شبكة ذي قار
عـاجـل










قرأت عدد مِنْ المقالات على مواقع مختلفة، مِنْ آراء الكتاب ، ولكن كل ما كتبوا مِنْ الآراء لَنْ يستند على مصدر موثوق ، فقط آراء شخصية ، لذلك أَرَدْتُ أَنْ أَوضح لحضراتكم هذا الموضوع بدقة مستنداً على معلومات دقيقة التي كنت اعرفها عن قريب.

في عام ١٩٨٨ كان لدى الجيش العراقي لواء كامل مِنْ العسكر على الحدود الايرانية فى قضاء بنجوين ، مقسمة كالاتي :

فوج منتشر حول قضاء بنجوين لحماية المنطقة.

وفوج آخر منتشر في منطقة ناحية نالباريز العائدة لقضاء بنجوين.

والفوج ألثالث منتشر حول ناحية سيد صادق وخورمال وعَنَبْ وحدود قضاء حلبجة ، في بداية شهرآذار ١٩٨٨ هجمت القوات الايرانية بقوة كبيرة تعدادها ٤٥٠٠٠ جندي ايراني ، والمتطوعين ، وقبل الهجوم قام طيران الجيش الايراني بقصف مكثف على جميع مواقع الجيش العراقي بالقنابل الكيميائي مِنْ نوع غاز سيانيد ، واستشهد اكثرية قواتنا في تلك الهجمة الشرسة ، وبعدها هجموا على المعسكرات العراقية واستطاعوا أن يلقون القبض على البقية لكونهم متاثرين بذلك الغاز واخذوهم الى ايران ، وحل محلهم الجيش الايراني ، وهدفهم احتلال مدينة السليمانية ، زحفت قوات الايرانية احتلت مدينة بنجوين وناحية نالباريز وناحية سيد صادق وناحية خورمال وعَنَبْ ومِنْ ثم مدينة حلبجة ، على أعقاب ذلك جاءت قوة ضاربة أخرى مِنْ الجيش الايراني ، باتجاه مدينة السليمانية ، إِحتلت ناحية عربت التي بعيدة عَنْ مركز مدينة السليمانية ٢٠ كم.

لذلك رداً على هذا الاعتداء السافر أمام العالم ، ولكن لم يحركوا الساكن ، علماً بِأَنَّ قتل من ذلك الهجوم عدد كبير من الجنود العراقيين متاثرين بغاز السيانيد القاتل ، والبقية اصبحوا معوقين أو فاقدي البصر ، وهذه كارثة كبيرة تركت أثر مؤلم لدى القيادة العراقية ، وقد صدر قرار بقصف جميع مواقع العدو الايراني بِألاسلحة الكيميائية ( غاز خردل ) لانه لايوجد لدينا غاز سيانيد ، وكل الدول الغربية تعرف هذه الحقيقة لانهم قد باعوا لنا المواد الاولية لتلك القنابل.والتقارير الاولية لِلْأَجهزة الاستخبارية للدول الكبرى أكدوا في حينها بِأنَّ العراق قصف محيط مدينة حلبجة أي المعسكرات الايرانية بالاسلحة الكيميائية ( غاز خردل ) أَما داخل مدينة حلبجة قصفت مِنْ قبل القوات الايرانية بِغاز سيانيد القاتلة.

وفي حينها لَمْ تسمح القوات الايرانية للصحفين دخول المدينة وذلك حتى لاتنكشف مؤامرتهم ونقلوا جميع جثث الجنود الايرانية الذين فروا من القصف العراقي الى داخل مدينة حلبجة ، وإِنَّ ضربة مدينة حلبجة مؤامرة في حينها على الحكومة العراقية لاتهامهم بقتل المدنيين ، وتوجد مستمسكات رسمية تؤيد عكس صحة ذلك ، وبعد ثلاثة أيام دخل لمدينة حلبجة الصحفيين والمصورين الايرانيين فقط والتابعين الى جهاز سافاك الايراني برئاسة الصحفي والمصور السينمائي كاوه ، واخذوا صور ونشروها وأثاروا ضجة اعلامية كبيرة أَمام الرأي العالمي واتهموا العراق بذلك ، وبعد خمسة أيام سمحوا للصحفيين العالميين والمصورين الدخول الى مدينة حلبجة ، أَخذوا الصور وكتبوا ما كتبوا بدون اسناد على كلامهم.

هذا مختصر مفيد للقضية ، وبِما إِنني أعرف تفاصيل هذا الموضوع ، أَردت أَنْ اوضح لِإخواننا والرأي العام هذه الحقيقة ، عِلْماً بِأنني طرحت هذا الموضع فى المؤتمر العالمي الذي عقد فى مدينة طوكيو عام ١٩٨٩ ، وادان المؤتمر في حينها الوفد الايراني وطردوهم مِنْ المؤتمر ، لان كلامي كان معزز بالصور وافلام واضحة حول الموضوع.

وشكراً لكم لِإتاحتي الفرصة لشرح موجز لهذا الموضوع.






