شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء أمّتنا العربية المجيدة
أيها المناضلون البعثيون ، أيتها المناضلات البعثيات
يا جماهير شعبنا اليمني الأبي

اليوم يحتفل البعث وجماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بالذكرى الحادية والسبعين لميلاد حزب الأمة ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي شكلت ولادته في السابع من نيسان عام 1947م بداية مرحلة جديدة في حياة الأمة العربية .

لم يكن ميلاد البعث ميلاداً تقليدياً ، ولم يكن حالة مضافة في الساحة العربية ، بل كان حالة متميزة انطلقت من طموحات الأمة وآمالها ، وآلامها ، وقد عبر الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق ، رحمه الله ، عن مرحلة البداية تلك حين قال : إنا نشعر بأن مرحلة جديدة يجب أن تبدأ ، وأن تظهر فيها الأمة العربية على مستوى جديد غير المستوى السلبي الذي كانت عليه .

أيها البعثيون في كل مكان
إن ذكرى ميلاد الحزب مناسبة تاريخية نستلهم فيها الدروس ، لنزداد ثباتاً على ثبات ، وإيماناً على إيمان ، نستلهم من فكر البعث العظيم ، ونغذِّ السير على درب الوحدة والحرية والاشتراكية ، نتقدم دائماً متجاوزين كل العثرات والظروف .

إن السابع من نيسان هو استذكار للفعل الثوري واستنهاض للهمم الثورية والمشخصة تشخيصاً كاملاً بالقائد المؤسس الرفيق أحمد ميشيل عفلق ، رحمه الله ، ومكمل المسيرة ونبراس البعث والأمة ، الشهيد الحي ، الرفيق القائد صدام حسين ورفاق دربه .

لقد شكل السابع من نيسان إشراقة جديدة في تاريخ العرب ، نقلت أمتنا من عهود الضعف والمراوحة والتردي ، ووضعت قدميها على درب المبادئ والأهداف العظيمة مجسدة الطموح الجمعي لكل أبناء الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية .

يا جماهير أمتنا العربية
منذ اليوم الأول لتأسيس حزبكم ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، جعل البعث جماهير الأمّة غايته ووسيلته ، غايته في حفظ كرامتها وتحقيق حريتها وعيشها الكريم ، ووسيلته الثورية على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية ، فأنتم أيها الشعب العربي الأبي روح الثورة العربية وعنوانها ، فانهضوا واعملوا على قلب رجل واحد في حفظ أمّتنا وحرماتها .

فالبعث ، حزب الأمة الذي خرج من رحمها ، وعبر عن أمانيها وتطلعاتها ، في الوحدة والحرية والاشتراكية ، وهو المدافع الأمين عن مصالح جماهيرها ، والمنقذ لها من حالة التشرذم والضياع التي أصابت الكثير من أبنائها ، وتآمرت على كل ما هو نقي وطاهر في هذه الأمة ، ناسية أن هذه الأمة قد تضعف ولكنها لن تذل أو تستكين ، لأنها أمة الرسالة الخالدة سماوياً وأرضياً . .

إن البعث منذ ولادته الأولى قد اختط منهجاً نضالياً جديداً ارتكز على تحقيق وحدة الشخصية العربية كمنطلق لبناء المستقبل العربي ، فأحيا قيم عهد البطولة وأمل الوحدة وعظمة النضال في سبيل المبادئ .
وفي هذه الذكرى يجدد بعث الأمة من جديد ، في ساحات المواجهة مع أعدائها على أرض العراق وسوريا واليمن ، التي أنهت كل أحلام الإمبرياليين الأمريكيين ، وكشفت مدى عداء الفرس المجوس ومشروعهم الخبيث للأمة التي انتزعتهم من عبادة النار إلى عبادة الله .

إن المؤامرات الداخلية والخارجية التي استهدفت الحزب عبر مسيرته النضالية - من قبل الأمريكان والفرس والصهاينة - وما زالت تستهدفه كثيرة ومتعددة إلا أنه بقي حزب الأمة ، فهو الحزب القومي الوحيد ، الذي ما زالت جذوره ضاربة في عمق تراب الوطن العربي وستضل ، وفي أوساط التجمعات العربية خارج الوطن العربي . ورغم كل المؤامرات إلا أن البعث بقى صامداً رغم حقد الحاقدين ودناءة الموتورين على الأمة وتاريخها وحاضرها ومستقبلها .

يبقى البعث صامداً على درب الوفاء للمبادئ في ساحات المواجهة مع أعداء الأمة ، يفقأ بصموده اعين كل هذه القمامات البشرية ، التي ارتضت لنفسها أن تتخندق في صف أعداء الحزب ، وقد ظن أعداء الأمّة وأعداء الحزب أن احتلال دولة البعث في العراق سيجعل لهم الطريق سالكاً في تمزيق الأمّة العربية وتدميرها ، وفاتهم أن جذور البعث في الأمّة عميقة وثابتة بثبات ثوريته وفعله المتقدم على الساحة العربية ، وثابتة بثبات جماهير البعث وقيادته السياسية المجاهدة على المبادئ وقيم الحزب العظيمة .

