شبكة ذي قار
عـاجـل










كل الأطراف المحبة لسوريا تطالب بالحل السلمي الديمقراطي للصراع الدائر على الأرض السورية ، وحده النظام وحلفاؤه من يصرون على القتل والتدمير ، وقد ورد على لسان بشار في أكثر من خطاب ومقابلة صحفية أنه لايمكن القضاء على الارهاب إلا باستعادة نظامه لجميع الاراضي التي حررتها المعارضة ، مما يعني تشبث النظام بطريق تدمير سوريا ، وتشريد الشعب السوري عن بكرة أبيه ، فلا يكفيه تشريد نصف الشعب ، ولا قتل عشرات الألاف منه ، ولا تدمير البنية التحتية لسوريا كافة ، فهو يريد فناء الشعب السوري لبقائه حاكماً على جماجم البشر .

إن وقف القتال والعمل على ايجاد المبادرات السلمية تخدم سوريا الدولة والمجتمع والشعب ، فسوريا الموحدة والابتعاد عن التدخلات الأجنبية هي مطلب وطني وقومي لأبناء الأمة العربية ، ولكنها بالتأكيد لا تصب في خندق النظام ، ولا تخدم مصالح ملالي الفرس المجوس ، لأن هذا الحل يسحب البساط من تحت أقدام النظام وحلفائه ، وقد يسبب لطمة لملالي الفرس تحديداً ، لأنهم يعلنون أن احتفاظهم بسوريا أهم من احتفاظهم بأي ولاية ايرانية ، فخسارة سوريا تحرمهم من الوصول إلى البحر الابيض المتوسط ، ومن الصعب عليهم استعادة هذا النفوذ ثانية ، بعكس خسارتهم لأي ولاية ايرانية فهم قادرون على استعادتها ، وهم على يقين أن احتفاظهم بسوريا مقترنة بوجودالاسد ، وفي السياق نفسه فخسارتهم لنظام بشار سينهي الدور الطائفي لحزب الله الذي يتستر بالمقاومة لتنفيذ الأهداف ملالي الفرس .

في وقف القتال حفظ لدماء الشعب السوري ومطالبة الأطراف كافة بالحوار ، وبالتأكيد لغة الحوار والتراشق بالآراء أفضل من لغة التراشق بالرصاص ، التي يعاني منها الشعب السوري، وهي بالتأكيد ستكشف عري كل من مارس القتل والتشريد وتدمير سوريا ، مما يؤكد أن كل من مارس القتل سواء بالبراميل المتفجرة أو بالاعمال الارهابية من التنظيمات الارهابية ، وحتى من القصف الروسي لن يكون إلا مكشوفاً ، وهذا الرهط من كل هؤلاء لا يمكن أن يكون له دور في مستقبل سوريا ، فمستقبل سوريا يجب أن يكون بالايدي النظيفة من دماء السوريين ، وليس بالايدي الملطخة بهذه الدماء.

يمكن للهدنة الدائمة المأمولة في سوريا من العمل على تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من المناطق التي يقوم النظام وحلفاؤه بمحاصرتها وحرمانها من الامن والغذاء، والموت جوعاً ، وكأن هؤلاء لم يعودوا في نظر النظام من المواطنين السوريين الذين يتبجح بأنه رئيسهم ، وقد شارف العديد من المواطنين في هذه المناطق المحاصرة على الموت ، ولم يتحرك النظام لانقاذ حياتهم ، لا بل أمعن في حرمانهم من فرص الحياة التي هي حق لكل إنسان على سطح الكرة الارضية .

لابد بعد نجاح عملية الهدنة ووقف اطلاق النار من الجلوس على طاولة المفاوضات من أجل وضع خطوات الحل السلمي ، وهو الحل الذي لابد من حرمان كل الاطراف الذين أوغلوا قتلاً وتشريداً في صفوف أبناء الشعب من خلال تشكيل حكومة وطنية، تأخذ بعين الأطراف أن داعش وأخواتها والنظام وأتباعه ليست في وارد قطف ثمرة وقف اطلاق النار ، ولا الاشتراك في تشكيل حكومة وطنية ، وعلى هذه الحكومة أن تضع برنامجاً يقوم على اعمار ما دمرته الحرب ، وتهيئة المواطنين من خلال دستور جديد بعيد عن عملية توريث السلطة التي جاء بشار من خلالها ، وقانون انتخاب ديمقراطي يقوم على تمثيل كل مكونات الشعب السوري ، دون فرز عرقي أو طائفي ، فأساس العمل السياسي المواطنة التي تجمع الجميع .

إن اعلان النظام السوري لإنتخابات في منتصف الشهر القادم / نيسان تؤكد على عملية التفاف النظام على مصالح الجماهير ، فهو ما زال يعيش بعيداً عن واقع الحقيقة ، والألم الذي أصاب سوريا بسبب اصراره على ممارسته السلطة ، والامعان في القتل والتآمر على حقوق أبناء الشعب السوري ، ففي دولة ممزقة مشرد أكثر من نصف سكانها، و بسبب جعل سوريا مسرحاً لملالي الفرس تارة ، وأخرى على أيدي بوتن بتحالفه مع نتنياهو لحفظ مصالح الكيان الصهيوني تارة أخرى ، هل تقوم إنتخابات حقيقية ، وفي ظل نظام دموي قاتل مجرم بحق المواطنين ، لا يخجل من كونه ليس بالنظام الشرعي ، ولا يقبل به أحد ، فلو كان نظام بشار مقبولاً ، لماذا يهرب السوريون خارج حدود بلادهم، ولا يذهبون للمناطق التي بقيت تحت حكم النظام لحمايتهم ؟ .

ليس هناك من عاقل يظن أن هناك ظروف ملائمة لقيام انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا في ظل النظام ، ثم ليس هناك من يظن أن إنتخابات مشروعة في ظل غياب أكثر من نصف البلد خارج حدود الوطن ، بفعل التشريد الذي أصاب الجماهير السورية ، بسبب القتال الذي مزق الأطراف السورية ، وسوريا في ظل غياب النظام وحلفائه يمكن أن تعود الحياة فيها ، نظراً لأن الشعب السوري قادر على اعادة البناء وتوفير متطلبات الحياة ، وتمكنه من البناء والتطور، ووضع لبنة البنية التحتية من جديد التي ترتكز عليها سوريا ، لبناء وحدتها وامنها واستقرارها.

dr_fraijat45@yahoo.com





الثلاثاء ٦ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.