شبكة ذي قار
عـاجـل










يطرح هذا السؤال بصياغات متعددة، ولكنه يبقى يحوم حول جوهره المثير للأسئلة .

الصراع المسلح اتضحت كل تفاصيله والأمر لم يعد يدور حول شماعة داعش ... بعض أطراف اللعبة لا تتمالك نفسها، وتفقد كل رزانة عندما يتعلق الأمر بشعارات القتل والإبادة، فيتملكها الهياج وتطلق الشعارات والمقولات التي تنم عن الأمر وحواشيه. ثم تأتي بعدها شعارات التوسع الطائفي. الأمر غدا مفهوماً حتى لمن له عين واحدة ماذا يدور في الفلوجة، وماذا دار قبلها في مدن أخرى، وهذا السبب بالضبط الذي يدفع الناس في كل مكان للقتال، لأنهم ببساطة ليس لديهم خيار آخر، بل قل بالاحرى لم يدعوا لهم خيار آخر ...

لا أبالي بتصريحات حكومية، ولا بمن يعتبر نفسه مسؤول، يعلم الجميع أن ما يدور في العراق وغير العراق هو صراع إرادات أجنبية تريد أن تفرض واقعاً سياسياً جديداً وللأسف وجدوا من بيننا من أرتضى أن يكون مركباً لهذه النوايا والأطماع، لينال شيئاً ..... ما هذا الشيئ ...؟

أنا من خلال معرفتي الشخصية بالناس، أنهم يتصرفون في قضية العراق وغير العراق ، على أنه مركب / سفينة غارقة /، وفي القانون البحري كل ما تستطيع إخراجه من المركب حلال زلال، قل ما شئت ... أنها لغة قراصنة، لصوص مافيا محترفون، أوباش قل نظيرهم في التاريخ ... قل ما شئت، وماذا يفيد ما تقول ... ولكن لماذا هذا القتل المجاني في الطرقات بدون سبب وداع ..!

كل العراقيين قاطبة يعلمون أساليب ومحاور التدخل الأجنبي، وقد حاول هؤلاء أن يجعلوا العراقي يقتل العراقي وينهبه، ويغتصب بناته، بل ويتلذذ بشويه كما يشوي الخروف ... ولكنهم لم ينجحوا ولذلك عادت القطعان الأمريكية لتفعل ذلك بطرق " راقية " أن تصنع خونة مهذبين، فيما أهتمت جارتنا الشرقية بإنتاج خونة ولكنهم مبتذلين، ولما وجدوا صعوبة في بحثهم، وصعوبة في تجنيدهم، جاؤا بهم في فيالق تحمل أسماء ورموز باتوا يسيئون لها يا للأسف.

لا يهمني ما تقوله الحكومة، فهؤلاء لا يملكون من أمرهم شيئاً ... أكثر من حقهم بالتجشوء والتثاوب والنعاس، وتناول فاخر الطعام، وأرتداء ملابس ليست على مقاساتهم وهكذا يفعلون، فيتورطون أمام العدسات والصحفيين والناس أجمعين ....

أذكر مرة قبل سنتين أو أكثر أو أقل .. سألني محاور ماذا بعد ....... وكانت واحدة من المعارك، وأذكر قلت له حتى رماد العراق يحترق، فلينظر من يريد أن ينظر في أمره، لست مختصاً بتقديم النصائح لأحد، ولكننا طالما كما يقول العراقي نتحاور ونتطالس بود ومحبة، أقول لك وأنا أرى نهاية النفق، أراه بعقلي وليس بعيني، فأنا مؤرخ مجاز من أقدم كليات الاستشراق في المانيا والعالم، درست التاريخ ليس كرونولوجياً، بل درسناه كقواعد علمية، ومنها نستخلص عبر التاريخ وكيف تتشكل الخطوات ثم المراحل، علمونا الديالكتيك بدقة تامة ومن هنا أقول لك ...... هذا المشروع مهزوم ... مشروع إبادة العراق مهزوم ... المعركة صعبة جداً ولكنهم مهزومون، بل وبعضهم ( عقلائهم ) يعلم ذلك علم اليقين، أقول لك هذا علم العارف المتيقن، يعلمون أنهم يحرثون في البحر، فيحاولون تجربة مراهم وعلاجات جديدة، وكم مرة قرأنا أن النطاسي البارع لم تنفعه علاجاته ....! فجاءت حسابات البيادر خلافاً لحسابات الحقل .....

طريق التيار الوطني القومي التقدمي هو التيار الذي ينقذ العراق من مآسيه ، وليس سواه ... التيارات الظلامية لم تقد العراق إلا إلى الخراب والدمار ... كفى لمسرحيات الدم المراق بالمجان ... يبعدون داعش إلى ما وراء بيجي، ثم يجري تفجير معمل غاز التاجي، لماذا ..؟ لكي يستورد العراق الغاز من مصادر أجنبية.

 المشروع الوطني مقابل المشروع التدميري، لا يهمنا من يحكم العراق من أي دين أو طائفة، نريد نظاماً يبني المدارس ويقيم الأمن والعدل ويشيد المستشفيات، ولا يفرق بين العراقيين، لا يجتث الوطنيين، إرضاء للأجنبي. هذا هو برنامجنا ..... وبه سنهزم قوى التدخل وأذنابها ...

المهزومون الرئيسيون إثنان .......

الولايات المتحدة ، وهذه جلبابها عريض وواسع يتحمل الخسائر، ولتكن صفعة تشابه صفعة فيتنام، وربما أقسى قليلاً، فيذهب الديمقراطي ويأتي الجمهورية وبعد الديمقراطي وهو يتمترسون وراء قوة سياسية واقتصادية وعسكرية عملاقة، وخطاب يجمع بين السفاهة والأبتذال، وبين المرح، والجدية، سيتحدث مسؤول يبرر لهم الهزيمة، ويعد بفتح صفحة جديدة، ويا دار ما دخلك شر ....

ولكن قل لي كيف سيتحمل الهزيمة الإيرانيون ، وهم من كرسوا برامجهم السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية وكل موارد البلاد، ولعبوا ببراغي عقول الناس، ناسهم والناس الآخرين. بالطبع هناك من انطلت على البعض لعبة الثعلب فات فات وبجيبه سبع لفات ... سينهزمون ... ولن تصمد سفينتهم الهشة أمام الهزيمة .....

 مشكلة الثعلب أنه يعتقد بأنه عبقري .... ونحن نعلم أن السوق مليئ بفراء الثعالب ...........

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 المقال جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ ٣ / أيار / ٢٠١٦
 





السبت ٢٨ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. ضرغام الدباغ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.