شبكة ذي قار
عـاجـل










وانا اتصفح الرسائل الواردة لي عبر وسائل التواصل لفت انتباهي مقال الاخت كلشان البياتي المنشور في الشبكات الاخبارية ، وبعد الاطلاع عليه تبين لي حقيقة ما كتب فيه ، والذي شجعني ان اعقب على ما ذكرته في مقالها ، وبما لمسته وسمعته وشاهدته ايضا من وقائع ميدانية محفوفة بتصرفات وسلوكيات متلونة اثارة اندهاش واعجاب واستغراب تاريخ مدينة ( تكريت ) وضواحيها منذ احتلال العراق ولغاية يومنا هذا ، والتي اثبتت وتثبت حقيقة انسال من يحمل هذه السلوكيات المتلونة با ( الهجينة ) لقابليها على التقلب والسمسرة والمتاجرة في بيع وشراء الذمم والشرف والكرامة والمبادئ والولاءات وتغير الاصول والانتماءات ، وتراهم وبدون خجل وحياء منقلبين عن العهد الذي كانوا فيه متعايشين وخدام واوفياء للعهد ( الردي ) والزمان ( المنحط ) وبغض النظر عن الذي يحكمهم سواء كان ( فارسي ، يهودي ، امريكي ، داعشي ، ميليشيا وي ، او أي منحط انحطاطا اخلاقيا واجتماعيا وعشائريا ) ، وبعيدا عن كل مفردات الكرامة والشرف الرفيع !!!!!! ..

نعم .. سمعنا بآذاننا وشاهدنا بأعيننا لشخصيات كانت وكانت قبل الاحتلال وكما يقولها ابو المثل تذبح با ( الكَطنة ) سواء كانوا من المقربين للشهيد ( ابو عداي ) رحمه الله ، او من الذين كانوا يعملون ويرافقون سيادته وبجميع صنوفهم الادارية والخدمية والقتالية والامنية والتموينية وو .. الخ ، او من الذين كان يتبوؤون مناصب مهمة وحساسة بالدولة والحزب واجهزتها الامنية والعسكرية ودوائر ومؤسسات الوزارات السيادية وو .. الخ، والاغلبية من شيوخ العشائر وبنوعيهما ( ا ، ب ) المعروفين في كل عهد وزمان با ( الجواكر ) لتسول انفسهمبالبحث عن روائح الموائد ومواعيد المقابلات وهدايا السيارات والمكارم النقدية التي كان يمنحها سيادته لهم في المناسبات الوطنية والدينية والزيارات الميدانية .. بان صدام حسين ( حاشاه ) هو عميل لأمريكا وإسرائيل !! ( مع احترامي لثقلاء الوزن من " الشيوخ " الذين حافظوا على تاريخ ومكانة وزنهم الاجتماعي والوطني بترك البعض منهم المشيخة ولمختاريه والوجاهة والبعض الاخر حافظ على مكانته العشائرية بالحفاظ على ولاءه وانتماءه الوطني بعد احتلال العراق واسقاط نظامه الوطني مبررين ذلكلا كرامة ولا شرف من بعد كرامة وشرف سيادة الوطن ) .

والا .. ماذا نقول لتاريخ المدينة وقادتها العظام لأشخاص كانوا في اعلى المسؤوليات الامنية وقريبين من الشهيد صدام حسين قاموا بشتمه في اول لحظة لدخول الامريكان تكريت !!! واصبحوا من بعدها وبفضل نسل هجانتهم عناوين ( بائسة ) لشرفاء المدينة الذين يشاهدونهم بعد الاحتلال وهم يركضون خلف هذا العميل النذل وذاك العميلالساقط اخلاقيا وخلف مفوضية الانتخابات والانضمام الى هذه الكتلة ثم الانقلاب عليها ليكون مع تلك الكتلة او الحزب .. وو .. الخ من الوظائف التيامتهنوها للمتاجرة بأرواح وحياة من كان معهم قبل الاحتلال وحلبهم وبحجج كاذبة لغرض كسب اموال الضعفاء اولا والمحافظة على الجاه الذي كانوا فيه؟.

وماذا تقولين عن الكثير الكثير من ( المتلونين ) الذين كانوا في حزب البعث ، وهم اليوم يعملون وابنائهم مع عملاء واحزابطائفية وجهات اخرى تعمل لصالح المشروع الفارسي ، وحين تذكيرهم بماضيهم تكون اجابتهم باننا نملك عدة ( فيش ) نتعامل بها في كل عهد وزمان .. فان رجع البعث نرفع الفيشة من الحزب او الكتلة ( ؟ ) ونضعها بأسلوبنا وولائمنا وهدايانا واموالنا بفيشة ( البعث ) لنعود كما كنا واحسن مما كنا بعد الاحتلال ، وبها سنحافظ على ما جنيناه من دور وقصور فارهة واموال وو .. الخ ؟.

