شبكة ذي قار
عـاجـل










التعبئة والسوق من المصطلحات العسكرية المألوفة لدى القادة وضباط الركن في كافة الصنوف، الا انها تسبب ارباكا لدى بعض القادة المدنيين حيث تختلط الامور الى درجة انهم يستخدمونها دون تحديد المعنى الفعلي لها.فالسوق هو الاستراتيجية التي تعني إختيار فعاليات وانشطة مختلفة ومتنوعة من اجل الحصول على قيمة فريدة من نوعها.وبكلمات اخرى الاستراتيجية هي الخطط طويلة الامد من اجل تحقيق الهدف الاسمى.أي أن الاستراتيجية تعبر عن الاجابة على السؤال المهم "ما الذي نريد تحقيقه؟" ربما لا نتمكن من تحقيق ما نريد بسبب سوء التخطيط، او بسبب وجود مؤثرات تمنعنا من تحقيق ما نريد.ومثال على هذه المؤثرات في وضعنا العراقي الراهن وجود احزاب تتمسك بالسلطة ولديها القوة والمال والمؤيدين الذين لا يعرفون ما يجري.أي انه ما دامت مواردنا محدودة فسيصعب علينا ان نتنافس مع من لديه السلطة، الا إذا!!وكلما استمرينا بوضعنا الراهن المتمثل بندرة الموارد، صار تأثيرنا محدوداً.وهنا يأتي بيت القصيد.علينا ان نغير من سياستنا ونستخدم التعبئة او ما يسمى التكتيك الذي يوجب علينا تغيير صيغة السؤال من : "ما الذي نريد تحقيقه؟" الى "كيف نحقق ما نريد؟ أو كيف نصل الى الهدف؟"

شعارنا "امة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة" واهدافنا "الوحدة والحرية والاشتراكية".غايات كبرى لا نحيد عنها، ولكن بناء على معطيات الوضع الراهن في عالمنا العربي، هل نستطيع ان نصل الى تلك الغايات وايدينا مشلولة؟ هل نستطيع ان نحقق تلك الاهداف في العراق وهو تحت نير الاحتلال الفارسي والميليشيات والسراق واللصوص ودعاة الرذيلة؟ بالتأكيد كلا، ما لم .. !

لا بد من وضع خطط تعبوية ( تكتيك ) ليس للوصول الى الحكم، بل الى غاية سامية هي قلب الشعب وروحه وضميره.يجب اولا محاربة الجهل والتخلف، ومن ثم الفقر والجوع والوصول الى تلك الغاية السامية.ان التركيز على الايديولوجيات في الوقت الراهن سيؤدي الى ابتعاد الجياع والاميين والجهلاء عن مسار الثورة لا ننا لا نستطيع بث الوعي ونشر الثقافة في بطن خاوية وعقل مهترئ بخزعبلات ( القوى الخارقة ) التي ستأتي من المجهول لتصحيح الدمار الذي حل بالبلد.

ينبغي ان نضع استراتيجيتنا لتنمية المجتمع عبر الدخول في حوار مع كل المكونات الوطنية دون استثناء وتقديم تنازلات متبادلة من اجل ترسيخ الامن والاستقرار.ولا بد من وضع فترة زمنية لعدة سنوات لتحقيق هذا الهدف.

منذ زمن بعيد يعود الى بداية نشأة الدولة العراقية تمكن العدو من اختراق الوحدة الوطنية بثقافة الطائفية ودق في روح الشعب مسمارا صدءاَ نشر سمومه في دماء شريحة من العراقيين بحيث بات ولائهم لايران.ومن الأمثلة على ذلك المسمار الطائفي الصدء هو الاحتفال ببزوغ هلال رمضان وهلال عيد الفطر وعيد الاضحى.فرغم ثبوت رؤية الهلال، الا ان الصدأ المستشري في جسد الوحدة الوطنية لا يرتاح الى بتغيير فرحة الشعب، وتمزيق وحدته باوامر من دق ذلك المسمار، وتأخير الاحتفال الى اليوم التالي، ليس لشيء الا لترسيخ الولاء لايران وذيولها من المرجعيات الطائفية.وهذا مثال واحد من امثلة عديدة سببت تآكل في جدار الوحدة الصلب، وسمح بدخول آفات أخرى وتفشيها الى درجة اصبح من شبه المستحيل ان نتخلص منها دون وضع خطة استراتيجية تعيد الحياة لذلك الجسد البالي.

ان مجتمعنا العراقي يتجه الى الوراء مادامت هيمنة رجال الدين المتخلفين الذين لا تتناسب افكارهم مع حركات تطور المجتمعات، وجعل ولاء اتباعهم ينتمي الى افكار قادمة من الشرق ولا ينظرون الا الى الماضي السحيق.

إن إعادة لحمة الشعب الواحد تكمن في إعادة قدرات الدولة الصحية والصناعية والزراعية والتجارية من اجل سد رمق العيش وجعل كادر العمل في المصنع يؤمن إيماناً مطلقا بالعمل بروح الفريق الواحد، وبالتالي يؤدي ذلك الى روح الامة الواحدة.نحن لسنا بحاجة الى ١٠٠ مسؤول حزبي في مصنع واحد من اجل تثقيف ١٠ عمال، بل نحن بحاجة الى رجل واحد او إمرة واحدة يحمل افكارا نيره ووطنية لتثقيف ٩٩ عاملاً وقيادتهم الى مستقبل مشرق بعيدين عن أي عدوى ومن أي فايروس كان، سواء فايروس معمم، ام فايروس هدام لا ينام الا وببطنه مال السحت الحرام.

التربية الوطنية مفتاح لمعالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع، والطريق الذي يؤدي الى الاهداف والغايات.لقد اشار قادة كبار قبل عقود بان علينا "أن نكسب الشباب لنضمن المستقبل"، ومن هنا علينا ان نبني عقلية الاجيال القادمة لكي يكون ولائها للعراق ولا شيء غير العراق.ان تنمية الاحساس والشعور بالمسؤولية وحب المجتمع بعيدا على الطائفية والمذهبية والديانة هي المفتاح الرئيس ( الماستر كي ) لتحرير العراق من كل الادران التي وسخته ولطخت سمعته وفرقت شعبه الواحد.





الجمعة ١٤ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.