شبكة ذي قار
عـاجـل










 التحالف { الروسي ، الايراني ، السوري ، العراقي } الذي انكشف خلال الايام الاخيره واتساع التواجد العسكري الروسي في سوريا تحت عنوان دعم نظام بشار الاسد لمكافحة داعش أثار الكثير من التسائلات والاستفهام لدى الكثير من المحللين والباحثين والمعنيين بالشأن الاقليمي والعربي ، والدورالامريكي الروسي فيه بالمباشر والاطراف المتحالفه معهم ، وهل التوافق المصالح الروسية الايرانية اعطى الضوء الاخضرلملالي قم وطهران ألاسراع في تحقيق هدفهم بقيام دولة الهلال الطائفي المدعوم بقوة دولية متطلعة الى اعادة هيبتها من خلال اعادة الهيبة السوفياتية بثوبها الروسي ؟ ،

هذا من طرف والطرف الاخر التخبط الامريكي وما اتسم به أوباما من تردد في اتخاذ القرارات الحاسمه في ألملف ألنووي الايراني مكن الدب الروسي من الاســتثمار الفعلي والمباشــر لهذا الضعف والنزول الى الســــاحة بقوة لخلخلت التوازن لصالحه واجبار أوباما في المدة المتبقية من ولايته على التنسيق وبما يحقق الغرض الروسي وفرض الامر الواقع واعادة القطبية الدولية الى الميدان ومن هنا ستكون روسيا مهيأة للعب الدور الدولي والاقليمي الفاعل والمباشر ، وهناك من يرى ان الطعم الامريكي لسحب روسيا المتطلعه الى الظهور بقوتها الى الميدان وكما يقول المثل الموصلي { قص جناحينه كي لايطير } كما تم التعامل مع الاتحاد السوفياتي السابق في العقد السابع من القرن المنصرم ، عندما تدخل السوفيت في أفغانستان وهو ألاسم ألذي يطلق على الحرب دامت عشرة سنوات 1979 – 1989 ، كان الهدف السوفيتي منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للاتحاد السوفياتي بقيادة محمد نجيب الله ، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت { العرب الافغان بقيادة اسامه بن لادن } الذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للاتحاد الســــوفييتي من ضمنها { أمريكا ، السعودية ، باكستان } ، فالمشهد الاول الذي أدخل السوفييت الجيش الأربعين في في 25 سبتمبر 1979 وانسحب من البلاد 1989 بعد ان تعرض الى خسائر فادحة في الجانب العسكري والاقتصادي أثرت تأثيرا" فاعلا" في مستقبل الاتحاد السوفياتي وما حصل لاحقا" ، وباسترجاع للتأريخ وبقديمه وحديث نجد ان الوطن العربي يلتقي بالكثير من الامور مع افغانستان من حيث البعد الستراتيجي والمرحلي فأفغانستان مفترق الطرق في وسط أسيا ، لها تاريخ طويل في الصراع العسكري ففي القرن الرابع قبل الميلاد دخل الاسكندر الاكبر المنطقة ، والتي كانت في ذلك الحين جزءا من ألامبراطورية الفارسية ، للسيطرة على بكتريا { اليوم بلخ } ، والسيطرات اللاحقة من قبل شعب سيثيا والأتراك في القرون اللاحقة وعام 642 للميلاد ، سيطر العرب المسلمون على المنطقة بالكامل مدخلين ألاسلام للمنطقة ، تعتبر أفغانستان من أكثر دول العالم وعورة ، بجبالها الوعرة وطبيعة أرضها الصحراوية وتركيبتها الإثنية التي يشكل {{ البشتون أكبر مجموعاتها العرقية ، ترافقها مجموعات الطاجيك ، الهازار واليماك ، الاوزبكوالتركمان و أخرى صغيرة }} ،

بيئة يصعب التعامل معها ، في ديسمبر 1979 وقعت موسكو معاهدة صداقة وتعاون ثنائية مع افغانستان تسمح بالتدخل السوفييتي في حال طلب افغانستان ذلك ازدادت المساعدات العسكرية السوفييتية وأصبح حكومة حفظ ألله أمين معتمدة أكثر فأكثر على العتاد والمستشارين العسكريين السوفييت ولكن في شهر اكتوبر 1979 فترت العلاقة بين افغانستان وموسكو ، عندما تجاهل حفظ ألله أمين النصائح السوفييتية بجعل حكومته أكثر استقرارا ، تحرش المقاتلون الإسلاميون في المناطق الجبلية بالجيش الافغاني إلى درجة أن حكومة حفظه ألله أمين توجهت إلى موسكو بطلب بزيادة حجم الدعم ، قرر الاتحاد السوفياتي تقديم هذا الدعم للحفاظ على الحكومة الثورية ، ولكن شعرت بأن حفظ ألله أمين كقائد أفغاني ليس قادرا على القيام بهذا الدور ، شعر القادة السوفييت بناء على معلومات قدمتها المخابرات - كي جي بي- بأن أمين يضعضع الموقف في أفغانستان وآخر الأطروحات للتخلص من أمين كانت معلومات تم الحصول عليها من عملاء الكي جي بي في كابل تلخصت في أن ما يفترض بأنهم حارسين من حراس أمين قتلا الرئيس السابق نور محمد تراكي بمخدة وأن الشكوك تدور حول كون أمين عميلا لوكالة - السي آي إيه - ولكن كان هناك شكوك في صفوف المستشارين العسكريين السوفييت للجيش الأفغاني ،

