شبكة ذي قار
عـاجـل










تحل علينا هذه الأيام الذكرى السنوية السابعة والستون للنكبة الفلسطينية التي دفع ثمنها باهظاً شعبنا العربي الفلسطيني,وقدم خلالها مئات الآلاف من الشهداء, وملايين المهجرين والمشردين والمعتقلين..هذا الشعب الذي مورس بحقه أبشع ألوان القهر والقتل والتعذيب والتطهير والتمييز, والتهمته المقابر الجماعية , وحرق أطفاله وهم أحياء,ودمرت بالكامل العشرات من قراه وبلداته التي مسحت عن الوجود.. ولا زالت تلك النكبة متواصلة إلى يومنا هذا والعالم المتحضر لا يحرك ساكنا, ويقف عاجزا عن كبح جماح التغول الصهيوني في الدم الفلسطيني المستباح, ووضع حد نهائي لمأساته ومعاناة مشرديه الذين يعانون ظروفا إنسانية قاهرة, ويجدون أنفسهم مضطرين للرحيل مرات ومرات, لينتهي المطاف بالعديد منهم غرقا في أعماق البحار أثناء تجوالهم أصقاع المعمورة, بحثا عن خيمة تؤويهم من برد قارص, وتقيهم شمسا لاهبة, وتحميهم من زخات الرصاص التي تلاحقهم حيث وجهتهم .

تستمر نكبة الشعب الفلسطيني ومأساة لجوئه والعالم الحر لا يزال يصم الآذان ويعمي العيون أمام هول ما يكابده شعبنا إزاء جملة من الجرائم الصهيونية التي يندى لها جبين البشرية ,حيث آلة الموت لا زالت تحصد الأرواح البريئة, وتحرق أطفالنا وهم أحياء, وكذلك لا زالت سجون الاحتلال تقفل أبوابها مغيبة خلف القضبان المظلمة مئات الآلاف من المعتقلين والأسرى, إضافة للمقابر الجماعية التي تحتضن المئات والآلاف من جثامين الشهداء الأبرياء , وكذلك مسلسل التهويد والاسرله الذي تتصاعد وتيرته يوما بعد يوم , والاستيطان الذي يقضم الأرض وما بقي منها شبرا شبرا .

أن مرور سبع وستون عاما على نكبة شعبنا الفلسطيني واتساعها لتشمل عموم البلاد العربية حيث نكبة الشعب العربي في العراق الشقيق عام 2003م, وتباعا ليبيا وسوريا واليمن..الخ ؟؟ ودون تدخل دولي حقيقي لإنهاء تلك المأساة لهو اكبر شاهد حي على عهر المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته التي تتعامل بمعايير مزدوجة وتكيل بمكيالين , وهي كذلك اكبر عار في جبين البشرية الغافلة تماما عما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة وجرائم طالت البشر والشجر والحجر , وما يتعرض له أيضا من عمليات تطهير عرقي مبرمجة , وجرائم بشعة بحق الإنسانية وحق الطفولة والأمومة .

بعد رحلة العذاب الفلسطيني الطويلة هذه وبمناسبة حلول الذكرى السابعة والستون للنكبة الفلسطينية نقرع الأجراس مجددا ونطير الرسائل العديدة لعل وعسى يستيقظ العالم من غفوته ويخرج عن صمته مع علمنا ويقيننا المطلق بعدم جدوى تلك الخطوات تجاه المجتمع الدولي الذي نعرف تماما كيف يتعامل وأي لغة يفهمها والمقرونة بلغة المصالح والمعادلات والحسابات الخاصة .. وانطلاقا من فهمنا الأكيد انه لا يفل الحديد إلا الحديد, فانه بات لزاما علينا وعلى أبناء الشعب العربي الفلسطيني في كافة أماكن تواجده الاستمرار في مسيرة الكفاح والمقاومة وتصعيد وتيرتها وبكافة الإشكال والوسائل الممكنة , وتعميق الأواصر النضالية بالعمق العربي الاستراتيجي , وتعزيز وحدتنا الوطنية في مواجهة الاحتلال وجرائمه وصولا نحو إنهاء نكبتنا , وتحقيق كامل أهداف شعبنا في العودة والاستقلال, وتحرير كافة الأراضي العربية المحتلة , وبسط السيادة وإقامة الدولة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها الأبدية القدس الشريف .

بقلم ثائر حنني
بيت فوريك - فلسطين المحتلة
أيار - ٢٠١٥





الجمعة ٤ شعبــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.