شبكة ذي قار
عـاجـل










إن ظاهرة الفسـاد تُهدد سـلامة أمـن المجتمـع اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وينقضُ على القيم الاصيلة للمجتمعات ويفككها ، لان الفساد ينمـو في حالة توقف عمل اجهزة الدولة وسبات المجتمع والدولة عن الاصلاح الشامل النهضوي .

تتوفر الظروف الملائمـة للمفسدين للعبث في مقدرات الامة في حـالات استثنائية اهمهـا فقـدان الضوابط القانونية والاخلاقيـة وتمكن المفسدين من توجيه السلطة بمسالك السوء والفساد .

إن انتشار ظاهرة الفساد المالي في الاقطار العربية ونيجيريا وافريقيا وروسيا سببا ليصبح الفساد حديث الصباح والمساء للمواطن والسياسي والصحفي والمسؤول ودول العالم مما دفع بريطانيـا للاستفادة من هذا الضجيج والصخب لتمتطي حمـار النزاهـة والمدافعة عن الشفافية والنظام الاقتصادي العالمي فاصدرت قرار حكوميا في الحادي عشر من الشهر الجاري يدعوا لقانون محاربة الفساد . ورحبت منظمة الشفافية العالمية في هذا القرار ورحب المقهورين من الفساد واعتبروه بادرة جيدة قد تعيد لهم بعض من حقوقهم .

دعونـا نستعرض الفساد في العراق واسبابه وموقف بريطانيا تحديدا منه لنستقرء النوايا البريطانيـة في قرار حكومة ديفيد كاميرون .

أولا : بريطانيا شاركت في احتلال العراق وساهمت مساهمة لا تقل إجراما عن شركائها في جريمة الاحتلال وتتحمل اوزار ما حدث للعراق بذات القدر الذي تتحمله أمريكا وإيران وباقي الدول المساندة للاحتلال الذي ليس له سابقة تاريخية لا من حيث الدوافع والاسباب ولا الى مآلـت اليـه أوضـاع العراق بعد قرابة عقد ونيف من احتلاله . بريطانيا المسؤولة والمهيمنة توافقيا مع المحتل الامريكي على السياسات المالية والبنوك في العراق . ومحاولة من إيران لتقاسم المغانم المالية مع بريطانيا قامت إيران باختطاف الخبير المالية واربعة من مساعدية من داخل وزارة المالية العراقي في 29 أيار 2007 وهو المسؤول عن ادارة وزارة المالية العراقية . وبريطانيا تعرف الشارد والوارد ماليا للعراق والمسؤولة مناصفة عن تهريب أموال العراق وسرقتها .

ثـانيـا : سـاهمت بريطانيـا وبقـوة لمشاركة أمريـكا بقرارها الاجرامي الخطير وهو تفكيك كيان الدولـة العراقيـة مـن خلال حـل أهـم ركـائـز الدولـة وهـي الجيـش والامـن عندما تم حل وزارة الدفاع والوزارات ذات العلاقة بالامن الوطني والمخابرات والتشكيلات العسكرية الهامة مثل الحرس الجمهوري والحرس الخاص . إن هذا الاجراء مدروس لتدمير المجتمع العراقي لان المجتمع أصبح بدون ظهيـر يحميـه من شذاذ الافـاق اللذين جلبهم المحتل ليكُون منهم دمى نتنــة لمجلس حكم يقوده بريمر ومن بعدها حكومات تابعة بذل للمحتل . حينها انتُهك القانون وفُـقد الامان واصبح الفساد هو المحرك لنفوسهم وبفعل تراكمي فقًد شعب العراق ألف مليار دولار بدراية وتشجيع المحتلين الامريكان والبريطانيين والايرانيين وجموع جوقة الاحتلال لانهم فككوا الدولة العراقية فاصبح العراق شريعة غاب يحرسها فقراء النفوس وجياع الضمير وشذاذ الافاق. فاكثروا فيها الفساد .

ثـالثـا : عدد كبير من جراء المزبلة الصفراء برلمانيون ووزراء ورئيس الوزراء الحالي وسفراء ومدراء عامون ووكلاء وزارات من حملة الجنسية البريطانية وحكومة ديفيد كامرون وسابقتها تعرف جيدا ماذا كانوا يملكون ويعملون هؤلاء قـبل الاحتـلال وجلهم متقاعدون نفسيون وعمال في محلات بيع الهواتف وفي السوبرماركت وليس من بينهم واحد كان ذا قيمة في بريطانيا. في تحليل مقارن بسيط بين حالهم جميعا قبل الاحتلال وحالهم وما يملكون في بريطانيا تحديدا الآن فان العجــب وحــده لا يكفــي إلا عجـب العجــاب . انها أرقـام خيالية في البنوك ومسـاكن لايملكها اغلب العوائل من اغنيـاء بريطانيا منها في حي مافير المطل على هايد بارك في لندن ،ومنطقة ريجنت بارك ومنطقة بروندسبيري وغيرها من المواقع السكن الاستراتيجي .

رابعـا: نتمـاشـى إفتراضـا يجافـي الواقـع مع مبداء حـسن النيـة للحكومـة البريطانيـة ، هــل تعــيد بريطانـيا الاموال المنهوبـة لخزينـة الدولـة العراقية وكيف تحدد بريطانيا من هو المالك الحقيقي للاموال المنهوبـة ؟ هل قامت بريطانيا باعادة الاموال العراقية المنهوبـة سابقا أثنـاء الحصـار وما سرق من البنوك بُعيد الاحتلال من بغداد والبصرة على يد قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية تحديدا؟

ونذهب بعيدا عن العراق ، لقد طالب الليبين في منتصف شهر نيسان الماضي باسترجاع 95 مليار جنية استرليني أي ما يعادل 175 مليار دولار و 300 طـن ذهب من بريطانيا وهذه الاموال مسجلة وموثقـة دون لبـس فرفضت حكومة كاميران ارجاعها ولم تسمح للنقاش فيها ولدى بريطانيا الاستعداد ان تقسم ليبيا وتجعل الدمـاء تسييل فيها من اجل ان لا ترجع هذه الامـوال وكذلك طالبت الحكومة النيجيرية بارجاع الموجودات التي سرقت من نيجيريا ورفضت ايضا حكومة كاميرون الطلب . ولم ترجع سنت واحد الى مصـر .

إن بريطانيـا تمـارس الخداع مع العالم بخـبث معهـودة بــه لا يجاريها فيه شياطين الانس والجـن ، انها تمارس الجريمة في احتلال البلدان وتقهر الشعوب وتدعي الحريـة وتسـرق الخيرات وتشجـع اللصوص وتنـادي بالشفافيـة . أن قرار حكومة كاميرون في قمة مكافحة الفساد أعلامي بامتيـاز لانهم مشاركين وبفعالية لما آلت اليه الاوضاع في العراق وليبيا وغيرها من البلدان التي تتعرض للنهب والسرقة .
 





الخميس ١٢ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.