شبكة ذي قار
عـاجـل










تمتلك الكثير من الأحزاب الثورية وسائل إعلام ، تتواصل من خلالها مع أعضائها، والجمهور بشكل عام ، وتحدد وسائل الإعلام تلك بضوابط وقواعد تقررها قيادة الحزب من خلال المؤتمرات الدورية، لكن التحولات السريعة في وسائل الاتصال ، وما حصل من ثورات تكنولوجية وإعلامية يتطلب مراجعة وضعية إلا علام الحزبي في ضوء هذه التحولات لجعله أداة أساسية في نضاله من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية للحزب ،مع الأخذ بنظر الاعتبار التأكيد على المسلمات التالية وهي :

1- أهمية تفعيل الإعلام الحزبي .
2- تطوير أدواته وعدم الاعتماد على الوسائل التقليدية فقط.
3- مواكبة التطوّرات بما يحقق وصول أفكار ومواقف وسياسات الحزب بشكل أكبر وأكثر فعالية ليس فقط لأعضاء الحزب وإنما لجميع شرائح المجتمع.

إن هناك البعض من النشرات الحزبية والتي يتم توزيعها بشكل خاص على أعضاء الحزب وكما هو معمول فيه تقليديا ، مع أن البعض منها يمكن أن تستخدم للوصول إلى الجمهور بشكل عام من باب الدعاية الحزبية والتي تحتاجها الأحزاب التي تعرضت إلى استهداف القوى الامبريالية والإقليمية وتابعيهم ومن هذه الأحزاب حزب البعث العربي الاشتراكي مع الالتزام بالمعايير والضوابط التي يحددها الحزب واحترامها.

إن البعض من الإعلاميين يقول أن الإعلام مهني ويتعامل مع الحقيقة ، وانأ أتسأل هل الانتماء الحزبي أو الأيديولوجي يحرف الوظيفة الأساسية للإعلام ؟ وهناك من يقول أن الإعلام في الأساس هو دور الرقيب والناقد والمراجع، والصدق في نقل الواقع وهذه حقيقة يجب أن يتعامل معها الإعلام الحزبي ، وقسم آخر يقول إن ما يجب إن نعمل عليه هو البعد التنموي في الخبر، وبالتالي نحن لسنا صحيفة أخبار قبل أن نكون صحيفة رأي، فالإعلام الحزبي يجب أن يهتم بالبعد التنموي سواء التنمية الفكرية، التنمية السياسية، التمنية المجتمعية، خاصة في مرحلة يتصدع فيها الوعي والهوية والانتماء بسبب استهداف متعدد الأطراف والذي اشرنا إليه أعلاه ، ويرى البعض أن الانتقال بالإعلام الحزبي من مستواه الداخلي أو المؤسسة الحزبية إلى آفاق مجتمعية وإقليمية، وأحياناً دولية لأن إستراتيجيتنا الإعلامية يجب أن تخاطب ليس فقط المؤسسة الحزبية الداخلية بل عليها الوصول إلى القوى والتيارات والأحزاب الوطنية والقومية وانأ أميل إلى هذا الرأي .

أن هناك حاجة ملحة لتفعيل الإعلام الحزبي وتطوير أدواته وعدم الاعتماد على الوسائل التقليدية فقط ومواكبة التطورات بهذا الخصوص بما يحقق وصول أفكار الحزب ومواقفه وسياساته بشكل أكبر وأكثر فعالية، ليس فقط لأعضاء الحزب وإنما لشرائح المجتمع جميعها، أن هذا الكلام قد يثير إشكالية، وهي أن الإعلام، الإعلام كله، أم أنه يوجد إعلام حزبي وإعلام غير حزبي، في الواقع يوجد إعلام حزبي وتوجد مؤشرات في هذه المرحلة التاريخية تشير إلى أن الإعلام غير الحزبي يتلاشى، وبالتالي فان طموح حزبنا إلى دخول مرحلة الحداثة السياسية ، له علاقة وطيدة مع الانفتاح على تقنيات التواصل الحديثة وتوسيع هامش حرية التعبير والاقتناع بمقاربة جديدة تواكب تطور البنيات الفكرية وتطور المجتمعات الدولية والمنظومات التواصلية ، وفي اتجاه آخر لا بد أن تكون لدى الحزب تصورات دقيقة في هذا الاتجاه يمكن أن تساعده على الانتشار بين الجماهير في الوقت الذي غزت فيه هذه التقنيات والشبكات التواصلية الاجتماعية أغلب البيوت، كما يتحتم كذلك على الحزب صياغة مشروعه الإعلامي وفقا لمرجعيته وخط تحريره الإعلامي ،والعمل في اتجاه النهوض بالإعلام الحزبي من تطوير موقع الحزب على شبكة الإنترنيت بالإضافة إلى النشرات والتوجيهات الداخلية .

إن الأعلام الحزبي هو الحالة التي نستطيع فيها نحن كعبثيين لنا إيديولوجية ومواقف وأفكار وقناعات سياسية وثقافية واجتماعية وقومية ووطنية أن نجسد هذه القناعات من خلال قنوات تمثل فكر الحزب ومستوعبتا له وقادر أن تحاور فيه وليس مجرد صحفية أو موقع ممكن أن يحل محله أي محرر خريج صحافة أو خريج أي قسم جامعي آخر أننا نمتلك القدرة على أن نكون صحفيين بعثيين ومهنيين بنفس الوقت خاصة وأن الفرصة متوفرة ولكننا بحاجة إلى مقومات وهنا المهنية يجب أن تكون شرط أساسي حاضر للعمل في أي صحيفة أو موقع سواء كانت صحيفة حزب أو غيره .

هل نستطيع أن نؤمن لنا القنوات التي نتمكن فيها من أخذ موقفٍ ما في قضية معينة وطرحه بعيد عن الأطر التقليدية والمزاجية ، أي تأمين قناة ليكون لدينا مصدر خبر. لذلك نحتاج إلى مصدر للخبر ومن ثم يجب أن نعمل على ما وراء الخبر، أنه ليس من الصواب أن نعطي حصة كبرى للسياسة في صحيفة أو موقع على حساب قضايا أخرى ،وأن يكون الجانب السياسي هو عنوان الجريدة و الموقع وأساسهما وهذا أيضاً يحتاج إلى أن نمتلك كفاءات وكوادر.

إذا نظرنا إلى شريحة الفاعلين الذين يشرفون على وسائل الاتصال الحديثة في عالمنا المعاصر اليوم ، نجد أنهم ينتمون إلى فئة الشباب ، فهم القادرين على التوظيف الفعال لهذه الوسائل ، وان هذه الشريحة هي القادرة على نقل الأفكار والتصورات إلى الفعل الحزبي لكن يجب أن تستمد هذه التصورات هويتها وقوتها من الجماهير وتؤمن بالتغيير في أفق الحداثة ، فالإعلام الحزبي يتطلب اليوم المهنية ويشترط تكوينات ضرورية في تقنيات التواصل و الاستقطاب لمناضليه وقيادته حتى يكتسبوا مهارات تواصلية قادرة على أن تجعل الجميع في صلب الثورة الإعلامية بكل امتداداتها ، كما يقتضي ذلك وضع تصورات واستراتيجيات مستوحاة من أحدث تقنيات التواصل لكي يكون الخطاب الحزبي أكثر تأثيرا ، وفقا لما تتطلبه الممارسات الحزبية الحديثة التي تهدف إلى إطلاع المناضلين الحزبيين والمواطنين على المستجدات الحزبية والتصورات والمواقف والتحاليل السياسية والآراء الحزبية والتداول حول مواضيع ذات اهتمامات مشتركة ، وكذلك التعريف ببرنامج الحزب، والسؤال هل بالإمكان إفساح المجال إلى شبابنا والاعتماد عليهم في هذه المهمة ؟





السبت ٤ رمضــان ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أيــار / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د . فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.