ماذا تقولين ايتها الاخت العزيزة وانت على علم بهذه المعلومة التي انتشرت على نطاق واسع واخذت تتردد وتنتشر في الكثير من البيوتات وقاعات الفواتح وتجمعات الشباب الاشراف حين طرد القائد الامريكي في كلية القوة الجوية التي سماها الاحتلال بقاعدة ( سبايكر ) الكثير من المتطوعين والمتطوعات الذين يريدون التطوع ( مجانا ) لصالح القوات الامريكية وبمهنة ( جواسيس ) ومخبرين ( سريين ) ، حين شبههمالقائد اعلاه بانلديه من العملاء الذين يعملون مع القوات الامريكية بعدد حبات هذا ( كيلوا ) من السكر الذي وضعه امامهم، وبعد انسحاب الامريكان من العراقحولوا خدمتهم الى الاجهزة الامنية والمخابراتية لسلطة بغداد؟.

وماذا تقولين ونقول لأرض المدينة التي ولد فيها القائد صلاح الدين الايوبي وصدام حسين الذي جرع الخميني الدجال السم الزعاف ودورها التي تعود ملكيتها للبعض من اهلها المعروفينتستأجر لمقرات احزاب وميليشيات قاتلت الشعب العراقي وجيشه الباسل ابان الحرب العراقية الايرانية مثل ( حزب الدعوةوالمجلس الاعلى وفيلق بدر والكثير من المقرات الخاصة بالميليشيات الايرانية ) !!!!!!؟.

ماذا تقولين من اولياء امور كانوا يتبوؤون مناصب ومسؤوليات ودرجات حزبية وشيوخ منهم قدامى ومنهم جددوهم يتباهون اليوم بانتماء ابنائهم وابناء عشائرهم لميليشيات ( الدعوة والمجلس الاعلى وسرايا السلام وبدر والعصائب وحزب الله والخرساني وو .. الخ ) .

كيف تفسرين وشرفاء المدينة للرايات الطائفية وصور اهل العمائم السوداء التي غزة و ( نجست ) شوارع مدينة تكريت ، وامام مرأى كل من كان وكان!! ومن يسمون انفسهم بشيوخ ووجهاء تكريت اليوم !! ؟.

كيف تفسرين هذا والبعض من عشائر محافظة صلاح الدين عامة وتكريت خاصة غيروا انسابهم والقابهم بعد ان كانوا من عشيرة البو ( فلان ) ليصبحوا اليوم عشائر ( سادة ) يعود نسبها لآل البيت الاطهار عليهم السلام .. والكثير من عناوين المحلات اصبحت محلات باسم محلات السيد ( فلان ) وسيد ( علان ) وو .. الخ !!؟ .

ومع كل هذا ايتها الاخت العزيزة .. لقد اثبت شرفاء العراق بصورة عامة وتكريت وضواحيها بصورة خاصة ان العناوين البائسة اعلاه همو ( الله ) من ذوي العرق الدساس ( مع احترامي لشباب ورجال وشيوخ والكثير من بيوتات تكريت وضواحيها الذين لم يلوثوا سمعة وتاريخ عوائلهم وبيوتهم وعشائرهم ) معزياً الخطأ ليس فيهم ، وانما بنظامنا الوطني واجهزته الامنية التي لم تخضع هؤلاء المتقلبين المشككين من البعثيين المتلونين ، وامثالهم من المقربين للسيد الرئيس ( صدام حسين ) والمذكورين اعلاه حملة صنف الدم ( الهجين ) للفحص والمحص الدقيق بأجهزة ( السونار ) و ( الاشعة ) وكشف ( الحامض النووي ) لهم ولأجدادهم كي يكشف ، ومنذ تلك السنين عرقهم الدساسونسبهم الخسيس الذي بان حقيقته بعد احتلال المدينة بالأحزاب الايرانيةوميليشياتها الاجرامية .. واخيرا وليس اخرا اقول لك ولشرفاء المدينة الفرج قريب ان شاء الله .. مع تقديري واحترامي لك ولقلمك الاصيل .

ملاحظة :
يرجى من الاخت الفاضلة كلشان البياتي ان تعلم بان موضوعي هذا هو ثاني موضوع بعد نشري عبر وسائل التواصل المناشدة بتاريخ 7 / 2 / 2017 والموجود ادناه وعنوانه ( الى / اهلي الاعزاء من ابناء محافظة صلاح الدين الايوبي ) .. لذا اخولك حق الاختيار بنشر رد ( بنت تكريت ) في الشبكات والمواقع التي تنشر بها مقالاتك من عدمه .. مع التقدير .

