شبكة ذي قار
عـاجـل










حدود سايكس بيكو لم تعد تلبى احتياجات ومصالح اسرائيل والدول الاستعمارية امريكيا الشر . مشروع الشرق الاوسط الجديد يرمي إلى تقسيم و تفتيت الدول العربية بتحويلها إلى دويلات صغيرة وممزقة على أساس طائفي و مذهبي بإعادة ترتيب من جديد وفقا لأهداف مدروسة و دقيقة ففي إطار التقسيم تصبح الدولة الصهيونية الاستيطانية، المغروسة غرسا في الجسد العربي، دولة طبيعية بل وقائدة. فالتقسيم هو في واقع الأمر عملية تطبيع للدولة الصهيونية التي تعاني من شذوذها البنيوي، باعتبارها جسداً غريباً غرس غرساً بالمنطقة العربية.

امريكا جاءت تعربد بدباباتها وطائرات واحتل العراق بحجج واهية وكان الهدف الاول هو تطبيق مشروع الشرق الاوسط الجديد , وهناك من يسأل لماذا العراق .؟؟ استهداف العراق ليس جديداً، فمنذ اتفاقية "سايكس بيكو" كان وما يزال هدفاً لعدد من المخططات الغربية ، العراق البوابة الشرقية للأمة ، باعتباره قد شكلّ على مر التاريخ قلعة الصمود ضد كل الغزاة الطامعين . ولهذا تم تدمير العراق واحتلاله وقتل علمائه ونهب ثرواته , باتت السيطرة على العراق وتفتيته هدفاً استراتيجياً في السياسة الأميركية والغربية , فكان احتلال العراق الفصل الأول من مشروع الشرق الأوسط الجديد، أي سقطت بوابة العرب الشرقية . المقاومة الوطنية العراقية التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي وبحكمة القيادة افشلت المشروع الامريكي مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي ذهب في مهب الريح والذي يحاول صياغة المنطقة من جديد، وتحويلها إلى كيانات مجهرية في مشروع الشرق الاوسط الجديد .

وجاء تغير الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة بالاتجاه نحو إحداث فراغ بالانسحاب قليلًا للوراء وعدم الدخول في مواجهات مباشرة نتيجة إدراك أمريكيا حقيقة أن تدخلها المباشر ليس محل ترحيب , هنا بداءت امريكيا بطرح صناعتها الجديد ما بات يعرف بتنظيم ” داعش” حجر الاساس ل بداية تنفيذ هذه المخططات التي تلعب على الوتر الطائفي الديني ما يرتكبه هذا التنظيم في العراق من قتل وتهجير وتمزقات داخلية توصلنا جميعا إلى قناعة واحدة ، قناعة تثبت أنه مخطط لتنفيذ المشروع الامريكي في الشرق الاوسط , أضافة الى الوجه الثاني لداعش هم حشد السيستاني الصنيعة الايرانية التي بدأت تقتل وتهجر وتنفذ المخطط الايراني الصهيوني الامريكي ..

رئيس موظفي البيت الأبيض وليام دالي في مقابلة له ما يلي: ( أن الشرق الأوسط قد لا يعود أبداً كما كان، ولهذا السبب فإن أمريكا تخطط لسياسة كاملة من السيناريوهات، تضمن ألا تكون أي حكومة جديدة معادية للولايات المتحدة، ولا معادية عداوة صريحة لإسرائيل ).

يقول الكاتب الفرنسي ألان مينك في كتابه «الشرق الأوسط الجديد» ما يلي ( الشرق الأوسط الجديد هي قبل كل شيء العولمة الأمريكية بما تحمله من استفراد، وفجور وإرهاب من الوباء الأصفر، الذي ينتشر في البلدان والقارات جارفاً الخصوصيات القومية والتطلعات الوطنية والأصالات الحضارية، هي التنمية المزورة، كما يجدها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، هي السياق اللا أخلاقي إلى الفوضى الكونية والتخلع الاجتماعي وتدمير البيئة، والهوة الساحقة بين الثروات المنهوبة المتراكمة، والفقر الأسود الذي يلتهم الملايين من المنبوذين والمسحوقين، هي الاستيلاء على موارد الآخرين بصفاقة، هي خرق الاتفاقيات والمواقف والتعهدات، هي شريعة السطو والتدمير والقتل، هي الكذب بلا حياء ولا وجل، هي تصنيع الشعارات والاحتماء وراءها للغزو والنهب والاستعباد ).

حزب البعث ومناضليه في طليعة الاحرار في هذا العالم من أجل أفشال المشروع الامريكي الصفوي ولهذا تم حضر الحزب والمطالبة بحذفه من الحياة السياسية، وذلك ليتسنى للقوى المعادية ضرب الفكر القومي، وضرب وحدة الأمة وعمقها الروحي والثقافي، وكذلك ضرب روح المقاومة . ولكن هل استطاعت دبابتهم وطائراتهم وكل العالم معهم من تنفيذ مخططاتهم ..؟؟ ستفشل كل المخططات التي تهدف الى تقسيم العراق وستفشل المساعي لأنها ضد توجهاتها وضد ارادة الشعب العراقي ، كما أن هذه الدعوة هي لتكريس الطائفية التي يرفضها العراقيين بكل أطيافهم . الشعب العراق ليس أمامه الا التخلص من العميلة السياسية المخابراتية ورموزها التي لا يربطهم بالعراق الا التسمية وفي حقيقتهم اعداء للعراق وشعبه ووحدته وهم في واد وشعب العراق في واد اخر فلا لقاء مع هؤلاء الشراذم . وشعب العراق سينتصر لان الحق معه وان غدا لناظره قريب ..





السبت ١٢ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.