شبكة ذي قار
عـاجـل











منذ اكثر من ٥ اشهر والعراق عموماً وبالأخص مدن الفرات الأوسط والجنوب مع العاصمة بغداد إضافة الى مشاركين من المحافظات الأخرى ، يشهد ثورة شبابية رافضة للعملية السياسية والسلطة التي قامت في ظل المحتلين والتي انحدرت بالعراق القوي والناهض والموحد والمتماسك والآمن والمهاب وصاحب السيادة والعزيز رغم استهدافه بالتآمر وحرب الثمان سنوات مع ايران الملالي ١٩٨٠ ـ ١٩٨٨ والحصار الظالم لأكثر من ١٣ سنة والعدوان الأمريكي والغربي المسلح في الأعوام ١٩٩١ و٢٠٠١ والذي انتهى بالاحتلال والتدمير عام ٢٠٠٣ لينحدر عراقنا نحو هاوية التأخر والجهل والظلامية والضعف والنكوص فجاء رد الشباب وهذه المرة من المحافظات التي كان المتسلطون يعدونها من الموالية لهم وفي هذا ضربة في الصميم اعلن فيها هؤلاء الشباب رفضهم لحكم المحاصصة والطائفية والدموية واللصوصية وقالوها مدوية لا والف لا لخونة البلاد من رموز وشخوص وسراق وللذيول العملاء ولا لإيران وتواجدها ولكل الوجود الأجنبي مؤكدين انهم امتداد لانتفاضة الشعب العارمة عام ٢٠١١ وما قبلها وان ثورتهم مستمرة حتى عودة الوطن المستلب والتغيير الجذري الرافض لكل من وما جاء به المحتل !وقد اهرق الدم الطاهر اذ حصدت آلة القتل والغدر للسلطة واحزابها وميليشياتها ما يقارب ٨٠٠ شهيداً واكثر من ٢٤ ألف جريح بينهم اكثر من ٥ ألاف معوق عدا المختطفين والمعتقلين ، وكلما صعّد المتسلطون وذيول ايران وحرس سليماني رغم تصفيته وأبو مهدي المهندس قائد ميليشيا الحشد من قبل الامريكان ، من عمليات القتل والترويع والغدر ازداد الشباب ثباتاً وتحدياً في مواصلة ثورتهم السلمية والإصرار على تحقيق مطالبهم المشروعة باختيار رئيس حكومة مؤقته مستقل وغير تابع لا هو ولا حكومته لاحزاب السلطة ولملالي ايران او اية جهة اجنبية ، فلا للمجّرب ، حكومة تعمل على إقامة انتخابات مبكرة ومحاسبة القتلة والمجرمين وسراق المال العام ووضع حد للفساد ، وبعد فشلت كل المحاولات والتي منها المراهنة على الوقت بالتسويف والخداع والمماطلة لانهاء الانتفاضة الشبابية .. قامت كتلتا الصدر والعامري بتكليف ( محمد توفيق علاوي ) لتشكيل الحكومة ،وهو واحد من المجربين والذي لا ينطبق عليه أي شرط من الشروط المطروحة ورغم رفضه من قبل سوح التظاهر الا انه وبكل صلافة وتحد وقح قدم أعضاء حكومته مع برنامج العمل الى البرلمان الذي اختلف أعضاؤه في جلسة ٢٧ / ٢ بشأنها فأجلت لجلسة يوم غد ١ / ٣ اذ لا يستوعب ان تمرر!حيث ان الوزراء المقترحين اغلبهم اذا لم يكن جلهم من القريبين على أحزاب السلطة ومن المطبلين وابواقها ومن المنتفعين وممن يحتلون مواقع طيلة السنوات الماضية وهم يمثلون حصص الأحزاب والكتل الداعمة لعلاوي، اما حصص المعترضين وهم الاكراد والسنة وجماعة دولة القانون / المالكي فقد تركت فارغة دون مرشحين مما يعني انها ستملأ من قبل تلك الكتل وهذا يرجح إمكانية تمرير الحكومة !والسؤال المطروح : هل سيقبل الشعب والشباب المنتفض والمرابط في التحرير والحبوبي وفي البصرة والسماوة والديوانية والكوت والعمارة وبابل وكربلاء والنجف وبقية المحافظات هذا التحدي السافر والتجاوز لمطالبهم وعدم احترام دماء الشهداء؟ اذا ظن المتسلطون واعتماداً على قوة السلاح وبدفع من ملالي ايران ،انهم سيرغمون شعبنا وشبابنا على الرضوخ فانهم واهمون ، فالثورة هذه المرة غير سابقاتها وإصرار الشباب وثباتهم وتحديهم الموت يؤكد حقيقة ان لا توقف حتى تحقيق الأهداف والانتصاف لدماء الشهداء الابرار ومحاسبة من دمر وقتل وهجر وشرد وادخل البلاد في ظلامية البدع والاباطيل والطائفية المقيتة وسار به نحو هاوية التأخر والجهل والضعف والتمزق، فلابد من خلاص الشعب ولابد لشبابه الثائر من الانتصار للوطن حتى وان فرضت حكومة علاوي لفترة ما.




السبت ١٢ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.