شبكة ذي قار
عـاجـل










أثار انتباهي نباح أحدهم في بث مباشر على الفيس بووك عن مرحلة الجوع التي عاشها العراقيون خلال سنوات الحصار وكان يحمل المسؤولية على عاتق النظام الوطني والرئيس الشهيد صدام حسين.

كان ( الولد ) محموماً ويصرخ بصوت هستيري وكأنه يحاول سحب بساط التأثير الواسع الذي أحدثته حلقات لقاء قناة العربية بالسيدة رغد صدام حسين وهو يعلم علم اليقين أن محاولته بائسة وعديمة الجدوى ليس فقط لسعة انتشار بساط تأثير المقابلة ذاك على مستوى الوطن العربي والعالم فقط بل ولأن صراخه المنهك ومضامينه العدوانية قد أكل عليها الدهر وشرب ولم يعد جل شعب العراق يعنيهم ذاك الماضي ليس لأن ما جاء بعده لا يعجب غير طبقة السلطة والمنتفعين والمرتزقين إعجاباً منافقاً كاذباً انتهازياً سطحياً ممهور بالرذيلة والعار فحسب بل ولأن العراقيين يعرفون أن ما حصل كان سببه عدوان العالم المتوحش على العراق بسبب موقف العراق الوطني المستقل وثباته على حقوق العراق والأمة العربية.

صراخ الرجل وهوسه في ذاك البث أو المقابلة دفعنا لإعادة التذكير ببعض الحقائق المغيبة إلى الأذهان وتذكير من هم على شاكلة هذا المسكين أن الحديث في الإعلام للناس يستدعي قدراً من الموضوعية وعدم إلغاء الحقائق إلغاءً تاماً وعدم الاسفاف والغرق في التزوير، نعم هلكنا كعراقيين جوعاً ومرضاً وعانينا ما عانينا ودب بعض الفساد في بعض مفاصلنا في سنوات الحصار، لكن الأهم من كل هذا الإقرار بحقائق حال بلد تهاوى اقتصاده وسقطت عملته وشلت صناعته وتجارته شللاً كاملاً لأربعة عشر سنة الأهم هو أمام الله والتاريخ أن نكون صادقين في استكمال الوصف بذكر الأسباب كاملة غير منقوصة.

أولاً : إن الجوع والأمراض والشلل الاقتصادي الذي حل بالعراق لم يكن رغبة أقدم عليها الشهيد صدام حسين ورفاقه في الحزب والسلطة الوطنية بل هو العدوان بالحصار الذي استكمل العدوان على العراق بالحرب الإيرانية وما تلاها من أحداث، الحرب الإيرانية صممت لإسقاط النظام واحتلال العراق وعندما فشلت تبعها كل ما تبعها من حروب وحصار بقرار امبريالي صهيوني وبتحريض فارسي خبيث.

ثانياً : قبل الحصار كان الإنسان العراقي واقتصاد العراق يعيشون رفاهية وعلوا لم يشهده العراق في كل تاريخه وحتى مجريات الحرب الإيرانية العدوانية لم تزعزع سياسة الشهيد صدام حسين ورفاقه في قيادة الحزب بالاهتمام بالإنسان الفرد والمجتمع وبتحقيق الحياة الكريمة بما في ذلك الحياة الكريمة للجنود في جيش العراق الباسل وشعب العراق كله شاهد وضميره ينبض بالحقائق حتى لو سكت مرغماً.

ثالثاً : إن الحرب الكونية على العراق والتي سميت بعاصفة الصحراء تحت ذريعة تحرير الكويت قد حاولت بالتعاون مع إيران إسقاط النظام الوطني عبر صفحة الغدر والخيانة ولكنها فشلت في مسعاها غير أن تلك الصفحة قد أحرقت المحافظات التي وصلتها حرقاً تاماً ودمرت جامعاتها ومدارسها ومشافيها ومصانعها ومبانيها وساهمت بالتالي في تشكيل أرضيات الانهيار الاقتصادي في العراق.

رابعاً : إن سنوات الحصار كانت أيضاً سنوات حرب حيث ظل العراق يدافع عن كيانه الوطني ومنهجه القومي بقيادة الشهيد صدام حسين ورفاقه وشعبه أمام هجمات الطيران والصواريخ التي كانت تستهدف البنى الارتكازية للصناعة العراقية وخدمات الماء والكهرباء وما يقوم العراقيون بإعادة تأهيله من بنى مدمرة لكي يدوم البأس على شعبنا الصابر.

خامساً : إن القوى والأحزاب التي تعاقدت مع الغزو وبعده وفي مقدمتها أحزاب إيران وتشكيلاتها المليشياوية كحزب الدعوة وبدر والمجلس الطبطبائي الحكيمي وغيرها فضلاً عن حزب المقبور أحمد الجلبي وغيرهم من القوى والأشخاص قد ساهموا جميعاً بإطالة أمد الحصار وبالتالي كانوا سبباً مباشراً في معاناة العراقيين المعيشية والخدمية.

وعلى هذا فإن الطرح الموضوعي في الإعلام وفي السياسية يجب ألا يحمل النظام الوطني وقيادته الشهيدة مسؤولية التدهور المريع في حياة العراقيين وصحتهم وغذائهم وتسبب بموت الملايين من الشيوخ والأطفال جوعاً وبسبب انعدام الدواء.

لقد كان الحصار له هدف واحد هو إنهاك النظام وإضعاف صلته بالشعب وتحميله مسؤولية إجرام أميركا وإيران وحلفائهما تمهيداً لغزو العراق واحتلاله بعد انهاكه وتدمير أو إضعاف قواته المسلحة وقدراتها الدفاعية.

لقد كان الحصار وما رافقه وسبقه أخس وأوحش وأسوأ أنواع الميكافيلية السياسية وعلى من لا يملكون شيئاً من الفكر أو المنجزات ولا الشرعية لسلطة الاحتلال الفاسدة الفاشلة أن يجدوا بضاعة غير التزوير والكذب والتلطيش التي سئمها العراقيون وصارت لحنا نشازاً لا يطرب غير آذان أحزاب إيران ومجاميع المقامرة والمغامرة والارتزاق.




الجمعة ١٤ رجــب ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.