شبكة ذي قار
عـاجـل










حين تصير أسلحة العماء الشامل في متناول أيادي وعقول جوفاء

روج الأمريكيون منذ معارك العدوان الثلاثيني على العراق 1991 لاصطلاحات ومسميات عسكرية وحربية جديدة منها " القنابل الذكية" ، و "الحرب النظيفة" ، و" الموت بنيران صديقة" ، عندما يخطأ القصف والسلاح في تحديد الهدف المطلوب وضربه بدقة ، ذلك هو شأن الأمريكيين في حروبهم وأغراضهم كانت مكشوفة ولا تنطلي على أحد، وقد اعتدنا على تكرار حماقاتهم، سواء في غبائهم أو في مكامن وتجليات التعبير عن عبقريتهم المغرورة بنرجسية الأنا العظمى التي تمارس القتل الكيفي والمقصود ضد شعوب وأقوام عديدة.

أما أن يتحول السلاح بيد كائن منقرض مثل المدعو اوس الخفاجي، وأمثاله، والذي تصنع منه هذه الأيام بعض الفضائيات نجما من نجوم " حرب تحرير الفلوجة" وقائدا من جحوش الحشد الشعبي المهاجم ، فهي تجسد فعلا إظهار حالات غرائبية في الاكتشاف والعبقرية لمميزات مثل هذا الغباء الطائفي، والكشف من حيث لا تعلم، عن شحذ أدوات جرائم الشحن الطائفي الأعمى على نطاق غرائبي.

ما سمعناه ، فهو عجب عجاب، حين يبرر مثل هذا المعتوه ، وعلى فضائية دجلة مساء الخميس 26 مايس 2016: إن الصواريخ الإيرانية التي تستهدف قصف الفلوجة، وهي تحمل صور المجرم نمر النمر، إنما هي تستهدف بالضبط أفراداً من أؤلئك السعوديين الدواعش الموجودين والمندسين في الفلوجة ؟ .

كنت بحكم اختصاصي ودراساتي الواسعة واطلاعي حول أسلحة الدمار الشامل وأسرار الحروب البيولوجية التي طورتها مخابر البنتاغون[ لي رسالة دكتوراه موسومة" أخلاقيات البحث العلمي في أسلحة الدمار الشامل] ،أعلم بوجود أسلحة بيولوجية كثيرة وخطرة وهناك فيروسات تستهدف بالإصابة الانتقائية مجموعات أثنية أو أقوام بحكم، توجيهها نحو الخصم ، وراثيا للارتباط بمكونات الحامض النووي البشري، وبعض الجينات المحددة نوعيا، لدى كل جنس أو مجموعة قومية أو حتى لدى الأجناس البشرية كالجنس الأصفر والزنجي والأبيض وغيرها فتصيبه بيولوجيا وتدمره فتسممه وتقتله.

أما اكتشاف عبقرية أسلحة الدمار الشامل لدى جماعات الحشد والمليشيات الطائفية في العراق، فلم تخطر ببالي، إلا عندما سمعت عنها على لسان المعتوه المدعو أوس الخفاجي وأنصاره ، فاندهشت عند سماعي بامتلاكهم نوع من الأسلحة الفائقة الذكاء، والمفرطة الدقة، وهي تتمكن من فرز وتحديد موقع ذلك السعودي الداعشي وتطارده أينما كان في الفلوجة والتمكن من قتله من بين عشرات الألوف من السكان المحليين الأبرياء ، انتقاما لإعدام نمر النمر في السعودية قبل أشهر، ويضيف مشيرا في زهوة حقده الطائفي: إن تلك القذائف التي تتهاطل على أهلنا في الفلوجة يوميا بآلاف المقذوفات، وهي تحمل صور خميني و خامنئي و أسماء آل البيت العلوي تارة، وأسماء قتلى الحشد الطائفي في سوريا والعراق، وكذلك صور مجرمين وإرهابيين مثل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، هي رسائل مذهبية، تصيب أهدافا وأسماء طائفية معينة في الفلوجة والانبار،.

أتساءل أمام هذا الهراء، هل أن هذا المعتوه وغيره كقاسم سليماني يعتقدون إن تلك الصواريخ ذكية ومبرمجة وفق تقنيات فارسية عالية الدقة والتصويب، خاصة تلك القذائف الإيرانية الصفوية الطائفية التي صارت تشتغل وتندفع بطاقة نيرانها الحارقة نحو أهدافها الطائفية المرسومة ، وفق مبدأ فيزيائي جديد هو: ( لكل فعل داعشي إجرامي هناك رد فعل طائفي واسع أكثر إجراما ) ، وليس وفق قانون نيوتن الشهير الذي تعلمناه في علم الميكانيكا وقوانين الدفع النفاث: ( لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه ) .

إن إحداثيات القصف، وتحديد المورثات والعوامل الوراثية باتت حلما لأصحاب الجريمة ، وقد أعمت أفعالهم ما يسمعونه من دعاة الخطاب الطائفي، فظنوا أنهم يجيدون القصف ويفرزون الأهداف؛ في حين إنهم أصيبوا بالعماء المطلق وبالجهل والغباء المستديم كعاهة طائفية لا شفاء منها ، هذا الغباء الذي ليس له نظير يتجلى بأبشع صوره بما نراه في أفلام يحرصون على بثها وتسريبها، نراهم يقتلون الأبرياء من أبناء شعبنا في حرب ليست نظيفة ولا دقيقة الأهداف، ولكنها باتت واضحة الأغراض والمرامي الصفوية.





الاحد ٢٢ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.