شبكة ذي قار
عـاجـل










بدموع صادقة و قلوب كسيرة تعتصرها لوعة الفراق الممزوجة بروح الايمان بقدر الله سبحانه و تعالى و ارادته ، ودع المناضلون البعثيون و مقاتلوا جبهة التحرير العربية أحد أهم القيادات العسكرية لجبهة التحرير العربية و الثورة الفلسطينية و الجيش العراقي الأغر.

الرفيق القائد الفريق الركن " رومل كامل العزة " الذي انتقل الى جوار ربه ظهيرة يوم الإثنين الموافق لـ 25/4/2016 بعد رحلة طويلة و شاقة من النضالات و التضحيات التي قدمها الفقيد على امتداد أربعين عاماً من النضال المستمر ، شيع جثمانه الطاهر يوم الثلاثاء من مشفى مدينة الحسين الطبية الى مقبرة " آل العزة " في ام الحيران ليوارى جثمانه الطاهر الذي التف بعلمي فلسطين و جبهة التحرير العربية و المحمول على أكتاف أبنائه و رفاقه و ذويه و محبيه و بحضور مئات المشيعين من ذوي الفقيد و محبيه و رفاقه من قيادات و كوادر البعث و مقاتلي الجبهة و كوادر مكتب الطلبة و الشباب المركزي للبعث ، الذين لم يحل اعتقال جزء منهم من موكب التشييع ، من المشاركة بتشييع الفقيد باللباس الزيتوني.
و اختتم مجلس عزاء الفقيد العزيز و الذي اقيم في جمعية آل الهلسة الكرام الكائنة في منطقة دابوق مساء الأمس الخميس بعد ثلاثة أيام من عزاء الفقيد الذي توافد عليه آلاف الشخصيات الوطنية و القومية و كوادر البعث و قياداته التاريخية و محبي الفقيد و أبناء عشائر العزة الكرام .
رومل الذي غادرنا جسداً عن اثنين وسبعين عاماً من حياته الحافلة بالتضحيات ، كان قد ولد في قرية بيت جبرين بجبل الخليل عام 1944م ، لأب مناضل كان أبرز وجهاء عشيرته و أحد أعضاء الحزب الوطني الاشتراكي الذي كان يقوده المناضل الراحل سليمان النابلسي ، وبعد أن أنهى "رومل" دراسته الثانوية التحق بالكلية العسكرية في بغداد، بعد انتمائه مسبقاً لحزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية.

وبعد تخرجه من الكلية العسكرية عام 1973 التحق مقاتلا في قواعد جبهة التحرير العربية في الجنوب اللبناني، وما لبث أن أصبح قائداً عسكرياً لقوات الجبهة في الجنوب، وفي منتصف السبعينات أصبح قائداً لقوات جبهة الرفض في الجنوب اللبناني، واستطاع بناء علاقات طيبة مع مقاتلي الثورة الفلسطينية بجميع فصائلها، ومع أبناء شعبنا من أبناء المخيمات و أهل الجنوب اللبناني الذين ما زالوا يحفظون له المواقف ، و يتحدثون عن الخلق الرفيع و الشيم الأصيلة لرومل و رفاقه من مقاتلي جبهة التحرير العربية .

رومل الذي كان يتصدر صفوف رفاقه في القتال ، خاض جميع معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية وعروبة لبنان في مواجهة القوى الانعزالية وقوات الاحتلال الصهيوني، وكان مثالا للفدائي الفلسطيني الشجاع ، كما اشرف بنفسه على تدريب عدد من الرفاق الفدائيين الابطال في جبهة التحرير العربية الذين قاموا بتنفيذ العديد من العمليات الموجعة التي نفذت وراء خطوط العدو الصهيوني ، كما كان له دور بطولي بارز في الدفاع عن الثورة الفلسطينية اثناء الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 ، ليغادر في صيف العام ذاته مع مجموعة من رفاقه الفدائيين الى بغداد ملتحقاً بالجيش العراقي البطل في مواجهة العدوان الصفوي الفارسي ، ليخوض مع رفاقه مئات المعارك في قادسية صدام التي اصيب باحد أشهر معاركها "معركة البصرة" و لم تمنعه اصابته من اكمال دوره النضالي في المؤسسة العسكرية العراقية ، ليكمل مسيرته في القتال ضد قوات التحالف الثلاثيني في ام المعارك الخالدة.

تدرج القائد رومل الذي كان احد ابرز قيادات جبهة التحرير العربية في الميدان العسكري، واصبح مسؤولها العسكري، في الرتب العسكرية الى ان اصبح برتبة لواء، وقد استحق رتبة "فريق" الا ان احتلال بغداد حال دون حصوله على هذه الرتبة رسمياً، وشغل اثناء وجوده في بغداد وظيفة ضابط التوجيه المعنوي في الكلية العسكرية، واصبح مسؤولا لمكتب جبهة التحرير العربية في بغداد.

و عند غزو العراق في العام 2003 م قاتل الرفيق رومل مع رفاقه الأبطال و شارك في التصدي للعدوان الامريكي الصهيوني العالمي على العراق طيلة ايام المعركة ، و بعد وقوع الاحتلال عاد الرفيق الراحل " أبو كامل " ليستقر في عمان بعد مسيرة طويلة من النضالات و التضحيات و البطولات اتسمت بالنقاء و الشرف و نظافة اليد و الاخلاص لمبادئ الامة و ثوابتها.

و إننا في البعث اذ نزف للامة نجماً جديداً استقر في سماء الفداء فإن عزائنا بك يا "رومل " هو ما تركته لنا من تاريخ مشرف كتب بنضالاتك و تضحياتك العظيمة و بفلذات أكبادك الذين أحسنت تربيتهم و برفاقك و أبنائك المخلصين لدربك و لما زرعته في نفوسنا جميعاً ...

رومل ايها القائد و الفدائي ايها المناضل الصادق النقي كن واثقاً بأن ما زعته قد أثمر و سيبقى مثمراً باذن الله زاهياً بألوان لواء العروبة الخفاق و انت فينا الرفيق و المعلم و القائد ننهل من صفاء عقلك الحكمة و من لهيب ايمانك الثبات و من صبرك الصمود و الجلد و ننضوي تحت جناح ذكراك الخفاقة برسالة البعث بكل الفخر والاعتزاز لنلتحق بموكب نضالك و نكمل مسيرتك بذات الطهر و الصفاء الذي علمتنا اياه.

سلام عليك يا أبا كامل .... و رحم الله روحك الطاهرة ... و عهداً علينا بأن نبقى على عهدك و دربك يا شهيد الشرف و الطهارة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 





الاحد ٢٤ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.