شبكة ذي قار
عـاجـل










( الرجال كالأرقام قيمتهم تتوقف عند مواضعهم )

ما أصعب الكتابة عن رجل بحجم القائد عزة ابراهيم اطال الله عمره , الابن البار للعراق الذي استمد فكره من القران الكريم وحدد اسلوب عمله من السيرة الذاتية لسيد الانام محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم , كل مسيرة حياته من الايام الاولى للنضال وخلال فترة خمس وثلاثين سنة من حكم البعث نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب رفيعة من بينها منصب وزير الداخلية العراقي ووزير الزراعة احترم المسيحي واكرم الكردي والتركماني وما اغتصب الحقوق ولا سيس الدين ولا حصص الاعمال كان همه الوحيد العراق وشعب العراق .

حياة القائد لم تكن سهلة ميسَّرة، وإنما كانت مملوءة بالتحدِّيات والمصاعب ، ولكن هذا لم يفتَّ في عضده، وإنما زاده قوة وصلابة، وظهر معدنه الأصـيل والنقي في وقت تخلى الكل عن العراق في هذا الوقت وقف القائد كالطود الشامخ ليعلن ان مرحلة الفرز قد بدأت وتزعم جبهة الصمود والتصدي والتحدي ليقود شعبه نحو الطريق الصحيح عن طريق قيادة المقاومة ضد المحتل الامريكي ، وفوق ذلك كلِّه إرادة صلبة تفجِّر طاقات الشعب وتجمعهم حول هدف واحد هو تحرير العراق من الاحتلال الامريكي الصفوي .

لو بحثنا عن سر صمود الشعب العراقي أمام كل قوى الشر العالمي امريكيا و33 دولة تحالفت ضد العراق وشعب العراق لوجدنا وراء ذلك بالإضافة لعظمة الشعب وشرعية حقوقه الوطنية وصبره وقوة تحمله ، كانت هناك قيادة قريبة من نبض الشعب ومتفاعلة مع معاناته ومستعدة لقيادته في معركة التحرير . القائد عزة ابراهيم أطال الله عمره لم يكن يفكر بسلطة أو جاه ، ولم يساوم على استقلالية قرار التحرير ، أو يلتحق ويُلحق معه قضية حزب البعث وتحرير العراق بهذا المحور أو ذاك ، أو هذه الأيديولوجيا أو تلك ، بل وظف كل المحاور والأيديولوجيات لخدمة مشروع تحرير العراق من الاحتلال الامريكي , القائد عزة ابراهيم حفظه الله أوجد كل شروط انطلاق ثورة المقاومة ضد المحتل قائد رفع شعار تحرير العراق أولا ، شعار جسده بالبندقية وبالاشتباك المباشر مع قوات الغزوا ,وعندما تتابع حركة المقاومة من 9-4-2003 الى خروج المحتل مهزوما يصيبك الإحساس أن القائد عز العرب قد صرف نفسه كلها لهذه المهمة الكبيرة ..

هناك سمات ارتبطت بشخصية القائد عزة ابراهيم ( حفظه الله )

1- السمة الأولى هي قوة الإرادة وعدم الاعتراف بالمستحيل أو الاستسلام أمام التحدِّيات والمشكلات مهما كانت شدَّتها.

2- السمة الثانية هي أنه يجمع بين السـمات الشخصـية المتفرِّدة من ناحية، وحبِّ الجماهير والتفافها حوله من ناحية أخرى؛ وهذا لا يأتي من فراغ، وإنما من إيمان الشعب بإخلاص القائد وامتلاكه قدرات التغيير الإيجابي وإرادة الفعل وشجاعة اتخاذ القرار.

3- السمة الثالثة هي القدرة على تعبئة القدرات وحشدها ، وتعزيز روح التحدِّي والثقة بالنفس لدى الشعب، وبث روح الأمل في المستقبل.

4- السمة الرابعة هي العمل من أجل الأهداف العظيمة، والتحولات الكبرى، والطموح الذي لا تحدُّه حدود، وعدم الاكتفاء بما تحقق مهما كان كبيراً ومعجزاً؛ لأنه يؤمن بأن التقدُّم عملية مستمرة لا تتوقف ولا تعرف الثبات أو الجمود، وأن الأمم والمجتمعات التي لا تتحرك إلى الأمام تحكم على نفسها بالرجوع إلى الوراء.

5- السمة الخامسة هي أن شخصية القائد لم تحدث تحولات إيجابية في المجتمع العراقي فحسب، وإنما امتدَّ تأثيرها إلى العالم كله، وتركت مواقف وقيماً تمثّل مصدراً للإلهام وإثراء الفكر والعمل وشحذ الهمم عبر الأجيال.

القائد عز العرب بحجم العراق تاريخا وحاضر ومستقبلا واعتذر له أني لم استطع في هذا الحيز ملامسة عناوينه ...





الاحد ١٢ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أحمد مناضل التميمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.