شبكة ذي قار
عـاجـل










بمناسبة مرور خمسة عشر سنة على بدء العدوان على العراق واحتلاله، أصدرت قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، البيان التالي :

منذ ليل التاسع عشر – العشرين من شهر آذار من العام 2003، وما قبله وحتى الآن، ما زال العراق يتعرَّض إلى عدوان متواصل من قبل التحالفات والدول التي تعمل على إعاقة انتشار المشروع القومي العربي، بل واجتثاث الفكرة القومية وكل ما يمت إليها بصلة.

منذ قرار تأميم النفط، وحلّ مشكلة الأقليات القومية بإصدار بيان 11 آذار الخاص بأكراد العراق، والبدء بعملية التنمية الشاملة التي أعدتها قيادة ثورة 17 – 30 تموز 1968، ووضع إمكانيات العراق في سبيل مصلحة الوطن العربي، كان العراق يشكل الهدف الأول في مشاريع الصهيونية والدول الاستعمارية.

ولم يكن من الميسور أمام ذلك التحالف أن يقوم بتنفيذ مشروعه، وذلك لوجود أكثر من عائق عراقي ودولي، إلى أن أطلَّ العام 1990. ومستفيدة من المتغيرات الدولية، انطلقت الغريزة الأميركية، فقررت تنفيذ مشروع احتلال العراق تحت شعار ( إعادة العراق إلى ما قبل العصر الصناعي ) الذي أطلقه جيمس بيكر، وزير خارجية جورج بوش الأب.

وما إن أطلَّ عهد ابنه في العام 2001، حتى كانت الظروف الدولية والإقليمية والعربية قد أصبحت ناضجة، واعتبرتها إدارة جورج بوش الإبن أنها اللحظة المؤاتية لتنفيذ أكبر مشروع استعماري للسيطرة على الوطن العربي، ووضعها في خدمة الهدف الاستراتيجي ( نحو قرن أميركي جديد ) الذي أعلنته قوى التحالف الصهيوني – الأميركي، واعتبرت أن احتلال العراق يشكل المحور لمجموعة من الدول المحيطة به، ما إن ينهار حتى تتداعى الدول المحيطة به كأحجار الدومينو.

وما اعتبره المشروع الأميركي الجديد – القديم، مسألة في غاية السهولة، فقد تبيَّن أنه في غاية الصعوبة، خاصة بعد انطلاقة المقاومة العراقية الشعبية المسلحة، والتي كان حزب البعث العربي الاشتراكي يشكل محورها وعصبها الأساسي. وكانت من أهم نتائجه ودلائله، هو هزيمة قوات الاحتلال الأميركي في أواخر العام 2011.

وبعد الانسحاب الأميركي في العام 2011، برزت بشكل واضح خيوط مؤامرة كبرى شاركت فيها الدول الإقليمية المحيطة جغرافياً بالعراق، وهي التي تولَّت وراثة الاحتلال الأميركي بشكل أكثر خطورة وحقداً، وذلك بعد أن تسلَّم نظام ( ولاية الفقيه ) في إيران كل مفاصل المؤسسات الحكومية من سياسية وعسكرية وأمنية وثقافية ودينية. وكان من أكثرها خبثاً استراتيجياً هو القيام بغسل أدمغة مجموعات كبيرة من العراقيين، وإحلال ثقافة التعصب المذهبي مكان الثقافة الوطنية والقومية أولاً، والقيام بأكبر مشروع تغيير ديموغرافي في العراق ثانياً.

وإذا كان من الصعوبة بمكان أن تحتل أميركا العراق من دون موافقة ومشاركة ودعم إيراني، فإنه من المستحيل أيضاً أن يبقى النظام الإيراني في العراق من دون دعم أميركي غير محدود. ولذلك يأتي التحالف الوثيق بين أميركا وإيران على قاعدة تماثل مشروعيهما، والذي يحكمه المبدأ العام، مبدأ اجتثاث الفكر القومي العربي وكل من يضمره في قلبه ومن يشهره على لسانه أو يعمل على تطبيقه في مجالات الفكر والعمل.

وإن قيادة الحزب في لبنان، إذ تضع هذه الحقائق أمام أنظار الرأي العام الدولي والعربي والعراقي، تلفت نظر العراقيين والأنظمة الرسمية العربية إلى أن ما يجري في العراق لا ينال بالأذى طائفة ما أو ديناً ما، أو عرقاً ما، بل ينال من كل العراقيين من شمال العراق إلى أقصى جنوبه. ومن شرقه إلى أقصى غربه. وأما بالنسبة للأنظمة الرسمية العربية، فقد آن لها أن تعي أن تقويض العراق وإلغاء مفهوم الدولة فيه كان البداية، ولن ينتهي المشروع بأقل من نقل تطبيق ما حصل في العراق إلى كل قطر من أقطار الوطن العربي من دون استثناء. وأما بالنسبة لأحزاب الحركة الثورية العربية، فلا يتوهمَّن أحد منهم أنه سيكون بمنأى عن الاجتثاث طالما أنه يحمل فكراً علمانياً، فلعلَّها تقف بما يمليه عليها واجبها ليس في الدفاع عن حزب البعث ومنجزات ثورته في العراق فحسب، بل عليها أيضاً أن تعتبر بأن تقويض الاحتلال الأميركي والإيراني في العراق هو دورها الأساسي الذي يحتم عليها واجب الدفاع عن نفسها وعن فكرها.

بين تلونات المواقف وفذلكات الحركات اليسارية، وبين اجتهادات الأنظمة الرسمية ووسائلها القاصرة في حماية أنفسها من الخطر الإيراني، على الجميع أن يدركوا أن المقاومة العراقية ممر أساسي وسليم لحماية الوضع العربي من المزيد من الانهيار.

تحية لأرواح الشهداء، وفي الطليعة منهم صدام حسين
وتحية للمقاومين، وفي الطليعة منهم عزة ابراهيم، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وتحية إلى كل من رفع هدف تحرير الوطن العربي من الاحتلال الأميركي والإيراني في أولوية أهدافه.

في  ١٩ / أذار / ٢٠١٨





الاثنين ٢ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أذار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.