شبكة ذي قار
عـاجـل










سلاما يا فلوجة الخير التليد ... سلاما من كل مكر وكيد ... سلأما لأرضك ومياهك وتأريخك الرشيد .. سلاما للمساجد والمآذن وللصوت المجيد. سلاما للحياة وهي تُّمتحن من جديد . انها الفلوجة ولاغير في حروبها الأولى والثانية والثالثة ولا ندري ربما رابعة وخامسة لأنها شوكة في عيون أعدائها وحاسديها ومنارا للدين والشريعة ومواقف وطنية كفوءة خالدةعلى مر العصوربما أمتازت به هذه المدينة الخالده من وحدة وطنية جمعت مختلف الأديان والمذاهب والقوميات عاشت على ارضها الطاهرة و شموخ وعز انساني خالدومسيرة لشرع الله متميزة ومحفورة في علم وذاكرة ونبوغ المئات من علماء الدين والشريعة ممن حباهم الله بالتفقه بالدين الحنيف أضافة الى مقاومتها الشجاعة للاحتلالين البريطاني عام 1920 والأحتلال الأمريكي عام 2003 وأنحيازها للحق اينما كان جعلها مستهدفة بكل ما فيها علمائها ورجالها ونساءها وماءها وهوائها ودورها الوطني ولا يستثني هذا الأستهداف الطفولة والحلم والآمال والأرض والدين ومصائر العالمين .

تحتل الفلوجة مكانة بارزة في قائمة مدن العر اق منذ ان فتحها سيف الله المسلول خالد بن الوليد في عصر الخليفة الراشدعمربن الخطاب رضي الله عنه والى يومنا هذا فلكونها مدينة اشتهرت بوجود أكثر من 500 مسجد فيها وخرجت المئات من علماء الدين الأفاضل من مدارسها الدينية الخاصة تعج بهم اليوم مساجد العراق في كل مكان وعدد من مساجد دول عربية واسلامية أخرى يذكر فيها اسم الله ويعلو ذكره فهي تمتاز بموقع جغرافي وعسكري مهم لوقوعها على مسافة لا تبعدعن بغداد بأكثر من 60 كم وعن مركز محافظة الأنبار بحوالي 45 وأن من يسطير على هذه المدينة يكون قد تحكم بطرق المواصلات الرابطه بين بغداد والطرق الخارجية التي تربط العراق بالدول المجاورة كسوريا والأردن والسعودية وهي ثاني اكبر مدن محافظة الأنبارومن اكبر اقضيةالعراق قاطبة أضافة الى وقوع قسم من مدن القضاء على حدود محافظات العراق الوسطى وان اي خلل في الفلوجة ينعكس سلبا على الأوضاع الأجتماعية والسياسية والعسكرية للعراق كافة .لقد مرت الفلوجة منذ الأحتلال الأمريكي الغربي للعراق بأزمات عديدة ومرت بمحن وزلزلت الأرض تحت اقدام الطغاة فيها مرات ومرات وفي كل مرة تخرج الفلوجة من مأزق حتى تدخل في آخر أمرّ منه وهي أشد صلابة وأقوى ايمانا وأكثر اقتدارا على المجابهة وعندما يعتقد الكأئدون انهم على اذلالها قادرون يأبى الله الا ان يعيد لهذه المدينة الباسلة مجدها وعزها وصوت الحق الناطق من مآذنها فالفلوجة لن تستسلم ولن تركع الآ لله لأن فيها ولها رجال يملكون عزما اقوى من عزم الجبال ولها مواقف غانمة ومعارك شرسة ضد الأحتلال الأمريكي وقواته الغازية والذي عجز وبكل ما يملك من قوة من دخول المدينة اكثر من مرة حتى استخدم فيها احدث الأسلحة وأخبثها وأكثرها ضررا ثم استولى عليهاداعش وخضعت لحصار مطبق دائمي من جميع الأتجاهات خارجه القوات الأمنية العراقية وداخله قوات الظلالة داعش التي لم تبق لأحد متنفسا الا وقضت عليه فشهدت المدينة بذلك أزمات انسانية خانقة وويلات صلدة مؤلمة وكوارث لا توصف وضيم لا يتحمله بشروقتل مباح من حميع الأتجاهات لا يخضع لقانون انساني مطلقا حولت السكان الى نازحين يفترشون الأرض ويتغطون بالسماءبلا مأوى وبلا غداء وبلا دواء يشكون ضعفهم وقلة حيلتهم وعنائهم الى الله وينتظرون ساعة استجابة لتخلصهم من ضيمهم هذا . وما ان اشتد الحديث عن تحرير مدينة الفلوجة وقرب زحف القوات المسلحة العراقية والحشد العشائري لتحريرها حتى تعالت الأصوات التي تصف الفلوجة بأوصاف لا تليق بسمعتها وتأريخها بأنها مدينة الأرهاب او مدينة الأفاعي او منبع التكفيريين وهي شعارات طائفية بأمتياز يثيرها الجهلة والمتخلفون الذين يتصدرون المشهد السياسي العراقي اليوم وهم لا يفهمون ما تعنيه كلمة السياسة وكلما تصورنا ان جراحاتنا قد ألتئمت حتى تتعالى صيحات الفاسدين والمفسدين من هؤولاء المتاجرين بدماء العراقيين لينفثوا بسمومهم وحقدهم على العراقيين جميعا ليفسدوا تلاحمنا الوطني وتعايشنا السلمي وموقنا الموحد ضد اي اعتداء على العراق وشعبه اينما كان ومن اين كان مصدره وكأن غايتهم ليس تخليص الفلوجة وسكانها من محنتهم وأعادة المهجرين منهم الى ديارهم والحفاظ على اموالهم وممتلكاتهم من العبث كما حدث في اماكن اخرى مشابهة بل كان ظهورهم من على شاشات التلفزة يوحي للمشاهد وكأنهم هم الذين يقودون معركة تحرير الفلوجه وهم اساس مشكلة العراق وجوهرها ليحسنوا من صورتهم التي نبذها الشعب بقوة وقاد مظاهراته العارمة للمطالبة بالتغيير والأصلاح الشامل لكل مؤسسات الدولة العراقية ونظامها السياسي الفاشل .

