شبكة ذي قار
عـاجـل










استمرت الولايات المتحدة الأمريكية في تزويد إيران بالمساعدات العسكرية بعد ضم الإدارة الأمريكية لإيران، ضمن ( مبدأ ترومان ) رسمياً في تشرين أول ( أكتوبر ) عام1947م من خلال الاتفاقية التي تمت بينهما.

ثم اقترحت وزارة الخارجية الأمريكية على الكونغرس، في أيار ( مايو ) 1948م، تخصيص مبلغ يصل إلى ( 60 ( ستين مليون دولار كدعم بالأسلحة غير الفتاكة لإيران ، وتغير الموقف الأمريكي فيما يتعلق بشراء إيران معدات عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال جهود البعثة العسكرية الجديدة بقيادة روبرت ووكر جرو ( Grow Walker Robert )  والسفير الأمريكي لدى إيران، وتطلبت مهماتها من أعضاء البعثة السفر إلى كل مكان من إيران؛ للوصول إلى الحدود السوفيتية؛ لالتقاط الصور وإجراء التحقيقات العسكرية فقد شكلت إيران أحد النقاط الهامة؛ للتجسس على الاتحاد السوفيتي، ومتابعة تحركاته في المنطقة، واهم المناطق النفطية للولايات المتحدة الأمريكية.

فقد كتب السفير الأمريكي في موسكو لوزير الخارجية الأمريكي جورج مارشال ما يلي :

"إن إيران هي النقطة الأكثر حساسية بيننا وبين السوفييت وهذا بالتأكيد يتطلب منا انتباهاَ شديداً ومتواصلاً، إن نقص الكميات الكافية من البترول لإدارة الصراع تقنياً ربما يكون نقطة الضعف الأكبر لدينا خلال الحرب المحتملة مع السوفييت" .

وفي 29 تموز ( يوليو ) عام 1948م منح الإيرانيون موافقة بقيمة المبلغ المقترح لشراء المعدات العسكرية، وحدد المبلغ بـعشرة ملايين دولار، وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية بعثة عسكرية إلى إيران؛ لترتيب شراء المعدات العسكرية للجيش الإيراني، ولتكون أول خطوة في تنظيم العلاقات الأمريكية الإيرانية .

وفي عام1949م تحول الاتفاق الذي تم في 20 حزيران ( يونيو ) عام1947م، إلى قانون للمرة الأولى بموجب قانون مساعدات الدفاع المشترك
.

وبعد توقيع اتفاقية حلف الأطلسي في 18 آذار ( مارس ) عام1949م، صرح وزير الخارجية ( دين اشيسون ) : بأن الحلف لا يعني تراجعاً في العزم عن تأييد إيران، فقد تلقت إيران أول شحنة من الأسلحة في نفس شهر آذار ( مارس ) عام1949م، الذي أُعلن فيه الحلف ثم استمر توسع انتشار فرق الخدمات العسكرية الأمريكية، وبعثات تدريب وتأهيل الجيش في إيران، ففي خريف عام 1949م، صادق الكونغرس على مبلغ 27640000 دولار، كمساعدات عسكرية إضافية لكل من إيران والفلبين وكوريا وترك مهمة تقسيم الحصص للإدارة الأمريكية أدى ازدياد عدد البعثات الأمريكية في إيران إلى سيطرة المستشارين العسكريين الأمريكيين على الجيش الإيراني، الأمر الذي أدى إلى وقوف إيران الرسمي موقفاً معادياً للسوفييت .

ثم تطورت المساعدات العسكرية لإيران، لتصل مرحلة التوقيع على اتفاقية للتعاون والمساعدة الدفاعية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في 23 أيار ( مايو ) عام 1950م، حيث أصبحت إيران بموجبها مرشحة للحصول على منح عسكرية، والتي تزامنت مع المساعي الأمريكية لإقامة حلف الدفاع المشترك في منطقة الشرق الأوسط، الذي شكل البداية الأولى لحلف بغداد .

واتبع اتفاق عام 1950م، باتفاق آخر وقع في 26 نيسان ( أبريل ) عام1952م للمساعدة العسكرية، وذلك على الرغم من بعض البرود الذي طرأ على العلاقات بين البلدين؛ نتيجة معارضة الرأي العام الإيراني للامتيازات النفطية التي منحها الشاه للغرب، لكن الشاه تمكن من تقوية سلطته بفضل المساعدة العسكرية الأمريكية، وقلب حكومة مصدق في 19نيسان ( أبريل ) عام1953م بمساعدة المخابرات الأمريكية .

واستمرت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال البعثات والمعدات العسكرية إلى إيران، ومثلت تلك المساعدات عاملاً محفزاً مكّن الحكومة الإيرانية من مقاومة المطالب السوفيتية، خاصة فيما يتعلق بالتنازلات النفطية، وأوجدت حالة نسبية من ثبات الموقف الإيراني حتى عام ( 1951م، وأصبحت إيران قضية أخرى من قضايا الحرب الباردة .

وقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية من ذلك التعاون إلى تعزيز وجودها العسكري، بدعوى أن إيران والتعاون معها في المجال العسكري، يهدف إلى تكريس الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إيران، بالإضافة إلى استتباب الأمن وتنميته في منطقة الشرق الأوسط، وأن قوة إيران العسكرية يمكن أن تصبح حلقة وصل بين الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يلقي على عاتقها وظائف عديدة ومتشابكة، تصل إلى حد حماية النظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي، وعليه أصبحت مهمة القوة العسكرية لإيران تتعدى حدود حماية الأمن القومي الأمريكي .

 





الجمعة ١٦ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الثائر العربي عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.