شبكة ذي قار
عـاجـل










خرج علينا وزير خارجية ليبيا السابق ( عبد الرحمن شلقم ) في مقالة له نشرتها الشرق الأوسط اليوم 5 / 12 / 2018 تحت عنوان ( بوش الأول والثاني بين الكويت والعراق ) .. قال شلقم بعد مقدمة طويلة يشيد فيها بالقاتل الأمريكي الأب وإبنه السفاح ( هل كانت الكويت لصدام هي بولندا لهتلر ؟ ، حَمَلَةْ مسبحة المؤامرة رددوا صدام استدرج إلى الكويت بمخطط أمريكي .. فدخول هتلر بولندا بعد قضم تشيكوسلوفاكيا وضم النمسا كان يعني قراره إلتهام كل أوربا .. هناك في البيت الأبيض بوش الأب اتخذ قرار الحرب على صدام لإخراجه من الكويت قبل أن يتمدد إلى كل دول الخليج .. دُحِرَ صدام من الكويت ، ولكنه بقي على رأس العراق ، لماذا لم يطارد إلى بغداد وإنهاء حكمه ؟ ، كان الرد أن يبقى فزاعة لإيران .. خرج جورج بوش الأب من البيت الأبيض بعد خسارته للانتخابات أمام بيل كلنتون ، لكنه عاد مرة أخرى إلى المكتب البيضاوي في شخص إبنه بوش الثاني .. أعادة أحداث سبتمبر / أيلول فتح ملف لم يغلق سوى نصفه وقرار الحرب الشاملة على أفغانستان حيث قيادة القاعدة .. وكان السؤال في دوائر معامل التفكير السياسي وصنع القرار في واشنطن ، هل سيلجأ صدام إلى استخدام أسلوب إرهابي مبتكر للانتقام من الولايات المتحدة التي أخرجته مهزومًا من الكويت ؟ ، فالعقول تُوارَثُ مثلما الأحداث والسياسات ، جورج بوش بوش الأول في الكويت والثاني في العراق ، والهدف صدام حسين ) !! .

ماذا يريد أن يقول هذا الرجل الذي تآمر على الرئيس الليبي رحمه الله وهو وزير خارجيته في مقالته المحشوة بمقاطع التاريخ الملغومة ؟ .

دعونا نتناول بشكل ملخص بعض مفاصل ما قاله شلغم :

1-  هل تعلم بأن بوش الأب لم يجرأ الاقتراب من أسوار بغداد ، لماذا ؟ ، هذه الحقيقة غائبة عنك يا شلقم .. إن لواءًا أمريكيًا كاملاً من المارينز كان محاصرًا بالقرب من الناصرية بعد أن سقط في كمين أعده جيش العراق الوطني بإتقان وحنكة القيادة .. وأُعْلِمَ بوش الأب من قبل جيشه الغازي بقرار قيادة العراق ( الانسحاب أو إبادة اللواء الأمريكي ) .. عندها قرر بوش الأب فورًا إنسحاب القوات الأمريكية التي دخلت صحراء الناصرية خلال العدوان على العراق عام 1991.

2-  إن عدم اجتياح قوات بوش الأب للعراق لم يكن المراد منه جعل العراق ( فزاعة ) لإيران كما تزعم يا شلقم ، إنما خوفًا من إبادة لواء المارينز المحاصر في منطقة القتل العسكرية في صحراء الناصرية .. هل فهمت ذلك يا شلغم ؟! .

3-  كما أن دخول العراق للكويت لم يكن هدفه ضم الكويت للعراق - رغم كونه قضاء تابع لمحافظة البصرة زرعه الانجليز بعد انسحابهم من العراق ليشكل أزمة استراتيجية للمستقبل بين العراق وجيرانه - إنما كان الهدف إبعاد خطر الإنزال الأمريكي البريطاني المحتمل الوشيك في جزيرتي ( وربه ) و ( بوبيان ) ، وهو عمل دفاعي استباقي مشروع .. هل فهمت يا شلقم ؟ .

4- وإن العدوان على العراق مخطط له منذ عام 1968 ، وليس كما تقول ( إخراج العراق من الكويت قبل أن يتمدد إلى كل دول الخليج ) ، وهل أن في زعمك الخالي من الدلائل إنصافًا للحقيقة يا شلقم ؟ ، لقد كنت وزيرًا للخارجية فكيف تزعم هكذا مزاعم دون أن تستند إلى حقائق سياسية - استراتيجية للأحداث يا شلقم ؟ ، إذ لم يكن في خلد العراق ولا قيادته الوطنية أن يتجاوز حدوده الإقليمية ، لأن تاريخه الوطني واضح وخالٍ من أي نزعة توسعية يا شلقم ، إنما دول الجوار إيران وتركيا و( دويلة ) الكيان الصهيوني لها تلك النزعة العدوانية التوسعية عبر التاريخ ، فكيف تتجنى على نظام وطني بمثل هذه المزاعم يا شلقم ؟ .

5 - ثم ، لماذا لا تتحدث عن نزعة الكويت في قضم أراضي العراق الجنوبية وبساتينه ومزارعه ، ومحاولات حكام الكويت غلق إطلالة العراق على الخليج العربي وموت ميناء البصرة بتأسيس ميناء ( مبارك الكبير ) في عنق مدخل مياه العراق وإطلالته الوحيدة ؟ ، ولماذا لا تتحدث عن حكام الكويت الذين سهلوا للقوات الأمريكية والبريطانية تجمعاتها العسكرية لاختراق حدود العراق والعدوان عليه عام 2003 يا شلقم ؟ ، ألم يكن العراق معتدى عليه ويتعرض للعدوان والاحتلال من لدن سفاح واشنطن بوش الأبن وتابعوه من قوات بريطانية وغيرها جيوش بعض العرب الذين قدموا خدماتهم المجانية للأجنبي دون مراعات لما سيحصل بعد سقوط عمود التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط وهو العراق .. والآن يبذل الحكام العرب صغار العقول المليارات في سبيل صد العدوان الفارسي الصفوي المستمر عليهم ؟ ، ألم تجعل أمريكا من إيران فزاعة لحلب دول الخليج .. لماذا لا تتحدث عن هذا الواقع المؤلم يا شلغم ؟! .





السبت ٣٠ ربيع الاول ١٤٤٠ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الاول / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الرفيق الدكتور أبو الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.