شبكة ذي قار
عـاجـل










الانتقال المفصلي التاريخي لحزب البعث العربي الأشتراكي بالجزء الفاعل من قيادته وكادره المتقدم وقواعده المدنية والعسكرية الى المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية فور دخول القوات الغازية الى بغداد كان بمثابة تصرف تاريخي عميق الاثار ليس في حياة الحزب كونه مثل استباقا عبقريا لقوانين الاجتثاث والحظر التي كانت قيادة الحزب والدولة على علم بانها ستطبق بعد الاحتلال بل وأيضا في اسقاط الاستهداف الشرس للحزب من قبل دول الاحتلال ومن قبل من جندوهم ضمن مشروع الاحتلال من قوى سياسية , اسقاطها في متاهات متعددة وهي تحاول مستميتة لانجاح الاجتثاث والحظر دون جدوى. بمعنى اخر اننا عمقنا بمقاومتنا البطولية من محنة اعداءنا وحجمنا قدراتهم في الحاق الاذى المصمم الحاقه بنا وجعلنا تاثيراته في حدودها الدنيا . نحن نعتبر اضطرار الاحتلال وأعوانه الى الغاء اجتثاث أعضاء الحزب وأعضاء قيادات الفرق هو انتصار عظيم للحزب حتى لو غادر بعض هؤلاء الحزب لاننا نعرف عمق الحضور العميق المؤثر للعقيدة البعثية في ضمير كل منهم . ان عودة هذا الجزء من الحزب لوظائفهم هو حق طبيعي وليس منة من أحد والجميع يدرك ان أجهزة السلطة الاحتلالية ظلت وستظل تؤشر عليهم على انهم بعثيون سابقون ويشكلون هواجس قلق وريبة وعدم ارتياح يعبر مرتزقة الاحتلال عنها بوسائل ومصطلحات مختلفة وفي مناسبات كثيرة معروفة. كما ان اضطرار سلطة الاحتلال بتكرار اعادة النظر بقوانين الأجتثاث وتعديلها لهو دليل اخر هام جدا في دلالات الاضطراب والقلق والخوف عند رواد الثارات السياسية المريضة والنفوس الفاسدة التي ترزح تحت وطأتها.

لقد أخطأ أعداء البعث في تقدير قوة الحزب الفكرية والتنظيمية في العراق من جهة ولم يستوعبوا أو يحتووا الحقيقة القومية لتنظيم البعث التي تجعل من فكرة انهاء وجوده في العراق فكرة عبثية لا طائل من وراءها لان البعث ليس عراقيا فحسب بل هو عربي وساحة نضاله هي كل الامة كلها . ومادام البعث موجود في تونس ولبنان والجزائر وموريتانيا ومصر والاردن واليمن والسودان مثلا فهذا يعني ضمنا وصراحة انه موجود في العراق والخليج . والبعثيون يدركون أكثر من سواهم ان البطش والارهاب لا يمكن ان ينهي حياة ولا ان يوقف نمو حزب او تيار او حركة شعبية أصيلة ذات عقيدة وفكر ومبادئ بحكم انتماءهم الصميم لقضية الامة وتطلعاتها وحقوقها المشروعة.

ان المقاومة البعثية المسلحة الى جانب مسارات النضال والجهاد البعثي المدنية على مستويات العمل السياسي والفعاليات الاعلامية قد فرضت وجود الحزب كقوة فاعلة ومؤثرة ويستحيل تجاهلها أو تهميش الادوار العميقة التي يلعبها وما تنتجه من تداعيات على المشهد العراقي برمته. ان محاولة اجتثاث حركة سياسية شعبية بوزن وحجم البعث انما هو خوض في الوهم وسقوط في عالم السراب .

وكان لقدرات الحزب التنظيمية وخبراته الواسعه في سبل العمل السري ( في الظروف التي تعرف بظروف العمل السلبي ) ومن بينها تشكيل التنظيمات الخيطية للمنظمات المدنية من جهة واعتماد حرب العصابات لمجموعات قتالية محدودة الاعداد وعلى هيئة تشكيلات منفصلة عن بعضها البعض ومنتشره على مساحة العراق بكامله قد منحت مجاهدي الحزب مرونة عظيمه في تسجيل نتائج باهرة لجهده الهادف الى تدمير قدرات العدو واستنزافه ماديا وبشريا والاحتلال يعرف ذلك جيدا.

ومن بين عوامل نجاح البعث في الثبات على ساحات الفعل الجهادية باوجهها المختلفة هو انتشار البعثيين في فصائل وجيوش مقاومة مختلفة بصفة قيادات عسكرية او تدريبية أو قوة ميدان ضاربه وبمرونة ترجح الواجب الوطني على أي عنوان اخر . ليس لدينا اية عقدة من الانطلاق من المساجد والجوامع فهي اماكن عبادة نحن بنيناها ونحن خرجنا أأمتها ونحن من غطى ارجاءها ليس في ايام الجمع المباركة وصلاتها المتميزة المتفردة بارادة الله جل في علاه فحسب بل في كل ايام الاسبوع . ومثلها ليس لدينا عقدة ان نكمن لعدونا في اي بقعة من ارض الشمال ولا ان نبادر الى تشكيل كتائب جهاد في ذي قار والبصرة وكربلاء . فالعراق كله ساحتنا وشعب العراق كله حاضنتنا حتى لو لعبت بعض الظروف المجحفة المفروضة اختلافا في قدرتنا على الانتشار والتنفيذ للمهمات في هذه البقعة أو تلك .

نحن رقم صعب في تعداد القوى التي عرقلت مشروع الاحتلال في طريق قبره نهائيا ووضعت العملية السياسية الاحتلالية في عنق زجاجة لن تخرج منها حتى تموت . شهداءنا واسودنا الاسرى في السجون والمعتقلات هم نسغ البقاء والنصر وشاهده الشامخ . وهم الذين يبعثون الهلع ويزرعون عوامل الفشل في صفوف موظفي الاحتلال الايراني ويجبرونهم على الاحساس الدائم بقصر اعمارهم وبحتمية فناء منتجهم المنغولي المشؤوم .

الجهاد والنضال الدائم والذي لن نتنازل عنه في ميادينه وسبله المختلفة هو واجب وحق نمارسه وهو الذي نعلن من مخاضاته العظيمه وساحات شرفه الرفيع باننا وجدنا لنبقى واننا أقوى بكثير من خطط الفناء التي أعدت لنا في دهاليز الظلام . حزبنا ولود للقادة الشجعان وارضه خصبة لتنتج المزيد من المناضلين والفرسان … لذا .. نحن البقاء المرتبط ابدا بوجود العراق والامة وكلاهما عصي على الاجتثاث والشعب لا يمكن ان يحظر حتى لو وضع للحظر الف دستور وقانون.





السبت ١٢ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.