شبكة ذي قار
عـاجـل










عشر سنوات مضت على رحيل الشهيد القائد صدام حسين والأمة العربية ومعها مناضلي البعث يتذكرون خصال هذا الرجل الذي صنعته مسيرة حافلة من النضال في صفوف البعث العظيم وجعلت منه عنوان للمناضلين ورمزا لكل عربي شريف يؤمن بالأمة العربية ورسالتها الخالدة يؤمن بأن الأمة أنجبت وما تزال تنجب عبر تاريخها رموز وقامات مثلت الأمة بكل جدارة أحسن تمثيل مما جعلها لا تموت في قلوب الملايين من عشاق البطولة والرجولة والقيادة والإبداع في كل مناحي الحياة . من حق البعثيين اليوم الاعتزاز والافتخار بالانتماء إلى هذا الحزب العظيم الذي تكلل نضاله الطويل بتقديم للأمة العربية نموذجا ورمزا شرف الأمة وشرف الملايين من عشاقه عبر مسيرته النضالية وفي قيادته للحزب والعراق في فترة زمنية مشرقة كرست ميدانيا العبقرية العربية ووضعت الأمة في حقيقتها بأنها أمة الرسالات ولا يمكن بحال من الأحوال أن تتأثر بأبواق الضعفاء ولا بدسائس الخونة ولا بمشاريع الأعداء . فمهما تعددت السهام المسمومة التي استهدفت وما تزال تستهدف شخصية صدام والبعث المجاهد بقيادة الرفيق عزت إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي فلن تستطيع النيل من محبة واعتزاز وثقة الملايين من الشرفاء من البعثيين والعرب في تاريخه ورموزه الوطنية والقومية لأن البعث استطاع غبر مسيرته النضالية أن يحدث فرزا حقيقيا داخل الأمة والبعث في مواجهة تاريخية متواصلة ضد أعداء الله والإنسانية تتقدمهم الصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية وضد الأمة العربية أمة محمد صلى الله عليه وسلم وضد الشعب العربي من المحيط إلى الخليج فهذه المواجهة التي بدأت في أم المعارك والمستمرة إلى اليوم فهي المعركة التي قدم من خلالها البعث قوافل من الشهداء يتقدمهم الشهيد صدام حسين لم تأتي هكذا من فراغ بل هي عربون على حب هؤلاء وعشقهم للوحدة العربية وحريتها وصدقها مع الشعب العربي من خلال الدفاع من مصالحه واسترجاع أرضه وثرواته ، الفرز الذي وقع داخل الأمة وداخل حزب البعث وضع الخونة من شتى المواقع والتصنيفات ومعهم المنافقين والدجالين في خانة ووضع الأغلبية من الشعب الشرفاء الصادقين والبعث في خانة أخرى . البعث شق طريه نحو تحقيق أهداف الأمة ولن يتوقف مهما تعاظمت التحديات وتشعبت ومهما تعددت المؤامرات والأساليب الخسيسة للنيل منه واخطر ما يواجهه هو مشروع الاجتثاث والشيطنة إلا أن صلابة وإيمان البعثيين في ساحات القتال في العراق يقدمون يوميا شهداء كرد حازم وصلب على بطلان الاجتثاث كما أن المؤمنين الصادقين من البعثيين في ربوع الوطن العربي وفي النهجر يواصلون مسيرتهم النضالية رغم المضايقة والحرمان والتضييق الذي تمارسه ضدهم الأنظمة العربية والقوى المعادية للأمة . إذن شخصية صدام حسين هي خلاصة لشخصية العربي الأصيل وللبعثي المتميز الأمين وللإنسان الثوري الرافض للظلم والضعف المحب للعدل والحرية . أكيد أن رحيل صدام حسين ترك فراغا في الأمة وفي الحزب ولكن مسيرة البعث ونضاله الطويل وتضحياته السخية العظيمة المستمرة بقيادة المجاهد الأمين العام للحزب عزت إبراهيم حفظه الله ورعاه هي صنيع كل المناضلين الصادقين وفي استطاعة كل واحد أن يكون رمزا مشرفا للبعث في الموقع الذي هو فيه إذا توفرت الإرادة بحتمية النصر وتوفير أسبابه .

فالبطولة كمل قال مؤسس البعث أحمد ميشيل عفلق رحمه الله ليست البطولة في المجابهة ، بل في الصبر ، والثبات وليست الشجاعة في محاربة العدو الظاهري فحسب ، بل إنما هي ، وعل الأخص محاربة العدو الباطني أي أن يحارب المرء في نفسه اليأس والفتور وحب الراحة . وبالتالي إذا كان الحزب قد تحمل مسؤولية النضال من أجل تحقيق وحدة الأمة العربية وحريتها فعلى المناضلين أن يرتقوا إلى مستوى هذه المسؤولية التاريخية التي تقع علينا جميعا بما فيهم كذلك كل المؤمنين بالأمة العربية وبرسالتها الخالدة ، وعليه وكما قال الرفيق المؤسس علينا أن ننظر إلى الحزب إلا نظرة حية ينطلق ويجدد ويخلق في انطلاقه وتجدده وخلقه يستطيع أن يصلح نفسه ويطهر ما يعلق به من أدران . الأمة العربية تواجهها اليوم تحديات خطيرة ومتنوعة مست جميع نواحي حياتها مما يستدعي يقظة ووعي متميز يتجاوز حدود العائلة والطائفة والجهة والعشيرة والأنا .

رحم الله شهداء البعث والأمة العربية .
عاش البعث / عاشت فلسطين حرة عربية





الاحد ٢٥ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب س . ع / الجزائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.