ان الواجب الوظيفي والأنساني والأخوي يتطلب منا جميعا وحدة الكلمة ووحدة الموقف وعدم المكيال بأوزان مختلفه بين هذا وذاك كما ان صدق النوايا يقتضي تخفيف المعاناة عن مئات الالاف من الناس وتلبية الحاجات الضورية لهم من غذاء ودواءوخدمات ومساعدات آنية لأن متطلبات الحياة تكون قد نفذت والموت يحاصر المدينة من كل الجهات وأن الحفاظ على اموالهم وممتلكاتهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم واجب وطني ومحبتهم واجب انساني وديني من شأنه ان يعززوحدة العراق ومجتمعه ويحفظ للعراق هيبته وأمواله وللشعب حقوقه ومستقبله كما ان تفكير المسؤول يجب ان يكون منصبا على خدمة الناس بنزاهة وشفافية وتجرد لا ان يكون همه السعي وراء الدنيا وملذاتها بالكسب غير المشروع وخيانة الأمانة والعهود لأن من اراد الدنيا فلا ينال منها الا القلق والتعب والعذاب والسمعة المشينة ومن أراد الأخرة وسعى سعيها كان سعيه موفقا ومبرورا

ان من الحكمة ان نبارك اي جهد يهدف الى تحرير الارض والأنسان اينما وجد لكن علينا ان نستنكر اي توجه يثير النعرات الطائفية ويقطع جسور الأتصال بين ابناء الشعب الواحد وان لا تتحول المعارك ضد داعش الى تحشيد طائفي وقصف عشوائي ينال الأبرياء من الناس وبالتالي نكون وبدون قصد قد ساوينا بين الضحايا من سكان الفلوجة وبين من يحتل أرضهم ويشيع القتل والدمارفي ديارهم

اللهم احفظ الفلوجة من كل سوء وأهلها من كل كيد وفك اسرها وحصارها وديارها
وأحمي ارضها وسمائها ونباتها ومحبيها
لا اله الآ الله صادق الوعد وناصر المؤمنين
 





الجمعة ٢٠ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة