شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد كان ولا يزال الاحتفاء بالمولد النبي ميلاد النبي الاكرم محمد صل الله عليه وسلم ، منهجاً ونبراساً في عقيدة حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي ، من خلال أقوال واحاديث الرفيق القائد المؤسس رحمه الله ، والشهيد الرفيق صدام حسين رحمه الله الذي حرص على الجانب الايماني والاستشهاد بمآثر الرسول وال بيته وصحابته ، وكان بلسم الحب النبوي في سلوك واحاديث وأقوال الرفيق القائد عزت ابراهيم حفظه الله ورعاه ، والذي يحرص على ان يبدا حديثه وكلامه " بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وقائد الغر المحجلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين " مما يؤكد على الإيمان الكامل والرسالة الواضحة للجميع ان سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم هو قدوتنا ورمزنا ومعلمنا وملهمنا في الثبات على المبادئ والعزيمة والصبر على الشدائد .

لقد تعلمنا من البعث ان ميلاد الرسول محمد صَل الله عليه وسلم ، من اهم محطات البشرية جمعاء ، وعلينا ان نستشف من مآقيه العذبة زلالة الدورس والعبر وفهم المعاني العظيمة لهذه الولادة الخالدة ، فهي ميلاداً واقعياً للنور والهداية والثورة ضد الظلم والاستبداد والعبودية ، لقد كانت الولادة تبشر بميلاد عهد جديد ، عهد التوحيد والعبودية لله الواحد الأحد الذي لا شريك له.

إن ما يحز في نفوسنا ان في هذا الزمن من يتشدق بالانتساب الى بيت النبوة ، و اطلقوا على احزابهم وحركاتهم ومليشياتهم صفة الاسلامية وهم بعيدين كل البعد عن الرسول والإسلام ، فالحبيب صَل الله عليه وسلم اتسم بصفات عظيمة منحها الله إياه ( البشير والنذير - السراح المنير - الداعية الى الله - صاحب الخلق العظيم - الرؤوف الرحيم، وغيرها من الصفات )، فهو الصادق الأمين الذي علم الانسانية الكثير ، وهو الذي لم يترك درهما ولا ديناراً من ماديات هذه الدنيا ولكن ترك لنا القدوة الحسنة والمثل الأعلى ، وكتاب الله وسنته الشريفة هداية لنا في حكمنا وتعاملنا مع الناس.

ان المتشدقين من حكام المنطقة الخضراء عندما يجهرون بالنسب لبيت النبوة وهم في افعالهم ابعد ما يكونوا عن الله ورسوله ، فقد خانوا الله ورسوله وخانوا الوطن والامة ونكثوا العهود وتحالفوا مع أعداء الله ودمروا دور العبادة وقتلوا العلماء وخربوا كل شيء في البلاد، ولَم يكتفوا بسرقة المال العام ، بل حطموا كل معالم الحضارة العراقية التي بنيت بسواعد العراقيين الأبطال ، منذ تاسيس الدولة العراقية الى عام ٢٠٠٣، و حطوا من مكانة وكرامة ابناء الشعب العراقي الكريم الأبي من خلال ممارسات وطقوس بالية ومستهجنة ، ولعلمهم فان العراقي يبقى ابياً كريماً عزيزاً بفضل الله فهو يعز من يشاء ويذل من يشاء ، وسيذلكم ايها البائسون الحاقدون فأنتم لستم من ابناء شعب العراق ولا من أمته العربية والإسلامية.

إن على العراقيين وهم يحتفلون بالمولد النبوي الشريف ، ان ينهلوا من شمائل خاتم النبيين وأخلاقه وهو من قال فيه رب العزة " و إنك لعلى خلق عظيم " فالصبر والوفاء والرحمة والتسامح من تلك الأخلاق التي نحتاج ذكرها وتمجيدها حتى تملأ قلوبنا محبة بَعضُنَا وعدم فسح المجال للخونة والعملاء من تكريس السلوك الطائفي ونبذ كل ما يتنافى ومنهج سيدنا محمد صَل الله عليه وسلم ، وان نحافظ على توحيد الله ولا نشرك به ولا نجعل له أندادا ، كما سار على ذلك ال بيته الاطهار وصحبه الأبرار .

إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مناسبة لتجديد حبنا لرسول الله صَل الله عليه وسلم وتعميقه وترسيخه لان حبه واجب وفرض، وان نحفظ الأمانة أمانة الوطن والمال والعرض والأرض ورعاية الرعية.

ويتوجب علينا نحن البعثيين ومعنا شعبنا العراقي المظلوم ان نستخلص درس الجهاد الذي سلكه رسولنا الاكرم في مكة والمدينة ، وكيف تجاوز المصاعب بإيمانه العميق وثقته بنصر الله المبين ، ومهما طالت المنازلة مع الأعداء لابد لنا ان نضع الآية الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً
صدق الله العظيم
سورة الاحزاب الآية ٢١

وعلينا في هذه الايام المباركة والذكرى العطرة ، ان نجدد عهد الوفاء والبذل والعطاء والتضحية من اجل تحرير العراق ، والامة العربية من الاستسلام والخنوع والتبعية للاجنبي ، وان نحب بعضنا البعض وان نسترشد بتوجيهات قائد مسيرتنا شيخ المجاهدين الرفيق عزت ابراهيم حفظه الله ورعاه وسدد خطاه ونصره على الأعداء ، والذي قدم اروع نموذج في حبه لله ورسوله وال بيته وصحابته، وحبه للعراق والامة العربية وجهاده في سبيل الله ضد من باع العراق والامة وترك نعيم الدنيا ، و اثر نعيم الآخرة مقتدياً بسيد الخلق سيدي ورسولي ابا القاسم محمد صَل الله عليه وسلم .

اللهم بحق صاحب الذكرى وبحق منزلته عندك ان تحفظ العراق والامة العربية و تحفظ شعبنا وتخلصه من الطغمة الباغية وان تجعلنا ممن يقتدي بالحبيب محمد صَل الله عليه.

وتحفظ لنا شيخ المجاهدين وتطيل في عمره وتمنحه القوة والإيمان والثبات على المبادئ فهو رفع راس كل الرفاق جميعا اين ما كانوا و اين ما حلوا وعلا ورفع راية الجهاد .

انها فرصة لتنقية القلوب والنفوس بين كل الرفاق واستشعار لحظة المولد من كل ابعادها الدينية والروحية والجهادية ، وبذلك نكون قد عاهدنا الله ورسوله والقائد على مواصلة طريق الجهاد كل من موقعه و حسب امكانياته والله المعين والموفق .





الاحد ١٠ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب جعفر عبد عون الفريجي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.