أيها الرفاق المجاهدون والرفيقات المجاهدات
ها هي قيادة البعث المؤقتة المجاهدة في قطر اليمن تتصدى للارتدادات التي أصابت عمله التنظيمي ومساره الصحيح كجزء من محاولات استهداف البعث في عموم الوطن العربي ، وها هم رجال البعث الغيارى ، رفاقكم في قطر اليمن ينجزون في زمن قياسي خطوات مهمة في إعادة ترتيب صفوف البعث وتصحيح مساره ، التي حاول أعداء العروبة خاسئين من تجيرها لحسابهم وإلباسَها ثوب التبعية للصفوية ، فتمكنوا من تنقية جسد البعث العظيم .

أيها المناضلون الوحدويون
أيتها الجماهير اليمنية الصابرة المجاهدة
ان ما تشهده ساحتنا الوطنية من وضع مأساوي تسبب فيه الانقلابيون تمثل في تمزيق وحدة الصف ، وإثارة النعرات الطائفية ، والقتل والتشريد والسجن ، وتجويع الشعب ونهب ثرواته ، وقطع مرتبات الموظفين ، نتج عنه غلاء معيشي أثقل كاهل المواطن وخلق أزمات عصفت بحياة الناس وقضت مضاجعهم ، وإن حزب البعث العربي الاشتراكي القومي – في الوقت الذي يقف في صف الجماهير اليمنية الكادحة التي خبرته عبر عقود من الزمن ، وعرفته مدافعاً عنها ومعبراً عن مصالحها وحقوقها المشروعة ، فإنه يحذر الانقلابيين من مغبة الاستمرار في انقلابهم ومتاجرتهم بأقوات الناس ومستقبلهم ، وفي الوقت ذاته يحمل الحكومة والتحالف العربي مسؤولية ما آلت إليه أحوال البلد الاقتصادية وما قد يترتب عليها ، ويؤكد على ضرورة التكاتف والتعاضد الجماهيري في حفظ وحدتنا ولُحمَتِنا الوطنية والالتفاف حول الشرعية لسرعة إنهاء حالة الانقلاب ، وصرف مرتبات الموظفين وتحسين حالة الشعب الاقتصادية وتطوير العمل الثوري على الصعيدين القطري والقومي .

أيتها الجماهير اليمنية الصابرة
نحي الذكرى الحادية والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي وكلنا إصرار وعزيمة في المضي نحو تحقيق أهداف بعثنا الخالد ، مجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق وتحرير أراضينا المحتلة في فلسطين والعراق ، والجزر العربية في الخليج ، والأحواز ، والتصدي لمحاولات الهيمنة الصفوية على مقدرات يمن العروبة وسوريا والعراق ، فقد تمادى الكيان الصفوي القائم في إيران الفارسية في غيه وإجرامه موافقاً في ذلك غايات الكيان الصهيوني وراعية الإجرام والإرهاب الدولي أمريكا ، ومن الأخطار المحدقة بالأمّة بشكل عام واليمن بشكل خاص ، تلك الأوراق الدينية والطائفية والشعارات الانفصالية التي يلعب بها أعداء الأمّة ، فالسياسة المغطاة بعباءة الدين وشعارات الانفصال تخدم أعداء الأمة ، وعلى جماهيرنا الواعية المثقفة أن تعمل على توعية الناس لهذين الخطرين المهلكين ، وأن لا ينجروا وراء الشعارات الدينية والانفصالية التي يستخدمها أعداء الأمّة زوراً وبهتاناً من أجل السيطرة على عقول بعض السذج وفراغها الفكري ، ولابد للجماهير أن تعي حقيقة أهداف وغايات هذه الأحزاب والحركات والتجمعات التي تتخذ من الدين غطاءً ومن الانفصال شعاراً لعملها الذي يصب جملة وتفصيلاً في مصلحة الكيانين الصهيوني والصفوي وراعيتهما أمريكا ، وأن من واجبكم أيها الرفاق أينما كنتم على ساحة وطننا العربي أن تتسلحوا بالثقافة الثورية وتعملوا بهمة عالية تليق بمعناكم البعثي وتتواجدوا بقوة بين الجماهير والأخذ بيدها إلى بر الأمان وجادة الصواب ، وتحصينهم من الغزو الفكري المعادي الذي يستهدف بالأساس حقيقة المعاني الوطنية والثورية في جماهيرنا العربية .

عاشت الأمة العربية المجيدة
عاشت فلسطين عرة عربية من النهر إلى البحر
والله أكبر وليخسأ الخاسئون

قيادة قطر اليمن المؤقتة
السابع من نيسان ٢٠١٨ م





الاثنين ٢٣ رجــب ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب حزب البعث العربي الاشتراكي القومي - قيادة قطر اليمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.