شبكة ذي قار
عـاجـل











أعلن الخميني حال تسلمه السلطة في إيران عام ١٩٧٩ ان استراتيجية نظام الملالي هي تصدير الثورة الى العالم العربي.وراح يبذل من اجل هذا الهدف جهودا كبيرة واموالا طائلة أنشا بواسطتها أجهزة ومنظمات إرهابية تسعى بكل ما اوتيت من قوة الى تدمير العالم العربي، والى تغيير قبلة المسلمين الى قم وكربلاء والنجف بدلا من مكة، بيت الله الحرام.

لم تتعظ حكومة الملالي بما جرى للخميني بعد ان تجرع كأس السم الزعاف حين خسر الحرب التي شنها ضد عراق العروبة والفداء ظنا منهم انهم "مع الحق" والحق عنهم بعيد.وباتوا يسخّرون كل طاقاتهم للانتقام للصنم الذي ذاق المر والهوان على ايدي العراقيين المؤمنين الشجعان، وافرغوا ما في جعبتهم وتحت عباءاتهم من شياطين بعد ٢٠٠٣، ولم يتركوا شيئا الا ودمروه باسم الدين وحبهم لآل البيت، وآل البيت منهم براء.

مرت سبع عشرة سنة على احتلال ايران للعراق منذ ٢٠٠٣، وظن حكام طهران انهم قد امسكوا بزمام الأمور ولن يفلت منهم هذه المرة، وستعود امجاد كسرى وفارس، ونسوا أن الله حق.لقد صدروا ثورتهم وايديولوجياتهم الخبيثة الى العالم العربي من قم "المقدسة" التي أراد الله بها شأن آخر.

ظهر فايروس كورونا فجأة في قم لتصبح هذه المدينة بؤرة لهذا الفايروس، ولتقوم بتصديره الى العالم العربي، لكنها نسيت ان هذا الفايروس سينطلق من إيران وانه سيعود الى تلك البؤرة حيث يعمل ذهابا واياباً، لأن ولاء المنظمات الارهابية التي تقبع تحت عمامة ايران ستكون الوسيلة الرئيسية والاكثر نشاطاً لانتشار فايروس كورونا واي فايروس آخر قد يظهر فجأة.ولو نظرنا الى دول الشرق الاوسط التي رصد فيها هذا الفايروس لاول مره، سنرى انها قريبة من ايران، وان فيها سكان موالون لهم مثل افغنستان والعراق والبحرين والكويت ولبنان وسلطنة عمان.لقد ظهر الفايروس في مقاطعة "حيرات" الافغانية التي تشترك بحدود مع ايران.فقد افادت التقارير ان أوائل المصابين بهذا الفايروس في الكويت والعراق وعمان كانوا قد عادوا للتو من زيارتهم لمدينة "قم" الايرانية، مركز الشر بكل انواعه.وهذه هي اهداف حكومة الملالي الاستراتيجية المتمثلة بتصدير الثورة التي تسيطر على العقول والامراض التي تؤثر على البشر نفسيا وبدنيا وعقليا وماديا، الخ.لقد افادت تقارير المؤسسات العلمية والصحية التي تتابع هذا الفايروس ان بداية الاصابات كانت ١٨ اصابة في قم و ٣ اصابات فقط في طهران، في حين ان نفوس طهران اكثر من قم بسبعة اضعاف.

رغم معرفة حكومة العراق التابعة لايران بهذه الحقائق، الا انها لم تمنع سفر العراقيين الى ايران ولم تمنع دخول الايرانيين الى العراق بذريعة زيارة العتبات المقدسة في البلدين الا بعد ظهور حالات الاصابة بالفايروس في العراق، بعد ثبوت ٤٣ حالة وفاة بهذا الفايروس في ايران لحد الآن.وقد افادت تقارير المؤسسات العالمية بان معدل الوفيات في ايران بلغ حالة واحدة من كل ١٤ اصابة، في حين ان المعدل في ايطاليا بلغ حالة وفاة واحدة لكل ٣٩ اصابة.واضافت التقارير ان المشكلة الأكثر تعقيدا في ايران هي التعتيم واخفاء الحقائق على الشعب وعن المؤسسات الدولية المعنية بايجاد الحلول لهذا الفايروس، وان ايران لا تضع المصابين في اماكن الحجر الصحي مما سيزيد احتمالات انتشار الفايروس على نطاق واسع.مما لا شك فيه ان حكومة الملالي تخفي حقائق كثيرة عن عدد الاصابات بهذا الفايروس وعدد الوفيات ومدى انتشاره في ايران كلها، كما ان الدوائر الدولية المختصة ترى ان إيران غير قادرة على احتواء الموقف وايجاد السبل الكفيلة لمعالجة المصابين او منع انتشار الفايروس.

لقد بدأت الاحداث تتسارع ضد حكومة الملالي التي لم تعرف الى اين تتجه.فمن ناحية فقدت قائدها العام قاسم سليماني الذي كان صاحب اليد الطولى في المنطقة، ومن نااحية ثانية تفاقمت عليها صعوبات مواجهة فايروس كورونا، ومن ناحية ثالثة اشتدت حدة التظاهرات ضد الحكومات الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.وفي نظرة متمعنة الى العراق تحديدا، نرى ان حكومة الملالي اهتزت كما يهتز الهشيم في ريح عاصف نتيجة ثورة الشباب والعراقيين جميعا مع تداعيات سقوط الاصنام المؤيدة لها.

الضربة الاخرى التي تلقتها ايران مؤخرا هي عدم تمكن ذيولها من تمرير اختيار اي رئيس وزراء موالٍ لها في العراق.وهذا الفشل بات مؤشرا واضحا على ان ايران اصبحت تفقد سطوتها على المنطقة.ومما لا شك فيه ان سقوط محمد توفيق علاوي المدوي وعدم قدرته على الاستمرار بتشكيل الحكومة هو المؤشر الاقوى على تهشم الكتل الموالية لايران وتفتتها، ودليل على فقدان ايران لاطراف اخرى كانت تؤيدها لتمرير مصالحها، سواء في شمال العراق او في غربه.

إن فايروس كورونا الذي انطلق من بؤرة قم الى دول الجوار بكل اشكاله المخزية عاد اليها وسيقضي عليها قريباً وعلى محور الشر، وستسقط العمامة وما تحتها من فجور.





الاثنين ١٤ رجــب ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.