شبكة ذي قار
عـاجـل










إن الاطلاع التفصيلي على أحوال معسكر اللاجئين، الذي صار بين ليلة وضحاها، ما يمكن وصفه منتجعاً مفتوحاً لاستقبال المهاجرين العراقيين، ليس من غوغاء إيران الذين أحرقوا العراق عام ١٩٩١ م فقط بل وعلى امتداد سنوات الحصار التي امتدت إلى يوم احتلال العراق عام ٢٠٠٣، هكذا اطلاع سيفضي إلى قناعات تامة بأن هذا المعسكر هو جزء من بؤر ومواقع التخطيط لغزو العراق واحتلاله من قبل إيران وبمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها.

إن الأموال الطائلة التي ضخت في بناء هذا المعسكر - المنتجع - ونوع الخدمات التي تقدم فيه في الوقت الذي كان شعب العراق في الداخل يموت جوعاً ومرضاً بسبب الحصار الشامل لا يثير الريبة والشك فحسب بل يقدم دليلاً قاطعاً على لؤم وخبث ودناءة الأغراض التي تكمن وراء وجود هذا المعسكر وتفاصيل قصته السوداء.

إن فتح الحدود أمام عملية دخول مفتوحة إلى المعسكر وفي نفس الوقت استغلال حرص الحكومة الوطنية العراقية على مواطنيها والمتمثل بالسماح بعودة من يرغب بالعودة كان هدفه تحويل هذا المعسكر للاجئين إلى معسكر تجميع للمقاتلين ضد العراق، وإلى بؤرة تغذي الهجرة التي تتبناها أميركا وبريطانيا وإيران لمواصلة الحملات الإعلامية المعادية للعراق تحت ذرائع الدفاع عن حقوق الإنسان، في حين أن هدفها الحقيقي هو تجنيد المهاجرين أو بعضهم ضد وطنهم.

صار معسكر رفحاء قبلة لكل من يرغب بالحصول على مغانم مادية، وفي نفس الوقت ممراً ووسيلة لتغذية الخلايا النائمة لأحزاب إيران وعملائها.

واستخدم معسكر رفحاء لسحب أموال من شرائح من الشعب السعودي تحت ذريعة التبرعات لمهاجري المعسكر –المنتجع - واستخدام هذه الأموال لصالح الأحزاب المقيمة في إيران، وتعمل على تقويض أمن واستقرار وسيادة العراق، ولصالح النظام الإيراني أيضاً، وكان الكثير من هذه الأموال تتحرك بين إيران وأوروبا وبريطانيا بشكل خاص ومعظمها يسجل في حسابات محمد باقر الحكيم.

عاد من عاد إلى العراق محملاً بالأموال والهدايا من مملكة الجود والكرم، وبعضهم عاد ومعه عدة شاحنات محملة بالبضائع المختلفة هدايا من المملكة الكريمة، وعاشوا في العراق معززين مكرمين، وبعضهم ظل عقرباً كامناً في جحره ينتظر الوعد الأمريكي باحتلال العراق بعد انهاكه، وآخرون يرفعون التقارير لأحمد الجلبي ومؤتمره سيئ الصيت مقابل عشرة آلاف دولار عن أي خبر من داخل العراق، حقيقة كان ذلك الخبر أو مزور وتلفيق وكذب.

كان منتجعاً ومعسكر تدريب وجمعية تجميع أموال لإيران وميليشياتها التي تقتل العراقيين، لم يكن معسكر احتجاز، بل ولا حتى معسكر لاجئين، بل كانوا ( ضيوف المملكة التي أغدقت عليهم العطايا ) ، منتجعاً فيه حدائق وحسينيات ومواكب لطميات وتطبير ومدارس وجامعة وكليات وتعيين ورواتب، كان محطة أو مركز أبحاث لنوع السلطة المذهبية التي ستحكم العراق بعد غزوه الموضوع في سياقات الأفعال القادمة.

رفحاء كان جريمة منظمة، ووكراً إرهابياً ضد العراق وشعبه، كان وكراً لتدريب العصابات على الإجرام المنظم وسفك الدماء وتغذية الأحقاد.

رفحاء كان عصب تغذية لفيلق الغدر، بدر، ولسلطة محمد باقر الحكيم الذي يمثل الولي الفقيه الإيراني.
رفحاء كان مكاناً لتجربة الطائفية وتغولها وروحها الإجرامية وتعطشها للدم العراقي.
رفحاء كان يتغذى بالخبز العربي ليحقد على العروبة وعلى الإسلام الحق.
رفحاء كان ينهل من استقلال المملكة والولايات المتحدة وبريطانيا لكي يحفر قبر العراق وسيادته واستقلاله.

كان هذا قبل ٢٠٠٣ م، رفحاء محطة ارتزاق وبؤرة تراكم الأحقاد والبغضاء للعراق وشعبه، ومعسكراً لتجنيد الإرهاب وتدريبه وتغذيته ورسم ملامح الغنائم القادمة أمامه يوم يهتك ستر العراق.

أما بعد ٢٠٠٣ م، فقد كبر صغار وصغيرات رفحاء في أحضان الديمقراطية الليبرالية، وصار المئات آلافاً، وأول دور أوكل لهم في العراق المحتل هو نقل المثلية واللوطية والعري والزنا والمخدرات لمجتمع العراق المسلم المؤمن المحافظ، أول أدوارهم كان بيع الخمور ببرادات الشاي في صحن علي والحسين والعباس والكاظمين وسامراء، أول أدوارهم كان بذر بذرة المليشيات للأحزاب لكي تدمر العراق وتنشر الموت بالمفخخات.

بعدها : تم فتح الثقب الرفحاوي بصيغة ماجنة في جسد الشعب الجائع الذي يموت تحت موجات الحر والبرد والظلام، تم فتح الثقب لجزاء آخر من نوع آخر للرفحاويين على خدماتهم الدعائية لإيران وأحزابها، فتح الثقب الأسود لنهب خزائن العراق وتحويلها للعاريات والراقصات والزناة، ممن أثروا في رفحاء السعودية وتنعموا بحياة اللجوء وامتيازاته الأمريكية والأسترالية والأوربية.

رفحاء وأهلها ينهبون مليارات الدولارات من ثروات شعب معدم فقير بائس يغرق بالأمية والظلام والبطالة.

ولا زال أولاد الحرام يمتلكون أفواهاً تتحدث عن الحرية والديمقراطية، وهي تمتلئ بدماء العراقيين ويمشون ليس على أرض العراق بل على برك دماء أبنائه وأشلائهم.

هذه هي حقيقة رفحاء لمن يريد أن يعرف الحقيقة في المملكة الكريمة وفي العراق ووصولاً إلى بيت ليس أبيض ودول ليست حرة، بل عبيد للدولة الماسونية الصهيونية العميقة، رفحاء قانون غاب أكل الغابة، ويأكل الآن من زرعوا الغابة، هذه حقيقة رفحاء بلسان وأقلام سكانها ومن عاش تجربتها كاملة.

…………………….
الاقتباس من مقال للرفحاوي حميد جبر صبر فرج الدلفي العجلي الواسطي. رقم هاتفه
٤٨١٣٨٨٢٧٧(٠٠٦١) كما ذكر في المقال الذي تجدون نصه في هذا الرابط.
http://online.anyflip.com/uajdr/sooj/mobile/index.html

http://anyflip.com/uajdr/sooj/





الخميس ٢٠ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.