شبكة ذي قار
عـاجـل










أعلنت وزيرة الطاقة في لبنان، يوم الجمعة في ١٣ تشرين الأول ٢٠١٩، تلزيم أول بلوك نفطي لشركة توتال الفرنسية، فكانت بمثابة البشرى السارة التي زفَّتها إلى جماهير الشعب اللبناني.

وفي الوقت الذي أثير فيه نبأ امتلاك لبنان ثروة نفطية تحت مياهه الإقليمية، ومن خلال وقائع السنوات السابقة، حيث أثير الجدل حول هذه الثروة، وطال الجدل بين أمراء الطوائف للاتفاق على قوعد وأسس تنظيمها، والتي زعموا أنها يجب أن تكون سليمة لتصبَّ في مصلحة الشعب اللبناني.
وبحدسهم المبني على مرارة التجارب السابقة، ومن شدَّة تركيز أمراء الطوائف على حرصهم للمحافظة على تلك الثروة، اشتمَّ اللبنانيون رائحة تطييف تلك الثروة أيضاً بعد أن طيَّفوا كل شيء وأخضعوه لمبدأ المحاصصة بينهم، والذي لم تسلم منه حتى توزيع مطامر ( النفايات ).

في هذا الجو المشحون بالفرح الشعبي، لأن لبنان سيمتلك ثروة، لا تقبر الفقر فحسب، بل ستبنى قصوراً للثروة والغنى أيضاً، تبادر إلى الذهن، وعلى الفور، حكاية عن تقليد شعبي ديني عند المسلمين، ( نأسف من استخدام المصطلح واللبيب يفهم ما نقصد منه ) ، ويقضي بالبدء بالاستعاذة ( من الشيطان الرجيم ) قبل البسملة بالرحمن الرحم.

واستناداً إليه، وقبل استكمال الفكرة المقصودة من صياغة هذا المقال، نقول : ( أعوذ بالله من شياطين أمراء الطوائف ) لأن عيونهم وقلوبهم ترنوا إلى الكيفية التي سيضعون فيها الثروة النفطية تحت وصايتهم، ليلعقوا بواسطتها آخر قطرة بترول باسم طوائفهم، وعلى حساب فقرائها.

ما كنا نأمل بأن صوتنا سيكون مسموعاً قبل انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول من العام ٢٠١٩، لأن الرقابة الشعبية كانت موكولة إلى مجلس النواب، وما أدراك ما هو هذا المجلس، إنه خبز من عجين الأمراء.

وهل في ثقافتنا الشعبية التقليدية يُسمح للرعية النواب أن يتمردوا على من كان السبب في وصولهم إلى كراسيهم؟

وإذ كنا نرفع الصوت الآن، وفي محراب الانتفاضة الشعبية الرائعة، فلأننا نعتبر أن من انتفضوا هم الممثلون الحقيقيون للشعب اللبناني.

وهم وحدهم الذي يمثِّلون العين التشريعية الرقيبة الأمينة على مصالح الفقراء والمساكين وذوي الحاجة والمقهورين والغلابى .

وإذ كنا الآن نرفع صوتنا عالياً، فلأننا مقتنعون بأن صوتنا سيكون مسموعاً عند من نزلوا إلى الشارع منتفضين في وجه أحزاب سلطة أمراء الطوائف، من الذين إذا أكلوا فلن يشبعوا، وإذا شربوا فلن يرتووا، وإذا سرقوا ونهبوا فلن يقتنعوا ولن يرعووا طالما ظلَّت هناك نافذة في آخر النفق تسمح لهم لارتكاب كل جرائم الفساد والنهب.

ولهذا، وفي مقالنا المتواضع، تاركين التفاصيل ووضع المبادئ لمن لديهم الاختصاص بحقل النفط من قانونيين ومهندسين وخبراء ممن يُعتبرون من المخلصين لشرائح الشعب اللبناني الأكثر حاجة وفقراً، أن يضعوا برنامجاً علمياً موثوقاً لتنظيم إدارة الثروة النفطية بما يضمن إبعاد أمراء الطوائف وتوابعهم عن سرقة ثروة جديدة في لبنان، ربما لم تكون بالحسبان.

وانتظاراً لتحقيق أمنيتنا، نضع بين أيديهم الفكرة البسيطة التالية : على مقاييس رفع وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني.

وعلى مقاييس رفع وصايتهم عن القضاء.

وعلى مقاييس تشكيل لجنة قضائية بعيدة عن المحاصصة الطائفية.

الضغط من أجل تشكيل هيئة ناظمة لاستثمار الثروة النفطية، على أن يكون ممنوعاً على أمراء الطوائف الإسهام في تشكيلها، بل باعتماد مبادئ الكفاية المهنية، والنزاهة الأخلاقية، والابتعاد عن النفعية الشخصية، والالتزام بمصلحة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه الجغرافية.

ولكي يكون لبنان وشعبه بخير : ( إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الثروة النفطية في لبنان ومنع تحويلها إلى بلوكات طائفية ).





الاحد ١٨ ربيع الثاني ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الاول / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب حسن خليل غريب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.