شبكة ذي قار
عـاجـل










ذكر المرحوم جعفر العسكري في مذكراته انه كان يزور حلب من حين لآخر الجنرال (كلايتن) والذي كان رئيس المكتب العربي ورئيس الأستخبارات في القيادة العامة للحملة المصرية البريطانية وكنت أطلب منه بألحاح ان يتوسط لدى حكومته لتغيير طراز الأدارة في العراق وأشراك الأهالي في الحكم لأن الجنرال (مود) أعلن في منشوره الذي اذاعه على السكان حين دخوله العراق ان الجيش البريطاني انما دخل محررا لا فاتحا وهذا ما جعل الأهالي يأملون خيراً في السياسة البريطانية وعطفها على قضية العرب . وبعد مكاتبات طويلة بين بغداد ولندن أجاب الحاكم المدني العام الكونيل ولسن بقوله (بأنه ليس بين العراقيين من هو أهل للأشتراك في الأدارة ) فدهشت لهذا الجواب مبينا للجنرال كلايتن ان البلاد العربية من الشمال أعني حلب ..الى اليمين كان البارزون فيها من الأدارة والسياسة او العسكريه كانوا من العراقيين وفعلا ذكرت أسماؤهم للجنرال بادئا بمولود مخلص باشا قائد فرقة حلب ورؤوف الكبيسي قائد الشرطة في ولاية حلب وناجي بك السويدي المعاون المدني للحاكم العسكري في حلب وعلي بك جودت الأيوبي الحاكم العسكري لمدينة حلب ورؤوف بك الجيبة جي قائد الدرك في ولاية حلب وياسين باشا الهاشمي رئيس ديوان الشورى العسكري في الشام وعبدالله بك الدليمي قائدالفرقة الثانية في الشام وقاسم راجي بك حسون من القواد المعدودين ايضا ورشيد بك المدفعي قائد القوة العسكرية في شرق الأردن ومجيد بك حسون وصبري باشا العزاوي والسيد حلمي باشا وحامد باشا الوادي وجميل باشا الراوي في الحجاز وطه بك الهاشمي في اليمن .

ماتقدم يثبت للجميع ان العراقيين قادرين على ادارة بلدهم وتسييرشؤونه على الوجه الأعم والأشمل لكن بطبيعة الحال جوبه هذا المقترح من قبل الحكومة البرياطنية بالرفض ليعكس حالة التخوف والقلق لدى الحكومة البريطانية من ابناء العراق المدربين والمؤهلين لقيادة بلدهم لأن في هذا بداية النهاية للسيطرة البريطانية على مقدرات العراق وشعبه . لقد عرف عن رؤوف الكبيسي تميزه بين اقرانه بما أظهره من مقدرة فائقة على ادارة المناصب التي تولاها وامكانية ادارته لمناصب اخرى أرفع لما عرف عنه من تفاني واخلاص وثقافة عالية وأمكانية ادارية وتنظيمية راقية جعلته يكون في مقدمة الذين طرحت اسماؤهم لأحتلال مراكز متقدمة في السلم الوظيفي للدولة العراقية .لم يلتحق رؤوف الكبيسي برفاقه عند بداية تأسيس الدولة العراقيه عام 1920 / * ( هؤلاء هم أهلي / شاكرعبدالقهارالكبيسي / صفحة 144) والسبب في ذلك ان الأهالي في حلب طلبوا منه عن طريق رؤساء العشائر وأعيانهم البقاء في منصبه كقائد للشرطة في حلب حفاظا على ارواحهم واعراضهم وممتلكاتهم من عبث الفرنسيين ففضل خدمتهم على اي منصب ممكن يتسنمه في العراق تلك هي سمات رؤوف الكبيسي في مشاعره وروحه وأحساسه وفي قوته ونجدته وثباته مثلا للرجولة الحقه لايعرف المراوغة والخداع وما ان يجد اعوجاجا الا اشار اليه وقومه دون ان يبالي عندما يوجه انتقاده الى رئيسه لأنه ليس من اؤلئك المتملقين الذين يرون العيب في رؤسائهم فيمدحونهم حفاظا على مناصبهم في ان تفلت من بين ايديهم فحق المجموع عنده اسلم وافضل من حق الفرد .ماكان يوما من اؤلئك المتبجحين والذاكرين لأفعالهم في ومآثرهم في المجالس رغم سيادتها على الآخرين من اقرانه لكن العراق وسماءه وارضه وشعبه شهود على مآتيه الغر واخلاصه الجم لمصلحة البلاد العليا وهم شهود على ان الرجل لم يكافأ على قدر وقائعه وسجاياه ولم يرهن ارادته كغيره من الناس لأنه شديد الأعتزاز بنفسه ومطمئن لصدق نواياه شعاره الدائم الجرأ ة والنزاهة والأقتدار السليم حتى انه أظطر الى ترك منصبه اكثر من مرة بصلابته المعهودة واستقلالية قراراته التي غالبا ما أغضبت كثيرا الرؤساء الذين تعودوا على سلب ارادة الأشخاص ومواقفهم وآرائهم .

ان المواهب الراقية والعطايا الجليلة هي الكنوز الدائمة لأصحابها والتحلي بجلال القصد وسمو الهدف وطيب الغايات وعظم الهمة وعلو القيم هي التي تقودنا الى حيث المعالي والرفعة والشموخ حتى تعظم فينا القدرة والتميز في الأداء فننال بذلك الخلود والريادة والفضل بالذكر على الأخرين والزيادة .





الثلاثاء ١٦ ربيع الثاني ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.