فمثلا ادعى الجنرال فاسيلي سابلاتين والذي كان مستشارا سياسيا في ذلك الوقت أن أربعة من وزراء تاراكي كانوا وراء عدم الاستقرار كما أن طرحا قويا آخر يعارض كون أمين عميلا للمخابرات الأمريكية هو أنه دائما وأبدا أظهر وبشكل رسمي صداقة وتقرب من الاتحاد السوفييتي وحتى بعد موت أمين وإثنين من أبناءه ، قالت زوجته أنها وابنتيها وإبنها أرادت الذهاب إلى الاتحاد السوفييتي ، لأن زوجها كان صديقا للاتحاد السوفييتي وتوجهت لاحقا إلى الإتحاد السوفييتي لتعيش هناك ، ولكن زابلاتين لم يؤكد ذلك بشكل كافي ، أشار مستشارو القوات المسلحة الأفغانية السوفييت على القوات المسلحة الأفغانية بالعمل على صيانة الدبابات وأشكال أخرى من العتاد الحرج والمهم وفي تلك الأثناء انقطعت شبكة الاتصالات إلى المناطق خارج كابول ، عازلة بذلك العاصمة وبوضع أمنى متدهور ، انضمت أعداد كبيرة من القوات السوفييتية المجوقلة للقوات المتمركزة على الأرض وبدأت بالهبوط في كابول وفي ذات الوقت نقل أمين مكاتب الرئاسة إلى قصر تاجيك ، معتقدا أن ذلك سيكون أكثر أمنا من المخاطر المحتملة في ديسمبر 1979 قام 700 بينهم 54 عميل كي جي بي من القوات الخاصة من مجموعة ألفا وزينيث ، مرتدين اللباس الأفغاني الموحد باحتلال الأبنية الحكومية والعسكرية والإذاعية الرئيسية في العاصمة كابل ، بما فيها هدفهم الرئيسي القصر الرئاسي ، حيث تخلصوا من الرئيس بدأت تلك العملية الساعة السابعة مساء ،

عندما قام أفراد القوات الخاصة السوفييتية من المجموعة زينيث بتفجير مقسم الاتصالات الرئيسي في كابول ، شالين بذلك القيادة العسكرية الأفغانية وفي الساعة السابعة والربع ، بدأت المعركة في قلعة تاجبك واستمرت لمدة 45 دقيقة وفي ذات الوقت تم احتلال مواقع أخرى - وزارة الداخلية مثلا - الساعة السابعة والربع ، وتم الانتهاء من العملية كلية بصباح 28 ديسمبر وأعلنت القيادة العسكرية في ترمز على راديو كابول بأنه جرى تحرير أفغانستان من حكم حفظ ألله أمين ووفقا للمكتب السياسي السوفييتي كان السوفييت يطبقون معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار لعام 1978 التي وقعها الرئيس السابق تاراكي، اعتقد السوفييت بأن إزاحة حفظ ألله أمين ستنهي الصراع الداخلي على القوة ضمن ويقلص من السخط الأفغاني ضمن حزب الشعب الافغاني ، وقال السوفييت أن إعدام حفظ الله أمين تم على يد اللجنة الثورية المركزية الأفغانية واختارت تلك اللجنة بعدها النائب السابق لرئيس الحكومه باراك والذي كان اختياره للموقع الغير مهم نسبيا كقنصل براغ في بعد سيطرة خلق على السلطة ، دخلت القوات الأرضية العسكرية أفغانستان من الشمال وفي الصباح ، هبطت كتيبة مظليه في مطار في باجرام وكان الاجتياح السوفييتي لأفغانستان جاري على قدم وساق بشكل عام ، رفض برجنيف 18 طلب رسمي للمساعدة العسكرية من الحكومة الأفغانية قبل الأمر بالتدخل السوفييتي الفعلي في أفغانستان وبشكل قانوني ولم تكن العملية احتلالا ، وادعى الاتحاد السوفييتي أن التسمية كانت نتيجة للدعاية الأمريكية المضادة للسوفييت

يتبع بالحلقة الاخيرة





الثلاثاء ١٥ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب زامــل عبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.