شبكة ذي قار
عـاجـل










ملآي السنابل تنحني بتواضع *=* و الفارغات رؤوسهن شوامخ

و إن كنت لست ممن قد اطلع علي سيرة هذا الرجل أكثر من أنه كان أحد مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية و أحد عناصر المجموعة التي نفذت عملية في نهاريا مع نهاية السبعينات من القرن الماضي ... سقط علي اثرها في أسر العصابات الصهيونية حيث قضي ما يقارب 30 سنة في الأسر ... و قطعا حتي لا أنتقص من قدره و إن كان لم يبقي له من القدر شئ بعد أن غادر سجن الصهاينة باعتبار أن الرجل ثوابت فهل حافظ علي الثوابت حتي ينعاه البعض ؟ أما الشهادة من غيرها من التوصيفات فهي مسألة إن وصف بها أم لم يوصف لا تغيير شيء قياسا بالموقف من ملف فعله من بعد مغادرته سجن الصهاينة .

عند العامة عامة و حتي لدي فقهاء الشريعة يقولون المتوفي يوصف بالحالة التي كان عليها عند وفاته ... قد يكون تقيا ورعا في بداية حياته غير أنه و قبل وفاته تحول الي زنديق ... فالناس لن يوصفوه بغير الزندقة لاحقا ... و العكس صحيح أيضا ... و يختمون التوصيف عادة بالقول و الله أعلم ... و الحالة تطبق علي المناضل و الوطني الغيور أيضا ... إن بدأ حياته وطنيا و شريفا و أنهاها مرتدا عميلا فلن يوصفوه الا بالعمالة ... و لنا مثلا بائنا في ذلك و هو أنور السادات ... ألم يكن رفيقا لجمال عبد الناصر هل ينكر عليه أحد ما وطنيته و غيرته في ذلك ، و لكن و بعد انقلاب ماي 1971 و سلوكه طريق الإستسلام و اخراج مصر من دائرتها القومية ألا يوصفونه بالعميل و المرتد و خائن عهود و مواثيق رفاقه من الضباط الأحرار و ثورة 1952 .

و سمير القنطار مارس ذات السلوك الساداتي و لكن بصيغة معاييرة منهجيا و ليس من حيث المبدأ ... و الدليل بائن و لا لبس عليه فهو مشارك فاعل و منحاز لجانب الجريمة المرتكبة في حق الشعب السوري أي أن سنوات السجن التي قضاها جعلته ينسي الهدف من مسك البندقية ، و بدلا من الحث علي توجيهها للعدو الذي آمن شابا بأنه عدو الشعب و الأمــــة ... حولها توجيهها و هو كهلا الي الشعب الذي نذر نفسه وهو شابا الدفاع عنه و افتكاك حقه متساوقا في ذلك مع عدو ثاني لهذا الشعب بلافتة طائفية بائنة و لعل الصورة التي تم بها تأبينه في خطاب حسين نصرالله تكفي للتدليل علي مدي خطورة هذا العدو التي لا تقل تقصدا مؤذي للشعب و الأمة و الوطن العربي عما تمثله العصابات الصهيونية ... الكل يعرف من أن نصر الله لبناني و سمير القنطار لبناني و فلسطين عربية و علمها معروف ... فمالذي يجعل علم فلسطين موشحا بألوان العلم الإيراني و صورة سمير القنطار تتوسطه " ألا يعني ذلك أن سمير لم يمت من أجل عروبته لا اللبنانية و لا الفلسطينية و لا السورية و إنما مات دفاعا عن مصالح ايرانية ، دفاعا رفعه ليصبح يتوسط علم ايران حالا محل شعار السيخ الذي وضعه خميني " .

قد يتحجج هذا البعض الناعي له بتوصيفه بالشهيد ، من أنه يرد دينا عليه لمن تسبب في اطلاق سراحه !!! نقول قد يرده من خلال معايير الرجولة لا من خلال معايير الإستعباد ؛ و الرجولة تقتضي أن يصارح من تسبب في اطلاق سراحه خاصة و أنه مطلع علي ما يمارسه هذا الذي احتضنه و الذي لا يخفي تبعيته و لا اشتغاله في أجندة معادية للمنهج الذي قاده هو في ذاته للوقوع في الأسر و إن كان يتقاطع معها خطابا و يتساوق مع من أسره فعلا .

إن اختاره و هو طليق الإنحياز و الإنخراط عمليا و فعلا لا خطابا في ممارسة الجريمة ... و كوفئ عليها لا فقط من بشار الأسد المسؤول بنظامه علي ما آلت اليه أوضاع سوريا أرضا و شعبا عندما سبق مصلحة السلطة علي مصلحة الشعب و الوطن ، و رهن سياسته لسياسة نظام ولي الفقيه الإيراني التي لا يهمها ما سيؤول اليه الوضع بقدر ما يهمها الإمساك بورقة سياسية تستخدمها دفاعا عن مصالح ايران و تتطلعاتها للتمدد في جسد الرجل العربي المريض بما يجعل موته قابلا للتحقق خاصة و قد وضعت يدها علي العراق ... من خلال العملية السياسية الإحتلالية التي أوجدها المحتل الأمريكي ... وقيادة هذه العملية هي الأخري كرمت هذا القنطار و هو يتغني أمامها ببطولاته و كيفية ممارسة الجريمة علي الأطفال في سورية ...

قتل هذا القنطار كما قتل مغنية شبيهه و علق مقتل كل منهما علي شماعة الكيان الصهيوني لتبييض مقتلهما ، و نسي رافعي هذه اللافتة من ان القنطار لو كان بوزن الرجال ما الذي منع الصهاينة من قتله و هو بين أيديهم لثلاثين سنة ، خاصة و أن الصهاينة فعلوا ذلك مع المئات إن لم يكن مع الآلاف من المقاتلين الرجال ؟

ألوم كل هذا البعض الذي يمجد أناس لا مكان لهم بين الشرفاء بتوصيفات لا يستحقونها و لكنني في ذات الوقت أرفض الشماتة في أي من أبناء وطني حتي و إن عاداني رؤية و ذلك لا يلغي من أنني أمقت العميل مهما كان الرداء الذي يتدثر به.

فارحمونا قليلا و لا تكثروا من الهم علي ما بالوطن من هموم

d.smiri@hotmail.fr





الخميس ١٣ ربيع الاول ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.