شبكة ذي قار
عـاجـل










في عام 2008، أي بعد خمسة أعوام من الاحتلال الفارسي الصهيوني للعراق، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا عن الأوضاع السيئة في البلاد وما يعانيه الشعب العراقي من قتل واختطاف ونهب وسلب وتهجير، وازدياد العنف ضد الفتيات والنساء، ناهيك عن سوء الخدمات والفقر المدقع. وأكد التقرير ان تلك الفوضى قد أدت الى تمزيق الوطن تمزيقاً مريعاً في حين ان الوطن بكافة شرائحه كان يعيش في عهد الشهيد صدام حسين في سلام ووئام.

لقد ورد في التقرير انه على الرغم من وجود قوات عسكرية وأفراد امن وشرطة عراقية وأميركية كان واجبها تأمين سيادة القانون، الا انها لم تفلح ليس نتيجة تحكّم الأحزاب السياسية الموالية للمحتل الفارسي الصهيوني بالوضع في البلاد فقط، بل لأن تلك القوات كانت قد ضمنت رضا الأحزاب السياسية المذكورة التي اعتمدت على تلك القوات في سبيل فرض سيطرتها كما انها ضمنت الإفلات من العقاب.

انتعش الاقتصاد العراقي في تلك الفترة خصوصا بعد ارتفاع سعر النفط ووصوله الى ارقام قياسية. وعلى الرغم من ذلك، لم تقم الحكومة بواجبها في تأمين الخدمات الأساسية والضرورية متذرعين بذلك الى أعمال العنف التي سادت البلد. الا ان السبب الجوهري هو سوء التخطيط وعدم وجود الكوادر المؤهلة والمهنية. لقد اعتمدت الحكومة على عصابات من اللصوص لا يفقهون في الوطنية وفي المهنية شيء. ومن أسوأ العوامل التي أدت الى هذه النتائج هي قرارات حل الجيش العراقي وإجتثاث البعث.

تطرق تقرير منظمة العفو الدولية الى أوضاع حقوق الانسان حيث وصفها بالكارثية. فقد قتل خلال السنوات الخمس التي تلت الاحتلال عشرات الالاف من المواطنين نتيجة جرائم اغتيال متعمدة وهجمات إرهابية شنتها ميليشيات موالية لإيران بعمليات طائفية مرسومة ومدروسة لترهيب الأهالي واجبارهم على ترك مناطقهم وممتلكاتهم.

على الرغم من ذلك كله، أكد التقرير ان الحكومة العميلة قد تقاعست عن اتخاذ أي تدابير تجاه انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها القوات الأمنية التابعة للحكومة والأحزاب العميلة، ولم تقم الحكومة بتقديم المجرمين الى العدالة، ومن بينهم ميليشيات تابعة لجيش المهدي، وفرق الموت في وزارة الداخلية، ومجموعات عمار الحكيم، وقوات بدر المرتبطة بقاسم سليماني.

أدانت منظمة العفو الدولية بتقريرها المذكور والصادر قبل 8 سنوات، أدانت وبدون تحفظ، الأوضاع اللاإنسانية في العراق والتي ترتكبها الحكومة العميلة بأيادي ميليشياتها ومجرميها بكل طوائفهم، كما اعتبرت ان الهجمات المرتكبة ضد الشعب من خطف واحتجاز للرهائن وتعذيبهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وطالبت المنظمة تقديم المسؤولين عن عمليات قتل المواطنين وترهيبهم وتهجيرهم وتعذيبهم الى العدالة والقانون لينالوا جزائهم العادل.

خلصت منظمة العفو الدولية في نهاية تقريرها الصادر في العام المذكور الى انه على الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسية ان تلتزم بحماية حقوق الانسان العراقية. وطالبت بفتح تحقيق في انتهاكات تلك الحقوق وفي التعذيب والسرقات والاعتداءات وغيرها من الجرائم التي ترتكب ضد الشعب العراقي.

الآن، بعد ست عشرة سنة على صدور التقرير المذكور، ما زال الشعب العراقي يعاني الأمرين بسبب تسلط طغمة فاسدة لا تعرف معنى حقوق الانسان، ولا تتورع عن القيام بأعمال حرمتها الديانات السماوية والقوانين التشريعية. وما عمليات قتل العراقيين في صلاح الدين والفلوجة والانبار الا مثال حي عن ما يجري من جرائم توصف بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على ايدي وحوش شريعتهم شريعة الغاب مستوردة من إيران.

بعد هذه السنوات السوداء، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراَ جديداَ بتاريخ 8 حزيران / يونيو 2016 ورد فيه ما يأتي :

"في 5 يونيو/ حزيران 2016، اعترف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "العراقية"، بأن بعض المقاتلين المشاركين في معركة الفلوجة قد ارتكبوا "أخطاء"، وتعهد بعدم التساهل مع انتهاكات حقوق الإنسان. كما أعلن المتحدث باسم العبادي لاحقاً عن تشكيل لجنة لحقوق الإنسان للتحقيق في الانتهاكات.

"وقال فيليب لوثر : "إن التعهد بإجراء تحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان خطوة أولى ترحب بها منظمة العفو الدولية؛ ولكن لا بد من اتخاذ خطوات أخرى لمنع وقوع المزيد من الانتهاكات، وتقديم من يشتبه بمسؤوليتهم الجنائية إلى العدالة.

"إن منظمة العفو الدولية تدعو السلطات العراقية إلى إجراء تحقيقات وافية ومحايدة ومستقلة في مزاعم التعذيب والقتل على أيدي "وحدات الحشد الشعبي"، بغرض تقديم المسؤولين عنها إلى ساحة العدالة في محاكمات عادلة.

"وإلى حين استكمال التحقيقات ومقاضاة المسؤولين عن الانتهاكات، ينبغي اخراج جميع من يشتبه على نحو معقول في ارتكابهم الانتهاكات من صفوف الوحدات المقاتلة. كما يتعين الكشف فوراً عن مصير من اختفوا وعن أماكن وجودهم."

هل يوجد في القانون ( تعهد بعدم التساؤل ) ام يجب إحالة المجرمين والمشتبه بهم الى التحقيق قوراً، ومعاقبتهم ( وليس محاسبتهم ). ان القانون يعاقب ولا يحاسب، حيث لا بد من استعمال الكلمات والالفاظ التي تعبر عن مصداقية النوايا الحسنة، ان وجدت.

ان الأفعال الشائنة والجرائم التي تنفذها الحكومة العميلة التي تنتمي لإيران كانت وما زالت مرفوضة عالمياً، لكن هؤلاء المجرمين لن ينصاعوا الى طريق الصواب ما دام ارتباطاهم وولائهم لإيران المجوسية. ان صياغة التقارير الدولية وتشكيل اللجان سوف لن يحسم الأمر ولا بد من القوة للتخلص منهم وإعادة الحياة الى الوطن الغالي. نحن بحاجة الى ثورة شعبية عارمة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي والمناضلين لسحق الأشرار واعادتهم الى ( البالوعات ) التي جاءوا منها.

دمتم للنضال ولرسالة امتنا المجد والخلود.
imadmugheer@hotmail.com
 





الاربعاء ١٠ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم مغير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.