شبكة ذي قار
عـاجـل










مع مرور تلك السنين العجاف على رحيله ..
وحلول الذكرى الثالثة عشرة لإستشهاده تفتقد الأمة بدرها ونوره الذي أضاء سماء الأمة طيلة سني حياته ..
تفتقد عظيمها الخالد أبداً في قلوب الملايين من أبنائها الشرفاء صدام حسين المجيد الذي قضى شهيداً في عليين لإجل العراق وفلسطين وعزة العرب وكبريائهم وعليائهم وفي سبيل وضعها في مكانها الذي تستحق رائدةً بين الأمم وليست أٌمةً ذيلية كما هو حالها اليوم ..

نعم اليوم وبالتزامن مع ذكراه العطرة الثالثة عشرة يخرج العراق عن بكرة أبيه الى الشوارع والميادين رفضاً للخراب والدمار وحالة الإنحطاط والهبوط التي حلت بالعراق وأمة العرب بعد رحيل فارس العراق والأمة العربية الشهيد الخالد صدام حسين الذي شكل في حياته ظلاً عظيماً للثورة والنهضة وأحرار العراق والأمة ..

وطوداً شامخاً تكسرت على حوافه الحادة كل المؤامرات والدسائس الإمبريالية والصهيونية ..
وكذلك الأطماع الفارسية الخبيثة التي تستهدف الأمة العربية بمجملها.

لقد كان صدام حسين بمثابة بدراً ساطعاً في سماء العروبة أضاء بنوره كل عوامل النهوض والبناء والتقدم والرقي , وتسلل شعاعه الوضاء في أوردة الملاين من العرب ليشكلا معاً حزاماً فولاذياً ممزوجاً بروح التحدي وعنفوان الثورة والمبادئ السامية والنبيلة في مواجهة كل الأخطار المحدقة بواقع الأمة ومستقبل شبابها وأجيالها القادمة ..

فكانت الأمة كلها صدام وكان صدام بحجم أمة.

وعلى وقع استشهاد عظيم الأمة وصقرها المغوار صدام حسين المجيد حلّ الخراب والدمار ليس في العراق فحسب وإنما في ربوع الوطن كله من محيطه لخليجه ليكتشف العرب كلهم أن عراق صدام حسين وثورة تموز المجيدة كانا بمثابة صمام الأمان للأمن القومي العربي وشكلا على الدوام عمقاً إستراتيجياً للعرب جميعاً وقضيتهم المركزية فلسطين المحتلة , وبإستشهاده أيضاً إنكشف ظهير العرب وثورة الشعب العربي الفلسطيني , وراح زعران الصهيونية يعربدون ويقتلون ويعبثون بمقدرات وأمن فلسطين والأمة العربية دون حسيب أو رقيب حتى تكشفت عورات حكام العرب الأصنام والغلمان الذين لا يقوون إلا على قمع شعوبهم وتكميم أفواه الأحرار فيهم , مما دفع الشباب العربي للنزول الى الشوارع والميادين رفضاً لحكام الذل والعار والشنار الذين لا همّ لهم سوى كنوزهم ومصالحهم الأنانية وتركوا أمن البلاد والعباد مستباحاً ولقمةً سائغة للأطماع الإمبريالية والصهيونية والفارسية والتركية وكلٌ يسعى لنيل حصته في الكعكة العربية بعد فقدها عظيمها وفارسها المغوار صدام حسين.

لقد ترك فينا شهيد العصر ومجيد الأمة إرثاً عظيما بكل معاني الرجولة وعنفوان التحدي والبسالة ..
وقيم الصدق والنبل والعطاء والتضحية حتى صار مدرسة كل الثائرين وعشاق العز والنصر والكرامة ..

ينهلون منها روح الفداء والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل المبادئ وأهداف الأمة السامية في الوحدة والتحرر والنهوض , وتمثلت روحه الطاهرة أيضاً في جسد كل حر وشريف تدق جدار خزائن قلوبهم وعقولهم وتدفعهم نحو القيام بواجبهم المقدس مهما كلفهم الأمر من تضحيات تجاه قضايا أمتهم وما يتهدد مصيرها الذي بات على المحك إزاء هول المخاطر والتحديات الجسام التي تواجهها في ظل تعاظم وتعدد جبهات الأعداء الذين إنهالوا عليها من كل حدب وصوب ..

وجهتهم تقاسم الأدوار والثروات ..
والإجهاز تماماً على عروبتها نزولاً عند إجنداتهم وأطماعهم قديمها وحديثها.

إنتفض شباب العرب في كل أقطار الوطن ..
في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والجزائر والشام واليمن وهم يستحضرون روح صقر العرب في ذكراه الثالثة عشرة ..
نزلوا الى الساحات والميادين غير اّبهين شلال الدم النازف من أجسادهم الندية ..

يهتفون للحرية والعزة والكرامة ..
يطاردون حكام البؤس والنذالة وأشباه الرجال , ولفيف العملاء والسراق حمير الفرس والروم ..

يواصلون الليل بالنهار بالروح بالدم في سبيل العروبة كما أرادها سيد الشهداء عليةً وسيدةً بين الأمم تحمي شبابها وأجيالها القادمة وتوفر لهم العيش الكريم والمستقبل الزاهر.





الثلاثاء ١٣ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب ثائر محمد حنني الشولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.