الى / اهلي الاعزاء من ابناء محافظة صلاح الدين الايوبي / ان ما حدث اليوم في حي القادسية في تكريت من تفجير سيارة رغم ما شاهدناه في صباح اليوم من تشديد غير طبيعي في جميع مداخل احياء تكريت ، وما سيحدث مستقبلا من تفجيرات دامية هو ليس بسبب داعش الارهابي وانما بسبب التقاتل على كرسي المحافظة ومجلسها بين المجرمين الحرامية ( مشعان الجبوري ) وابنه المجرم ( يزن ) وعصابته الارهابية الميليشياوية ، والمجرم الحرامي ( احمد عبدالله الجبوري / ابو مازن ) محافظ صلاح الدين والمجرم الحرامي ( جمعة عناد الجبوري ) وبتعاون البعض من ( لوكَية ) اهل المحافظة الذين باعوا شرفهم وكرامتهم مقابل اموال وسيارات وسفرات مجانية الى تركيا وقطر ولبنان من المجرمين اعلاه والمعروفين بالاسم والبيت والشيخ والعشيرة منذ الاحتلال العراق من اشراف المدينة.

يا اهل صلاح الدين الكرام : ليكن في علمكم ان ( اطفالكم ، شبابكم ، نسائكم ، بيوتكم ، مصادر ارزاقكم ) هم ضحيا الكرسي الذين يتقاتلان عليهما كل من ( مشعان الجبوري وابنه يزن واحمد عبدالله وجمعة عناد الجبوري ) وفخذيهما من عشيرة الجبور .

لذا اناشد اخواني واخواتي من ابناء عشائر صلاح الدين عامة وتكريت خاصة وبعيدا عن شيوخها ( الصغار ) الذين تراصفوا مع الباطل ضد الحق وركبوا موجات المواكب وقدور الهريسة والتمن والقيمة وهرولتهم خلف قادة حشد ( زعاطيط ) من قادة الميليشيات الايرانية موجهتاً عتبي لأخواتي زوجات الشيوخ اعلاه لكونهم لم يوبخن ازواجهن حين يشاهدونهم وهم يركضون ويجلسون ويسمحون اكتاف اهل العمائم وقادة الميليشيات والحشد العشائري المعروف لأهالي تكريت وصلاح الدين الذي يقودوه حصرا اقارب المجرمين الحرامية ( ابو مازن الجبوري ومشعان الجبوري وجمعة عناد الجبوري ) .

هل نسيتم يا اهلي في تكريت وما انجبتمدينتنا من قادة عظامحكموا العراق وهزوا عرش كسرى والخميني الدجال وكل من خان العراق واساء لشرف العراقيات ودنس ارضه الطاهرة ؟ ، وهل نسيتم تاريخ وسمعة المجرمين الاسود ( مشعانالجبوري واحمد الجبوري وجمعة عناد ) ؟ فلا تخيبوا ضن وهيبة ومكانة تكريت وقادتهارحمهم الله وتذكروا رغم معرفتكم بالتاريخ الذي لا يرحم احدا .. واعلموا ان الشمس ستشرق قريبا ان شاء الله وستشخص الاسماء الرباعية ولقبها والبيوتات والافخاذ والشيوخ الذين لعبوا في جميع ساحات الرذيلةومن يعدها لا ينفع الندم.

فليترك كل من لبس ثوب التلوين والرذيلة والانحطاط الاجتماعي ولا تنساقوا خلف الخونة والحرامية الذين نهبوا خيرات مدينتكم والعراق وانصحوا ابنائكموالكثير من البيوتات ان يتركوا مهزلة المدح بهذا الحرامي المجرم او ذاك الحراميالمجرم في الفيس بوكات حين يصفونهم بالأسود والنمور وحماة الشرفووالخ .. عيب وخزي وعار لأنها تنم على ان من كتبها فاقد الضمير والشرف والكرامة.

ملاحظة :
اختكم بنت تكريت تتوسم وتترجى كل من يقرأ رسالتها هذه والرسائل التي ستصدرها مستقبلا ان تنشر عبر وسائل تواصلكم مع شكري وتقديري لكل من يؤمن بالله والوطن والشرف الرفيع .

اختكم
بنت تكريت
 ١١ / ٢ / ٢٠١٧





الاربعاء ١٠ جمادي الثانية ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أذار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب بنت تكريت نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.