شبكة ذي قار
عـاجـل










طليعة لبنان العربي الاشتراكي
لإطلاق أوسع تحرك سياسي وجماهيري عربي ضد قانون حظر البعث

تعقيباً على إصدار قانون حظر حزب البعث في العراق، أصدرت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان الآتي :

بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً على إصدار الحاكم الأميركي للعراق بريمر أولى قراراته "باجتثاث" حزب البعث، وأعقبه بقرار ثانٍ، هو حل الجيش العراقي، توضحت ملامح الاتجاهات العامة لسياسة الاحتلال حيال العراق، مختصرة بهدفين مركزيين، تقويض بنية الدولة المركزية، ونزع هوية العراق القومية وهما الميزتان اللتين كان يتميز بهما العراق ويجعلان منه أحد أهم دعائم الأمن الوطني العراقي والأمن القومي العربي. وأن يأتي قرار "حظر البعث" من مجلس نيابي لعملية سياسية كانت نتاج الاحتلال الأميركي واستمرت برعاية إيرانية، فهذا ليس إلا استكمالاً لقرار الاجتثاث وكل القرارات الأخرى ذات الصلة ومنها قانون المساءلة والعدالة. وأن يأتي هذا القرار في وقت تتخبط فيه المنظومة الأمنية السياسية التي تعمل تحت إشراف الاحتلال بفسادها وفضائحها وسقوطها السياسي والأخلاقي، فهذا دليل على أن قرار الاجتثاث لم ينتج مفاعيله، وأن حزب البعث الذي أرق الاحتلال، يؤرق اليوم نتاج هذا الاحتلال وهو كما برز بفعالية في أدائه المقاوم، يبرز حضوره قوياً في الوجدان الجمعي لشعب العراق والذي يعبر عنه بالسخط الشعبي الذي اتخذ طابع الانتفاضة الشاملة ضد أطراف ما يسمى العملية السياسية ومشغليهم في واشنطن وطهران.

إن القيادة القطرية لحزب طليعة العربي الاشتراكي وهي تدين القرار الذي أصدره مجلس نواب المنظومة الأمنية السياسية، تعتبر أن هذا القرار لا يتمتع بأية مشروعية قانونية أو شعبية باعتبار أن السلطة الحاكمة نظرياً في العراق هي سلطة نصبها الاحتلال، وهي بالتالي مفتقرة للشرعية الوطنية والسياسية وكل ما بني على باطل فهو باطل.

وإذا كان الذين أصدروا هذا القانون، يظنون أنهم بهذا القرار يمكنهم الحجر السياسي والشعبي على حزب البعث ذو التاريخ اللصيق بتاريخ العراق الحديث، استناداً إلى نص، فهم واهمون بذلك. لأن حزباً منبثق من إرادة شعبية، ويعبر عن طموح جماهيري، ويجسد الحقيقة الوطنية العراقية القائمة على ثوابت ضاربة جذورها في عمق الشخصية الوطنية العراقية العابرة في تكوينها الوطني للطوائف والمذاهب والتي لا تجد نفسها إلا في عروبتها الأصيلة، لا يمكن لأي قوة أن تجتثه أو تحظره. ولو كان قرار الاجتثاث استطاع شل دور الحزب النضالي، لما كان حضوره في الميدان وعلى مستوى الموقف شكل كابوساً لكل الذين يسعون لإعادة تركيب العراق بما يتناقض وطبيعته الأصلية، ولهذا أقدموا على إجرائهم الأخير علهم يحمون أنفسهم بنص قانوني بعدم عجزوا عن ذلك بكل أعمال الملاحقة والتصفية والاغتيال والاعتقال والإخفاء القسري.

وإذا كان الذين شرعوا هذا القانون يضعونه تحت عنوان مواجهة قوى الإرهاب التكفير والعمالة والخيانة، فهذا إنما ينطبق عليهم، باعتبار أن ما يسمى بالمجلس النيابي إنما تشكل من قوى طائفية ومذهبية، والخيانة صفة ملاصقة لها باعتبارها تعمل وفق توجيهات وإملاءات المحتل الأميركي والإيراني، وهي قوى تمارس الإرهاب الموصوف بكل عناوينه أسوة "بداعش" ومثيلاتها.

إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وهي ترى في هذا القرار خطوة مندرجة في إطار تنفيذ أهداف الاحتلال الذي يمعن تخريباً في واقع العراق السياسي والاجتماعي، تضع هذه الخطوة بتصرف شعب العراق المنتقض على الاحتلال ورموزه وإفرازاته وكل قواه الوطنية الحريصة على وحدة العراق وعروبته وديمقراطية الحياة السياسية فيها، كما تضعها بتصرف جماهير الأمة العربية وقواها الوطنية والتحررية والتي افتقرت لسند قومي بعد احتلال العراق ويريدون جعلها اليوم تفتقر لرافعتها النضالية القومية التي يجسدها حزب البعث.

إن القوى الوطنية والتحررية العربية بقدر ما هي مطالبة بإدانة هذا الإجراء باعتباره يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان، وللحريات العامة ومنها حرية العمل السياسي،فإنها مطالبة في التصدي لكل من ينال من صاحب الدور المشهود في مقاومة الاحتلال ويدافع عن وحدة العراق وعروبته وكل ما يهدد الأمن القومي العربي.

إن القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وهي تدعو لإطلاق أوسع تحرك ضد هذا القرار، فإنها تدعو الهيئات الحقوقية العربية والدولية وخاصة مجلس حقوق الإنسان لاتخاذ الموقف الذي ينسجم وخطورة تمادي هذه الإجراءات التي تمس الحقوق الأساسية للشعوب وقواها التحررية.

وليكن في علم الجميع إن حزب البعث الذي لم يشكل بقرار سلطوي سيبقى يناضل في صفوف الجماهير وسيبقى المدافع الأمين عن العراق الوطني الديمقراطي وعن أهداف الأمة العربيةو لن تستطيع قرارات مفتقرة لأية مشروعية "كقانون الحظر" ان تحد من دوره ونضاليته .

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في  ٤ / ٨ / ٢٠١٦





الجمعة ٢ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.