الاربعاء ١٠ شعبــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.
مواضيع الكاتب أَ.د.أَبولهيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
مكتب الثقافة والإعلام القومي - لقاءُ القُوى الوَطَنيّة والقَوميّة التَقدُّميّة الديمُقراطِيّة ضَرورة حَتميّة للخَلاص مِن حالَةِ الضَعفِ العَرَبي د. عامر الدليمي في ظل الاستهداف المنقطع النظير الذي تتعرض له أمتنا العربية في أغلب أقطارها، وفي ظل غياب أية حدود أو سقف للبشاعة التي يتم فيها تنفيذ حلقات المؤامرة، وليس آخرها محرقة رفح، والمجزرة البشعة التي يتعرض لها شعبنا العربي في فلسطين، والتي وصلت إلى إحراق الخيام بقاطنيها حيث تم استهداف النازحين قسرًا شمال غرب رفح. تلك المجزرة التي خلّفت عشرات الشهداء الذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء، بالإضافة إلى عشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، مع استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية وإخراجها من الخدمة، كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم أجمع العاجز عن كبح جماح جرائم العدو الصهيوني. في ظل هذا الواقع المأساوي، وعجز الأنظمة العربية عن وقف عجلة التدهور وبشاعته، يصبح من أعلى الأولويات والواجبات الحتمية، أن تلتقط القوى السياسية الوطنية والقومية زمام المبادرة، نحو بلورة مشروع يرقى إلى مستوى التحديات الوجودية الجسيمة التي تستهدف الأمة في وجودها. ويتقدم تلك الأولويات فهم الواقع الذي تمرُ به الأمة العربية في هذه الظروف وتحليلها بقدرٍ عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية والوقوف بواقعية وموضوعية على أسباب الانكسارات والتراجعات والاستسلام للقوى المعادية، حيث يتقدم تلك الأسباب الانقسام والتشظي العربي بسبب تناقضات ثانوية تاركين التحديات الأساسية والمصيرية تحرق الأمة وتنهي هويتها ووجودها. وفي مقدمة متطلبات تحقيق ذلك، والذي يعد من الضرورة القومية الحاسمة أن تكون هناك نظرة وفعل حقيقي جاد لتجديد الخطاب القومي العربي وتحديث مشروعه النهضوي التحرري التقدمي. ومن هنا فإن لقاء القوى السياسية المخلصة للوطن والأمة العربية، والعمل ضمن قواعد عمل مشتركة للتوصل إلى مشروع يمكِّن الأمة من مواجهة التحديات الوجودية الجسيمة التي تتعرض لها، ويعيد لها كرامتها، ويؤكد بأنها أمة جديرة بالحياة، من خلال إيجاد تفاهمات سياسية على قاعدة جماهيرية تكون أساساً لقوتها، وتستطيع من خلال ذلك وغيره التخلص من الضعف والتخلف والتقهقر الذي أصابها. إن ذلك من شأنه أن يرسم الخطوات الأولى التي تخطوها القوى الوطنية والقومية لقيادة الأمة نحو مرحلة جديدة لتكون أمة مجاهدة تسعى نحو التثوير والتنوير والتغيير والتقدم بكل جوانبه. كما وتشكِّل أساساً لإطلاق الحريات الفكرية والسياسية التي تعد الدعامة الرئيسية لمجتمع حضاري جديد، وتحقيق نهضة عروبية تقدمية ديمقراطية في الساحة السياسية كما في الساحة الفكرية. إن كل ذلك يقتضي تجاوز الحالات التي تعرضت لها من مناكفات وخصومات بينية أوصلتها إلى الاحتراب الفعلي فأضعفت نفسها، وجعلت القوى المعادية تتحكم بمصيرها. وليس أدل على ذلك ما وصلت إليه بعض الأنظمة العربية في الاستسلام والضعف أمام العدو الصهيوني، وتمدد استعماري للمشروع الفارسي في أقطار أمتنا العربية بدءاً من المشرق واندفاعاً نحو أقطارها في شمال افريقيا. إن الضرورة الوجودية والحتمية في تاريخنا الحالي تقتضي عودة التيار القومي العربي التحرري والمنظمات القومية لممارسة دورها الفعلي في الساحة العربية بقوة وثقة عالية، متحصِّنة بالإيمان المطلق بقدرها، وبمسؤوليتها التاريخية في قيادة الأمة لتحقيق أمل الجماهير في خلاصها من الاستعباد والاستبداد والهزيمة والتشظّي. ومن أولويات هذه المهمة النضالية الكبيرة هي أن ينهض المثقفون والمفكرون والكتاب العرب الذين يؤمنون برسالة الأمة كرسالة إنسانية خالدة لممارسة دورهم الريادي في بلورة الطموحات المأمولة، وتحديد معالم الطريق العملية والواقعية لتحقيقها، بعيداً عن الإنشاء أو العواطف أو التنظير العقيم. على أن مثل هذا التفاعل وتلاقح الأفكار يتطلب من الجميع العمل من أجل هذا المشروع بروح ديمقراطية متجددة، كشرط أساسي لنجاحه كي يعيد للأمة العربية مجدها وكرامتها وحقها في الحياة.