شبكة ذي قار
عـاجـل










غرابيب الشر الذين دخلوا مع المحتل عام 2003 اوغلوا في دفع البلاد الى هاوية التردي والظلامية ، واهمين بقدرتهم على أطفاء وهج شمس حضارات العراق التي مازالت تبهرعالم اليوم ،متناسين ان السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين هم الذين كانوا اول من اخترع الكتابة واوجد الخط المسماري وزرع الأرض وشق الأنهر وخزّن المياه ونظم الري وطوّع المعادن وصنع الزجاج وابدع الجنائن المعلقة واوجد القوانين والدولة ووضع شريعة حمورابي وابدع ملحمة كلكامش وقصة الخليقة وقصة الطوفان وعشرات الملاحم الأدبية واسسوا للفكر الفلسفي السبّاق وعلم الفلك والرياضيات والجبر والطب والجغرافية والخرائط ،وفضله يشهد به خبير الحضارة السومرية العالم الأمريكي الروسي الاصل الدكتور صموئيل نوح كريمر بقوله " ان الإنسانية والغرب مدينان بالأفضال لحضارات وادي الرافدين ومانقلته بغداد ايام بني العباس من معارف وعلوم واداب" وحافظ العراقيون احفاد أولئك العظام ،قبل الاحتلال ،على ارث السلف وبنوا عراقاً قوياً واحداً مزدهراً وناهضاً ، ليقضوا، وبشهادة اليونسييف، على الامية أوائل سبعينات القرن الماضي ويصبح العراق الأفضل والأول على دول العالم في أنظمة التربية والتعليم وابناؤه الأكثر حصولاً على الشهادات العليا وحقق نهضة زراعية أوصلت البلاد عام 2002 الى الاكتفاء الذاتي وثورة صناعية وخدمية راقية فازت خلالها بغداد اكثر من مرة بالعاصمة الانظف عالمياً وبنى جيشاً قوياً حمى العراق والامة من شرر خميني وعطّل مشروعه التوسعي بدماء عراقية غزيرة ! واعمل"أولاد الشوارع" من مطايا المحتلين وعملائهم بعد عام 2003 معاولهم لتخرب وتهدم حتى شواخص ونصب حضارات مشرّفة فضلا عن تدمير البلاد ونهب خيراتها واستلاب إرادة الانسان وتشريده وتجويعه وافقار البلاد ، مذكرّين بما حصل لبغداد على يد هولاكو المغولي !وخالفوا في نهجهم عجلة التقدم بتشريعات ألقت بالبلاد في اتون التخلف والانحطاط ، ففي 28 / 3 / 2018 أعلنت وزارة العدل انطلاق مشروع التحكيم العشائري ؟! ليضاف الى جملة تشريعات ظلامية بدءاً بدستور تقسيمي وعملية سياسية فاشلة وسلطة محاصصة أتنية وطائفية شرعنت ثقافة التخلف وبث البدع والاباطيل ليعم الجهل حد الاعتقاد باتخاذ ( بقايا تركتر قديم ) مزاراً، وتقديم النذور لـ ( خروف ) يشفي المرضى ؟! فالبلاد مستباحة تمزقها الخرافات ،والسيادة منتهكة ،ونفوذ إيران في اتساع بعد ان كانت دولة عيلام الإيرانية ضمن الدولة البابلية ! فملالي طهران زحفوا على ابار النفط الحدودية واحتلوها ! وحكام الكويت لم يكتفوا بما ابنلعوه من أراضي وابار نفط والـ 52 مليار دولار كتعويضات ،فاحتلوا أبار نفط منتجة واراضي نفطية ومزارع وبساتين نخيل وارصفة ملاحية في ام قصر وابتلاع خورعبدالله وانشاء ميناء مبارك الكبير على ارض وفي مياه عراقية لخنق العراق وسلب اطلالته التأريخية على البحر !كل هذا يحدث بعلم وتواطؤ سلطة بغداد المنهمكة بالسرقة وافراغ العراق ومتاحفه من النفائس والعمل على طمس ارثه العظيم والتنكر لهويته العربية مع سياسة دموية لم تتوقف! فقد فيها العراق اكثر من 2 مليون قتيل وبحدود 650 ألف جريح ومعوق واكثر من 100 ألف مفقود وهناك 278 ألف معتقل ، واكثر من 4 ملايين مهجّر في الخارج ، وفي الداخل 5 مليون نازح، وعدد الايتام 6 ملايين ،والارامل 2 مليون ، وبحدود 7 مليون امي، و نسبة البطالة 40% ومن هم تحت خط الفقر 38% واصبح العراق النفطي مديناً بـ 138 مليار دولار للبنك الدولي فقط ! وتحتاج 3 من مدنه المدمرّة فقط لأكثر من 300 مليار دولار، ويتصدرالعراق اليوم لائحة الدول المتخلفة والأكثر فساداً ،وعلى رأس الدولة غير القادرة على العيش ؟!، وافتقدت الخدمات ،وانتشرت المخدرات لتصل نسبة المتعاطين 6% وانتهت الزراعة وتوقفت الصناعة وهربّت المكائن وبيعت ( خردة فروش ) خارج الحدود بعمليات سطو وتدمير منظمة ،واستشرى الفساد ليعم كل المرافق بما فيها القضاء والتربية والتعليم ،وألغيت المجانية بعد الشروع بخصخصة الخدمات الأساسية وهذه المرافق والتي كانت تشمل مجانيتها دول الجوار في التطبب والتعليم ، ان الغرابيب السود هؤلاء واسيادهم لواهمون اذا ظنوا انهم بذلك قد نالوا من العراق وتأريخه العريق وطوعوّا شعبه ،فالعراق خالد ،ووهج حضاراته لن ينطفيء .




الاثنين ٢٣ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.