شبكة ذي قار
عـاجـل










استقبلت شعوبنا العربية والإسلامية، بترحاب بالغ إعلان التحالف الإسلامي العسكري، الصادر في 3 ربيع الأول 1437 هـ، الموافق 15 ديسمبر 2015، بقيادة المملكة العربية السعودية، ونرى فيه تعبير عن حالة التوحد المطلوب والمنتظر إنجازه كهدف نبيل تتطلع إليه شعوب امتنا العربية والإسلامية ، هذا التحالف الذي يضم 35 دولة إسلامية، إضافة إلى عشرة دول إسلامية أخرى أعلنت عن تأييدها له بكل وضوح، من خلال تحالفها هذا، بات أملا لشعوبنا لمحاربة الإرهاب "بجميع أشكاله ومظاهره، أيا كان مذهبها وتسميتها"، حسب ما جاء في نص بيان إعلان هذا التحالف.

وباسم جماهير شعبنا في العراق، لا يسع الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق، إلا أن تعبر عن كل التأييد والترحيب لهذا الحدث التاريخي الهام، وتأمل من خلاله العمل على توسيع القاعدة الشعبية له في الوطن العربي، وبقية الدول الإسلامية المنضمة للتحالف، للعمل دون هوادة ضد قوى الإرهاب المختلفة، بكل مسمياتها وعناوينها المعروفة للجميع، لإعادة الأمن والاستقرار والحرية والكرامة لشعوبنا.

ولا يسعنا هنا إلا أن نُذَّكر ونُحَّذر من الدور الإيراني الخبيث، بالعمل على فضحه، وهو الداعم والراعي للإرهاب، الذي تدفع بسببه شعوبنا أثمانا باهظة من التضحيات البشرية والمادية، ونحن ندرك أكثر من غيرنا، ما يعانيه شعبنا العراقي المظلوم من الإرهاب طوال سنوات طويلة، وعلى العالم أن يدرك مدى الدور الإيراني الإرهابي في العراق والمنطقة، من خلال: التشكيل والتدريب والإشراف المباشر والتوجيه المتسلط على قيادات المنظمات الإرهابية في كل من العراق وسوريا واليمن، وما استتر منها في بلدان وأقطار عربية وإسلامية أخرى. فمن خلال تلك المنظمات وواجهاتها المتعددة، ومليشياتها المسلحة، يتم خرق امن واستقرار عددا من الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها العراق الذي يتم تدميره بشكل منظم ومنسق بروح الانتقام والإجرام .

إن الدعم اللا محدود الذي تقدمه الحكومة الإيرانية إلى عشرات المليشيات الإرهابية والطائفية المجرمة ، وبدعمها للحكومات الاستبدادية الطائفية الظالمة، يتجلى وينعكس يومياً في ممارسات الجريمة المنظمة والقتل والنهب والتخريب الشامل وإشعال الفتن الطائفية، وتنفيذ كل ما يخدم أغراض السياسة الإيرانية وأهدافها ونفوذها في المنطقة والعالم.

وفي الوقت الذي نعبر به عن ترحيبنا بهذا التحالف العسكري الإسلامي، وندعمه في توجهاته في بيانه المعلن، لا بد من التذكير أيضا لقادة هذا التحالف بمواقف وممارسات النظام الإيراني والمطالبة بكشفها للعالم وإدانتها والعمل على إيقافها من خلال جهد عربي وإسلامي ودولي مشترك،والدعوة الصريحة والحازمة لهذا النظام وردعه كي يتخلى عن مواقفه العدوانية ودعمه للإرهاب في سوريا والعراق واليمن ولبنان، كما لا بد من قطع الطريق أمام السلطة والحكومة العراقية العميلة الموالية لإيران ببغداد من التسلل في صفوف التحالف، ولا بد من التصدي إلى ممارسات مليشياتها ومنظماتها الإرهابية في العراق وسوريا، كي لا يصبح الباب مفتوحا لاختراقات أخرى، اعتاد عليها النظام الإيراني، سواء بالاختراق عبر المنفذ العراقي، أو بسعيه إلى الدخول المباشر في هذا التحالف الإسلامي لتخريبه وتحريفه عن مساره المعلن والواضح.

إن الدور الإيراني بات واضحا في اختراق وتخريب وشراء الذمم وتجنيد العملاء وإطلاق يد المليشيات والمنظمات الإرهابية والطائفية، تحت عناوين سياسية وطائفية باتت معروفة.

لقد حان الوقت لكي يتبصر العالم الإسلامي حقيقة المشاريع الإيرانية واختراقاتها المشبوهة في التغلغل إلى المحيط الإسلامي، تحت واجهة محاربة الإرهاب، وهي التي تقوده وتموله وتوجهه.

من هنا لا بد للتحالف الإسلامي العسكري من مواجهة تلك المليشيات المرتبطة بإيران بنفس التصدي الحازم للتنظيمات الإرهابية الأخرى، لأنهما وجهان لعملة واحدة.

الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
بغداد : في الرابع من ربيع الأول ١٤٣٧ هــ ، الموافق في السادس عشر من كانون الأول / ٢٠١٥
 





الخميس ٦ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.