شبكة ذي قار
عـاجـل










باتت المنطقة العربية حاضنة للارهاب وبشكل خاص الارهاب الديني ، الذي يشمل مكوني الدين الاسلامي السني والشيعي ، وكلاهما يمارس دور القتل ، والسعي لتدمير الحياة الإنسانية بذرائع واهية ، لا تمت بصلة للقيم والمفاهيم الدينية الاسلامية التي جاءت لخير البشرية ، وسعادة الإنسان على الارض .

داعش واحدة من الحركات اللاأخلاقية المجرمة التي تلفعت بالاسلام وهو بريء منها أشد البراءة ، فأخذت تمعن في قتل الناس من مسلمين ومسيحيين ، ومن عرب وغير العرب فعملياتها في الاغلب وفعالياتها ونشاطها الاجرامي استهدف المنطقة العربية في العراق وسوريا واليمن ومصروليبيا ، فضحاياها مسلمون ومسيحييون ، ولا يهمها إن كان ضحاياها نساء أو أطفال أو شيوخ ، فهي تهدف القتل والتدمير وتخريب الامن والاقتصاد .

وعلى الجانب الآخر في المكون الشيعي ما يمارسه الحشد الشعبي في العراق الذي لا يقل بشاعة في اجرامه عن اجرام داعش ، والذي يستهدف أتباع المكون السني من أبناء العراق ، تنفيذاً لأهداف فارسية مجوسية ، ليسهل للفرس السيطرة على العراق وتوسيع النفوذ في المنطقة العربية .

كلاهما داعش والحشد الشعبي وجهان لحالة واحدة ، حالة الارهاب والقتل والتدمير واشاعة الخوف والرعب في النفس البشرية ، وتعطيل الامن والرخاء والسلام الاجتماعي ، وتدمير الحياة السياسية والاقتصادية في الوطن العربي بشكل خاص.

كلاهما داعش والحشد الشعبي لا يستندان لمفهوم وقيم دينية صحيحة ، ولا يستندان لتأويلات منطقية تخضع للعقل ، وكأنهما يعملان على تغييب العقل لمن ينتسب إليهما، ليقوم بعمله الارهابي ، والبحث عن ما يدمر الارض والإنسان أغلى ما خلق الله على هذه الارض ، والذي جعل مهمته اعمار هذه الارض بالعمل الصالح ، واشاعة المحبة والوئام بين جميع البشر ، وأن تسود حياة الناس اياً كانت معتقداتهم الدينية كل الخير في حب الواحد فيهم للآخر .

ما يلاحظ في ممارسات داعش على وجه الخصوص أنها وهي ترفع الشعارات الدينية لم تستهدف لا الكيان الصهيوني ولا ايران ، وكأنهما محصنتان عن أعمال هذا التنظيم الارهابي ، وفي الوقت الذي تنجح أحياناً في اختراق الامن الاروروبي ، وتقوم بعمليات ارهابية في العواصم الاوروبية ، ولكنها في الكيان الصهيوني وايران رغم أن الامن ليس محصناً بالكفاءة كما في الدول الاوروبية ، مما يؤشر أن داعش تخدم السياسيتين العدوانيتين "لاسرائيل" وايران ، وهما اللذين يمارسان ارهاب الدولة في حق الفلسطينيين من جهة ، وحق الايرانيين والعراقيين والسوريين من جهة أخرى .

الفكر الطائفي الديني وما ينتج عنه من ارهاب آفة يجب استئصالها من عقول البشر ، وهذه لا تقوم على العمل العسكري ، بل على فهم الناس لمفهوم الدين والتمسك بالقيم الدينية السمحة ، وأن الله سبحانه ما خلق البشر ليقتل احدهم الآخر ، بل ليعمل كل واحد مع الآخر ، وليس هناك فوارق دينية أو طائفية أو عرقية بين البشر ، وليس هناك من هو مسؤول عن علاقة الإنسان بربه ، فكل واحد مسؤول عن نفسه ، ويحاسب على اعماله وأفعاله يوم الحساب ، والاسلام لا يقبل تحت أي ظرف أن يعادي هؤلاء الذين يختلفون معه في العقيدة ، لا بل يحترمهم ويأبى معاملتهم معاملة سيئة .

لابد من العمل على نشر التوعية بين شباب الأمة ، ولابد على الدول أن تسعى لاقامة العدل واشاعة الحرية ، فالظلم يدفع بالعديد ممن لا يحتمل عقله التعامل مع الحياة أن يسكن قلبه الحقد على المجتمع ، ويدفعه الاحباط للوقوع فريسة لهؤلاء الذين يسعون لتدمير المجتمع من خلال تدمير نفسه .

الارهاب مدمر للفرد والمجتمع ، فمحاربة الارهاب مسؤولية الجميع ، وكما هو مسؤوليات الافراد والمجتمعات بالوعي ، فهو مسؤولية الدول والحكومات من خلال القوانين والأنظمة التي تعمل على نشر الوعي واشاعة الحرية واقامة العدل ، فما من أحد بعيد عن التأذي بممارسات التنظيمات الارهابية التي تضرب في كل مكان ، وبشكل خاص في التجمعات واماكن العبادة للمؤمنين اياً كان دينهم واياً كانت عقيدتهم، فالدين لله ولكل واحد الحق في ممارسة دينه ومعتقده بحرية دون أن يعتدي على حرية غيره من بني البشر ، وممن يشاطره الحياة على هذه الارض .

dr_fraijat45@yahoo.com





الجمعة ١٧ رجــب ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.