شبكة ذي قار
عـاجـل










سلم البنان واليراع دكتورنا الغالي عبد الكاظم العبودي :

http://www.albasrah.net/ar_articles_2016/0216/3abdkadem_270216.htm

http://www.shabab-aliraq.net/2016/02/blog-post_30.html

لم أرد على منشور الدكتور عبد الله حمادي احتراما له وحتى لا ينحرف الموضوع نحو التوجه العقدي للغماري، وإنما اكتفيت بكتابة ( كما تدين تدان ) ردا على رد من ادعى تنكر الأستاذ عز الدين ميهوبي والأستاذ عياش يحياوي له ولأستاذيته عليهم..

مصطفى الغماري (وأظنك تعلم هذا بحكم صداقتك بالوالد الشاعر الفلسطيني ابن الشاطئ رحمه الله) كان الابن المدلل للشاعر العربي الكبير ابن الشاطئ، طيب الله ثراه، وقد كان رحمه الله يتوسم فيه خيرا كبير للعروبة واللغة العربية في جزائر السبعينيات وما أدراك ما السبعينيات يا دكتور..

لن أخوض في مسائل شخصية وإن كان الخوض فيها يكشف المعدن الدنيء لهذا الصفوي القذر، لكنني سأكتفي بأمرين:
الأول: تنكره المطلق لابن الشاطئ الذي أخذ بيده وعلمه كيف يكتب القصيدة العربية، وكيف يولّد البيت من البيت، والصورة من الصورة.. حتى بات الغماري من أبرز شعراء الجزائر الشباب آنذاك إلى درجة أنه في يوم من الأيام (أواخر الثمانينات) قصده الباحث الفلسطيني الأستاذ محمد عمرو والذي كان يعد رسالة ماجستير عن ابن الشاطئ ، وحين أخبره بفحوى زيارته ادعى أنه لا يعرف شاعرا بهذا الاسم، فواجهه بوثائق تثبت تتلمذه على يد ابن الشاطئ فما كان منه إلا أن طرده.

الثاني: عداؤه المطلق لكل ما هو عربي، وارتماؤه المشين في حضن دهاقنة ولاية الفقيه في طهران الصفويين، وكان (وأنت أدرى بهذا دكتور) من أشد المتحمسين للخميني المقبور والشامتين بجراحات العراق والأمة... وما يزال.

في جلسة، هي الأخيرة بينه وبين ابن الشاطئ، رحمه الله ربيع ،1981 وبحضوري وكنت يومها في التاسعة من العمر، احتدم النقاش بينهما، وكان التاريخ حاضرا بقوة.. طبعا ابن الشاطئ، العربي العروبي صاحب قصيدة (الجياد العربية تتعقب يزدجرد من جديد) والتي عبر فيها صراحة عن دعمه وتأييده المطلق لجيش العراق العظيم الذي يدافع عن بوابتنا الشرقية، كان في صف العراق والأمة، أما مدّعي الإسلام والتدين كان في صف العدو الصفوي.

انتهى اللقاء بينهما بعد أن بلغ تطاول الغماري على الأمة والعرب إلى حد سب الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال بالحرف الواحد: ( أنتم أيها العرب بماذا تفخرون؟ بنبيكم "الراعي"؟ ... وأنت يا دكتور تقيم بالجزائر منذ عقود، وتعرف معنى القصد بـ "راعي" عند أهلنا في الجزائر..

وطبعا منذ ذلك اليوم لم يلتقيا، ولله الحمد والمنة.. لكن الغماري هجا ابن الشاطئ كثيرا وكان نصيبه من ابن الشاطئ على قدره ( بيت أو بيتان في قصيدة وطنية طويلة كقوله على سبيل المثال في قصيدة نوفمبر يتجذر في عمق الضوء:

أكلَّما غرْزَموا سَطْراً كقافيـــــــــة
على الظلال امتطوا أجياد نُكرانِ..؟؟

هُمُ الصَّدى..وحروفي الضوء تعشقها
سنابل اللِّدِّ في أهداب وهـــــــرانِ

و أتذكر أن الغماري الصهيو- صفوي، قد أصدر ديوانا يمجد فيه المقبور خميني ودولة ولاية السفيه، لا أتذكر عنوانه، لكنني حتما أتذكر قصيدة ابن الشاطئ رحمه الله ( اسم على غير مسمى):

أَتُرَاكَ تَعْلَمُ مَنْ هِيَ (الخَضْرَاءُ)
وَمَتَى يُصَانُ جَمَالُهَا.. وَيُضَاءُ..؟

أَتُرَاكَ تَعْرِفُهَا؟؟ أَشُكًّ لأَنَّنِـــــــــي
أَدْرَى بِمَنْ تَغْتَالُهُ الأَهْــــــــوَاءُ

هَجَمَتْ عَلَيْكَ حُرُوفُهَا فَتَوَرَّمَتْ
فِي مُقْلَتَيْكَ هَوَامِشٌ سَـــــوْدَاءُ

وَتَغَبَّشَتْ فِي أَصْغَرَيْكَ ظِلاَلُهَا

زُوراً.. وَكَمْ تَتَزَوَّقُ الأَفْيَاءُ..!؟!

شَوَّهْتَ سَالِفَهَا المُضِيءَ مُحَرِّفاً
" ذِي قَارَهَا" .. فَلْتَخْرَسِ العُمَلاَءُ..!

"المَانَوِيَّةُ" فِي عُيُونِ مَجُوسِهَا
قَدَرٌ.. وَكُلُّ دُعَاتِهَا (أُمَنَاءُ)..!؟!

يَتَجَاهَرُونَ بِحُبِّ (أَحْمَدَ) خِشْيَةً
وَبِكُلِّ زَاوِيَةٍ يَدٌ شَــــــــــــلاَّءُ

يَتَوَغَّلُونَ عَلَى حِسَابِ دِمَائِنَــــــا
وَ"المَزْدَكِيَّةُ" فِي الخَفَاءِ لِوَاءُ..!؟!

"القَادِسِيَّةُ" لَمْ تَزَلْ أَجْيَادُهَــا
عَرَبِيَّةً تَزْهُو بِهَا الخَضْــرَاءُ

حياك الله ، وحيا الله العراق العظيم، يا دكتور عبد الكاظم العبودي.

الجزائر في : 30-04-1981م
 





الثلاثاء ٢٢ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عدي شتات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.