شبكة ذي قار
عـاجـل










التفجيرات الثلاث التي وقعت على الارض السعودية ، وبشكل خاص ما استهدف الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة ، أدمت قلوب كل المسلمين في عموم الكرة الارضية ، لطهارة المكان وقدسيته بما فيه من قبر سيد الخلق وحبيب الله ( ص ) ، واصحابه الابرار ، وبشكل خاص ابو بكر وعمر رضي الله عنهما .

لم يكن أحد يتصور أن تأتي الخسة بهؤلاء الذين يتحدثون عن الاسلام ، ويرفعون شعاراته إلى استهداف مدينة سيد الاسلام ورسوله ( ص ) ، فلم يصدر عن داعش المسؤول الاول عن التفجيرات الارهابية أي اعلان عن مسؤوليتها عن التفجير الاجرامي ، ولم تعلن بعد اية جهة عن مسؤوليتها عن هذه الجريمة البشعة ، ولكون داعش بطلة التفجيرات الارهابية في كل أنحاء العالم ، فمن المستبعد أن تكون داعش ، لأنه لم يصدر عنها أنها تختلف في دعوتها الدينية مع دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولا هي تعلن اختلافها وتكن الكراهية للشيخين ابو بكر وعمر رضوان الله عنهما ، وليس في ثقافتها ما يوحي بأنها ضد الرسول والقران وتعاليمه ، ولكنها تختلف في تفسير بعض من تتكئ عليهم في ادارة شؤون البلاد والعباد ، وهو ما لايقبل به أي مسلم ، لقناعته أن الاسلام دين محبة وسلام ، وليس دين قتل وارهاب .

التفجير بالقدر الذي هو تفجير ارهابي إلا أنه ذو بعد سياسي ، فمن له مصلحة في اشعار المسلمين على أن السعودية ليست مؤهلة لحماية الاماكن المقدسة في مكة والمدينة ؟ ، ومن صاحب اسبقيات في احداث الاعمال الاجرامية في مكة لمرات عديدة من خلال موسم الحج ؟ ، ومن يسب علانية سيدنا ابو بكر وعمر رضوان الله عنهما ؟ ، ومن له مصلحة لخلق الفتنة الطائفية في السعودية ؟ ، وبشكل خاص في المنطقة الشرقية ، هذه كلها كفيلة بتوجيه اصبع الاتهام لهذه الجهة ، حتى وإن أعلنت داعش أو غيرها مسؤولية القيام بهذه الاعمال الاجرامية ، فليس مستغرباً أن توظف داعش أو غيرها لمثل هذه الاعمال الاجرامية لتحقيق أهداف سياسية .

من المعروف أن دولة الملالي في طهران هي من تناكف السعودية في حقها بالاشراف على الاماكن المقدسة في مكة والمدينة ، وهي من طالبت أن تكون حمايتهما تحت تصرف الدول الاسلامية ، لتنزع حقاً دينياً ووطنياً من السعودية ، لا يمكن أن يتصوره عاقل ولا مسلم ، خاصة وأن المدينتين المقدستين ضمن الحدود الوطنية للدولة ، فمن يقبل أن تنتزع جزءاً من اراضيه لتذهب تحت وصاية الآخر ؟ ، إلا في حالة الاحتلال والقهر والذل ، وملالي طهران هي من لها مصلحة في اثارة الفتنة الطائفية في السعودية ما بين المكون السني والشيعي في المنطقة الشرقية ، وايران الملالي من أصيب بالهلع لعاصفة الحزم التي قادتها السعودية ضد التمرد الطائفي للحوثيين في اليمن ، وقد وجدت في التحرك السعودي ما يقف في طريق تنفيذ مخططها لاقامة امبراطورية الفرس المندثرة تحت العباءة الدينية الطائفية ، رغم أن السعودية تمتلك كل الحق في التدخل في اليمن ضد هيمنة الحوثيين على اليمن دفاعاً عن أمنها الوطني .

رغم ادانة ايران للتفجيرات السعودية ،فهذا من باب ذر الرماد في العيون ، وهي متسقة مع سياسة التقية التي يجيدها الملالي ، فليس بغريب عن ملالي طهران مثل هذه الاعمال الاجرامية، فما دامت مكة ليست لها حرمة عندهم ، ومادام صحابة رسول الله يشتمون ويوسمون باقذر الصفات ، وما دامت سياساتهم قائمة على التجييش الطائفي ، والقتل والتدمير في بلاد العرب والمسلمين ، فما الذي يردعهم عن القيام بهذه الاعمال الاجرامية ؟ ، فالشحن الطائفي الذي دمر المنطقة مسؤولية هؤلاء الملالي وليس غيرهم ، وما آلت إليه أحوال المنطقة من القتل والتدمير وتمزيق المجتمعات سياسة الملالي الذين لا ذمة لهم ولا ضمير .

المثير للغرابة أن العمليات الارهابية التي تقوم بها داعش تحديداً لا تصيب الكيان الصهيوني ، ولا كيان الملالي في قم وطهران ، ورغم هشاشة الوضع الداخلي فيهما ، ولكن العمليات الداعشية والغزوات الطائفية الاجرامية ليس لها وجود في فلسطين المحتلة ، ولا في ايران الملالي ، فما السبب يا ترى وراء عدم استهداف داعش لايران وفلسطين المحتلة ؟ ، فهل الجهاد الداعشي مقتصر على الارض العربية التي تدين بالمذهب السني ، أم أن هذا الجهاد الطائفي الاجرامي يهدف لتدمير كل ما يمكن أن يشكل خطراً على الكيان الصهيوني بدعم امبريالي وفارسي مجوسي؟ ، فاستهداف العراق وسوريا فيه تدمير لجدار المواجهة مع الكيان الصهيوني ، فمن غير سوريا والعراق يمكن أن يكون في طليعة تحرير فلسطين ؟ ، ولنسأل أين ستكون شعارات الممانعة والمواجهة التي تجمع بشار والمالكي / العبادي ، والملالي وحزب الله في خندق واحد بعد الحاق بغداد ودمشق للسيطرة الفارسية المجوسية .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ٢ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.