الى ترقية الخطاب الوحدوي الى مستوى التحديات لأن لاأحد بمنأى عن النار التي تشتعل في أماكن عديدة من الوطن العربي . يبقى البعث هو الأمل هو المستقبل وعلى البعثيين أن يرتقوا هم كذلك الى مستوى عظمة حزيهم وأمتهم .

عاش البعث – المجد والخلود لشهداء البعث والأمة العربية .






الثلاثاء ١٨ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عمر سعدوني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.